استأنف كل من المرشحين الرئاسيين الأميركيين الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب حملتيهما الانتخابيتين بقوة أمس، بعد هدنة قصيرة لتكريم ذكرى ضحايا هجمات 11 سبتمبر.
ونظم الرئيس الجمهوري السابق تجمعا انتخابيا في أريزونا، الولاية الواقعة في الغرب الأميركي، إحدى الولايات التي شهدت منافسة شديدة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 (فاز بها الرئيس جو بايدن)، ويبدو أن الحال ستكون مماثلة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر المقبل.
أما منافسته الديموقراطية فاختارت الطرف الآخر من البلاد، في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث تعتمد نائبة الرئيس على أصوات الأميركيين من أصول أفريقية والشباب الذين أعاد ترشحها تحفيزهم.
وكما كانت الحال في الدورتين السابقتين من الانتخابات الرئاسية، يمكن أن يحسم مصير انتخابات 2024 بضعة آلاف من الأصوات في بعض المقاطعات الاستراتيجية في ست أو سبع ولايات متأرجحة، وذلك بسبب نظام الاقتراع العام غير المباشر.
وبالتالي، سيركز ترامب وهاريس جهودهما الانتخابية على هذه الولايات وبينها أريزونا وكارولاينا الشمالية.
ورغم أن المناظرات الرئاسية تعد من أبرز فعاليات الحملة الانتخابية منذ أكثر من 60 عاما، فإن تأثيرها على التصويت غالبا ما يكون محدودا.. مع استثناء واحد ملحوظ: مناظرة يونيو الماضي بين الرئيس جو بايدن وترامب التي عجلت بانسحاب الرئيس الديموقراطي من السباق.
وقال كايل كونديك، المحلل السياسي في جامعة فيرجينيا، في مذكرة، إن «ذاكرة الناخبين ضعيفة»، مشيرا إلى أن هناك ما يكفي من الوقت حتى انتخابات 5 نوفمبر «لكي يتلاشى تأثير المناظرة إذا وجد».
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن الناخبين اختاروا بأغلبيتهم الساحقة المرشح الذي سيصوتون له، وهي تظهر أنهم ينقسمون بنسب شبه متساوية بين المرشحة الديموقراطية وخصمها الجمهوري.
لكن لا يمكن استبعاد مواجهة متلفزة جديدة بين المرشحين الرئاسيين، إذ تحدت هاريس ترامب لإجراء مناظرة ثانية.
ولم يقبل ترامب هذا الاقتراح رسميا، مؤكدا في البداية أنه لا يريد «إعادة المباراة»، قبل أن يلمح إلى أنه قد يغير رأيه إذا نظمت هذه المناظرة «فوكس نيوز»، القناة المفضلة لليمين الأميركي.
وعلى هامش السباق الانتخابي، أحيت مدينة نيويورك مراسم الذكرى السنوية الـ 23 لأحداث 11 سبتمبر في المواقع الثلاثة التي اصطدمت بها الطائرات المختطفة عام 2001 ما أسفر حينها عن مقتل نحو 3 آلاف شخص. واجتمع أفراد عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية في ساحة النصب التذكاري لقراءة أسماء أقاربهم الراحلين، فيما أضيئت أنوار زرقاء على بعض أبراج منطقة مانهاتن ضمن الفعالية السنوية (التكريم في الضوء) التي تكرم ضحايا الأحداث المأساوية وتحتفي بـ «روح المدينة التي لا تقهر».
وبهذه المناسبة، اجتمع كل من الرئيس الأميركي بايدن وهاريس والرئيس السابق دونالد ترامب في الموقع الذي أسقطت فيه الطائرتان برجي مركز التجارة العالمي لتأبين ضحايا الهجمات الإرهابية.
واعتمر بايدن لبرهة قبعة دعائية للحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري ترامب، في خطوة قال البيت الأبيض إنها هدفت لإظهار «الوحدة» في ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن بايدن زار هذا المركز بمناسبة الذكرى الـ 23 للاعتداءات للتأكيد على وحدة البلاد. وأضاف أنه خلال هذه الزيارة، وفي بادرة «ودية»، قدم بايدن قبعة لأحد أنصار ترامب، فرد عليه المناصر بالقول إنه «بنفس هذه الروح ينبغي على الرئيس أن يعتمر قبعة ترامب»، فاعتمرها الرئيس لفترة وجيزة.
وكتبت حملة الملياردير الجمهوري على منصة «إكس»: «شكرا على الدعم يا جو!».