- الشريكة: الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم يكون بإحياء سنته والسير على نهجه واقتفاء أثره
- الشطي: كلنا نحب رسولنا ونوقره فهو قدوتنا وإمامنا وعلينا تصديقه فيما أخبر
- الخالدي: بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أجلّ النعم تستوجب منا الشكر بطاعته فهي من طاعة الله
تحل بعد غدٍ الأحد ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يكون بالصورة التي عليها الناس في هذه الأيام؟ وما الاحتفال المفروض إذ إن مولده صلى الله عليه وسلم مولد أمة، بل مولد عالم بأسره، فقد بُعث رحمة للعالمين (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) فكيف نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما الدروس والعبر التي نأخذها من ذكرى رسول الإنسانية؟
عن كيفية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يقول د.عبدالله الشريكة: الاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم يكون بإحياء سنته والسير على نهجه، واقتفاء أثره، وما أحوجنا لأن نحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم وليلة، والاحتفال ليس كلاميا، ولكن يجب أن يكون احتفالا فعليا، بذكر ما دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إليه من مكارم الأخلاق ومعرفة سيرته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، والاستقامة على شريعة الله، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عما يوجه إليه من إساءات وإشاعات تستهدف النيل من الإسلام ونبيه.
وزاد: وليسعَ المسلم لبيان الصورة النقية للإسلام ولنبيه صلى الله عليه وسلم في جميع المحافل والمنتديات، وقد وصفه الله تعالى بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم) وهي أعظم شهادة له، فعلينا في هذا اليوم أن نعبر عن حبنا باتباع سيرته العطرة والسير في دربه وتطبيق سنته وترجمتها قولا وفعلا حتى نكون أحببناه حقا (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، وبسؤال د.الشريكة عن حكم الاحتفال بمولده بالصورة التي عليها الناس هذه الأيام، قال: لقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم 23 سنة بعد بعثته، ومع ذلك لم يحتفل بمولده ولا مرة، بل لم يحتفل به أحد من الصحابة ولا آل بيته، وخير الهدي هديهم.
وعن الدروس المستفادة في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم قال: علينا بالصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحمل المشاق (واصبر وما صبرك إلا بالله)، وعلينا جهاد النفس بالتحلي بالأخلاق والآداب لتحسين صورة الإسلام والمسلمين (وإنك لعلى خلق عظيم)، وعلينا أن نستقي منه الحب والتعاون ونبذ الحقد والحسد والتنافس المذموم «ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا» الحديث.
النهي عن الغلو
من جهته، قال د.بسام الشطي: كلنا نحب رسولنا ونوقره فهو قدوتنا وإمامنا وحبه إيمان ويجب الامتثال لسنته وتعلم سيرته والذود عنه والصلاة عليه، ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وزجر، ونصدّقه فيما أخبر وألا نعبد الله إلا بما شرع رسوله.
ولم يعهد أنه أمر بالاحتفال في مولده ولم يفعله أحد من خير القرون ولا من بعدهم ولم يعرف أحد تاريخ مولده ولكن نعرف تاريخ وفاته.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلو فيه، بل قال انما أنا عبد الله ورسوله، وقال للذي سجد له بعد أن زجره لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها.
لزوم سنته
وأضاف د.خالد الخالدي: ان مما ينبغي ان يستذكر في هذا المقام عظيم منة المولى تبارك وتعالى علينا بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث بعثه الله عز وجل ليخرجنا من الظلمات إلى النور، فبعثته صلى الله عليه وسلم الى هذه الأمة أجل وأعظم النعم، فهي نعمة لا تساويها ولا تدانيها نعمة، والله تعالى قد نوه بهذه النعمة العظيمة في كتابه العزيز، حيث يقول: (لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)، وما كانت هذه النعمة بهذه المنزلة المباركة إلا لأن فيها إخراج الناس من الضلالة إلى الهداية.
ونعـم اللـه ومننــه تستوجب الشكر، ومن أعظم ما يشكر به المولى على هذه النعمة طاعته صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به، وذلك أن طاعته من طاعة الله، فإنه هو مرسله وباعثه إلى الناس، قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، وليس للمؤمن خيار في ترك طاعته، بل هو أمر ملزم لا مناص عنه، قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)، وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
والواجب: لزوم سنته صلى الله عليه وسلم بألا يعبد الله إلا بما شرع، فإنه القائل صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ».