واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، حيث قصف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، ما أودى بحياة عدد من الاشخاص من بينهم 6 على الاقل من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس، الأمر الذي أحدث موجة دولية واسعة من الإدانات.
وأعربت السعودية أمس عن إدانتها بأشد العبارات واستنكارها استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المدرسة. وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، على ضرورة «الإيقاف الفوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين العزل ووضع حد للكارثة الإنسانية غير المسبوقة» التي يشهدها قطاع غزة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية.
وجددت رفضها التام لاستهداف المنشآت والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها، مؤكدة المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية ووضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كما أدانت دولة قطر بشدة عملية القصف. وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان وفق وكالة الانباء القطرية (قنا)، إن هذه «المجزرة المرعبة» تؤكد على نهج الاحتلال الإجرامي واستهزائه بمبادئ القانون الإنساني الدولي، مجددة في هذا السياق مطالبة دولة قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين.
وشددت الوزارة على أن حماية الأرواح البريئة ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية والمحافظة على ما تبقى من البنية التحتية في قطاع غزة تتطلب جهودا إقليمية ودولية مضاعفة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع فورا. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبته.
وقال البديوي، في بيان، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي لمحاسبة الاحتلال على جرائمه غير القانونية وسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها ضد سكان غزة العزل والشعب الفلسطيني كافة.
وأضاف أنه من الضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الانتهاكات المستمرة التي يقوم بها بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة وقال إن وقفا لإطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة هو الطريقة الأمثل لضمان سلامتهم. وقال بلينكن للصحافيين أثناء زيارة إلى پولندا «علينا أن نرى المواقع الإنسانية محمية. هذا أمر نواصل طرحه مع إسرائيل».وجدد التأكيد على أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ضرورة ملحة، فيما رفضت حركة «حماس» اتهامها بأنها العقبة الرئيسية أمام الاتفاق. وأعلنت أن وفدا منها التقى بوسطاء قطريين ومصريين في الدوحة أمس الأول. وأعربت حماس مجددا عن «استعداد الحركة للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس بايدن».
كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالهجوم. وقال عبر منصة إكس إن «ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرضت مدرسة تؤوي 12000 شخص لقصف جوي إسرائيلي. في عداد القتلى هناك ستة من زملائنا في وكالة (أونروا). هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن». وأدانت فرنسا أمس الهجوم، وجددت الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في مواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في القطاع.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان ان باريس تدين الهجوم الذي استهدف مدرسة «الجوني» في مخيم النصيرات للاجئين ما أدى لسقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى موظفين أمميين.
واعتبرت ألمانيا بدورها أن مقتل موظفي الأمم المتحدة في غزة أمر «غير مقبول إطلاقا». ودعت إسرائيل إلى «حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة».
وقالت وزارة الخارجية الألمانية على منصة «إكس» إن «على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ألا يكونوا إطلاقا ضحايا للصواريخ.. مقتل ستة من موظفي أونروا في مدرسة في النصيرات أمر غير مقبول إطلاقا».
وتعليقا على الهجوم، اعتبر مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن القتل العبثي في قطاع غزة لا ينتهي، مؤكدا أن الوقت حان لوقف إطلاق النار والمساءلة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس أن حصيلة الحرب ارتفعت إلى 41118 قتيلا على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إن 34 شخصا على الأقل قتلوا خلال 24 ساعة فيما أصيب 96 آخرون، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 95125 في القطاع.
من جهة اخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية أمس أنها «واثقة» من أن حملة التطعيم الضخمة ضد شلل الأطفال في غزة حققت هدفها المتمثل بالوصول إلى أكثر من 90% من الأطفال تحت سن العاشرة.
«الپنتاغون» تنهي مهمة حاملتي طائرات في الشرق الأوسط
واشنطن ـ وكالات: أنهت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) مهمة حاملتي طائرات في الشرق الأوسط وقررت إعادتهما إلى قاعدتهما، وذلك بعد تعزيز واشنطن وجودها العسكري بالمنطقة لحماية إسرائيل من هجمات إيرانية محتملة.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن حاملة الطائرات «يو إس إس تيودور روزفلت» والمدمرة «يو إس إس دانيال إينوي» عادتا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن المدمرة الأخرى «يو إس إس راسل» غادرت الشرق الأوسط وتعمل في بحر جنوب الصين، أما حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» فستبقى في منطقة خليج عمان التي وصلت إليها قبل 3 أسابيع.
ووفقا لقناة «الجزيرة» الفضائية، ذكرت «أسوشيتد برس» أن عددا من السفن الأميركية ما زالت توجد في شرق البحر المتوسط، فضلا عن مدمرتين والغواصة الموجهة بالصواريخ «يو إس إس جورجيا» الموجودة في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين.