في جانب إنساني، أجرى د.محمد الحاج علي "مواليد 1967" ابن بلدة النبطية أكثر من 40 عملية جراحية في العيون لمصابين نقلوا إلى مستشفى النجدة الشعبية في المدينة الجنوبية، المجهز في شكل متقد، منذ الدقائق الأولى التي تلت الضربة الإسرائيلية الكبرى لحملة أجهزة اتصالات «بيجر» في 17 سبتمبر.
وآثر طبيب العيون الذائع الصيت العمل في مسقط رأسه في هذه الفترة الحرجة، على رغم امتلاكه عيادة تخصصية كبرى في بيروت قرب المقر القديم للسفارة الكويتية في بئر حسن.
واحتفظ الطبيب برباطة جأشه بعد معاينته مصابا مقربا تعرض لإصابة طفيفة أمس، وعمل لأكثر من 20 ساعة متواصلة في عمليات جراحية دقيقة. وواصل العمل بعد استراحة قصيرة مقدرا حجم الأضرار ومنتصرا لمساعدة المصابين.
والى جانب محمد عمل شقيقه وسام "مواليد 1971" الاختصاصي في الأذن والأنف والحنجرة، منقذا العديد من المصابين الذين أصيبوا في أماكن حساسة في وجوههم.
وانطلق الشقيقان من اندفاعة عائلية نحو العمل الإنساني، بعدما دفعت العائلة ضريبة الشهادة عبر الوالدة التي قضت في انفجار استهدف السيد محمد حسين فضل الله في بئر العبد العام 1985.
حكاية الطبيبين الشقيقين واحدة من اندفاعة الأطباء اللبنانيين للمساعدة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
وفي وقت كان يشكو البعض من العدد الوفير للأطباء في بلد صغير المساحة جغرافيا كلبنان، جاء الأمر بمثابة ترياق مكن القطاع الطبي اللبناني من مواجهة أشد الحالات حرجا في تاريخ الحروب الدولية.
وتبقى الإنسانية أقوى من آلة الموت.