- الأنشطة غير النفطية في المملكة سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ 50% في العام الماضي
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أمس، أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى.
كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الخطاب الملكي السنوي، وقال فيه:
بعون الله وتوفيقه، نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا.
وأضاف: ونحن على أعتاب دورة جديدة من أعمال مجلس الشورى، نؤكد أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق «رؤية المملكة 2030» والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
وتابع: نلتقيكم وقد قطعنا أجزاء من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستويين الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
وأكد: لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ 50% في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024 بلغ 7.6%، بعد أن كانت نسبته 12.8% في عام 2017.
وقال: ارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من 47% عام 2016 إلى ما يزيد على 63%، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019، مستهدف 100 مليون سائح في 2030، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح عام 2023، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليميا ودوليا.
واستطرد: إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة «إكسبو 2030» وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034.
وتابع: إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعيا يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
واستطرد: بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع، فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع.
وأكد ولي العهد السعودي، في الخطاب الملكي، ان القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة، مجددا رفض وإدانة المملكة الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، وقال: لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك، ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيدا للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
وأضاف: إن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
وشدد الأمير محمد بن سلمان على ان المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية ـ الأوكرانية.
وكان رئيس مجلس الشورى الشيخ د.عبدالله بن محمد آل الشيخ قد ألقى كلمة الافتتاح قال فيها: بمشاعر تفيض بالشكر والتقدير، وفي أجواء يملؤها السرور والبهجة، وبقلوب تتطلع للإنجاز والنجاح، يتشرف مجلس الشورى بهذه الرعاية الكريمة حيث تتفضلون، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى وانطلاق دورة جديدة من عمر هذا المجلس الذي حظي طيلة مسيرته بدعم القيادة الرشيدة وذلك إيمانا بدوره في عملية البناء والتنمية، فمرحبا بكم يا صاحب السمو.
وأضاف: إن العمل التنموي الجبار والمتميز الذي تشهده بلادنا في هذا العهد الميمون لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت «رؤية 2030» المباركة التي يشرف عليها سموكم الكريم مسارا تنمويا متفردا في أبعاده وأهدافه، ومتنوعا في طموحاته وعطاءاته لتضع هذه البلاد المباركة في مكانها المستحق بين الأمم وذلك من خلال العمل على صناعة الحاضر وبناء المستقبل والاعتزاز بالتاريخ العريق والممتد لهذه البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص، مما أدى إلى تحقيق عدد من الإنجازات والنجاحات ومن ذلك إقامة المشاريع النوعية العملاقة والمتميزة، ومواصلة تحقيق قفزات في عدد من المؤشرات، والحصول على جوائز دولية في عدد من المجالات، كما أن استضافة المملكة للعديد من الاجتماعات والقمم الدولية وغيرها من المؤتمرات والمنتديات والبطولات الدولية المختلفة تؤكد مكانتها وريادتها، يضاف إلى ذلك وفي مقدمته اهتمام القيادة الرشيدة بتقديم أقصى درجات العناية بالحرمين الشريفين وتسخير التقنيات وتطوير الخدمات المقدمة لقاصديهما، وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.
وتابع: يطيب لي أن أعرض لسموكم الكريم بإيجاز أنه صدر عن مجلس الشورى خلال السنة الماضية وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس 493 قرارا في مختلف الموضوعات التي يدرسها المجلس، منها 58 قرارا تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح، و240 قرارا تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، و194 قرارا تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه، ويأتي ذلك في ظل الرعاية المستمرة والدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن سموكم الكريم.