قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، جدد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب تعهده بأن ينفذ «أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة» إذا تم انتخابه في نوفمبر المقبل. وكرر ترامب هجومه على المهاجرين، فيما استمرت منافسته الديموقراطية كامالا هاريس في سعيها لجذب أصوات الأقليات، لاسيما المتحدرين من أميركا اللاتينية.
جاء ذلك في خطاب ألقاه ترامب مساء أمس الأول أمام حشد غفير داخل ملعب ناسو كولوسيوم، في أول تجمع انتخابي له بمنطقة «لونغ آيلاند» بولاية نيويورك، حيث ركز على الهجرة كقضية رئيسية في حملته وجعلها محورا رئيسيا لتصريحاته.
ونقلت شبكة «أي بي سي» الإخبارية عن الرئيس السابق القول «نحن ندمر نسيج الحياة في بلدنا ولن نتحمل ذلك فترة أطول وعلينا التخلص من هؤلاء الناس»، ملقيا اللوم على القيادة الديموقراطية في ولاية نيويورك لوجود المشردين الذي يعيشون في «مخيمات مروعة ومثيرة للاشمئزاز».
وأضاف أمام الحشد الانتخابي «انظروا إلى ما يحدث..الشركات تفر والأموال تستنزف من ولايتكم ومئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين يمتصون مواردكم العامة».
وعن محاولة اغتياله الأخيرة قال «لم تكسر إرادتي.. لقد عززت عزيمتي على استخدام وقتي على الأرض لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى لجميع الأمريكيين ولوضع أميركا في المقام الأول».
وكانت شرطة نيويورك نفت أمس الأول صحة التقارير التي تفيد بالعثور على متفجرات قرب موقع التجمع الانتخابي للمرشح الجمهوري مع الآلاف من مؤيديه في منطقة لونغ آيلاند في ولاية نيويورك.
وفيما أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك تقدم هاريس على ترامب في ولايتين حاسمتين في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر، أعلن الرئيس السابق خلال التجمع في نيويورك أنه سيتوجه «الأسبوعين المقبلين» إلى مدينة سبرينغفيلد التي هزتها شائعات عنصرية ضد هايتيين اتهموا بأنهم يأكلون حيوانات أليفة.
وقال ترامب خلال التجمع «سبرينغفيلد، في أوهايو، هذه المدينة الصغيرة اللطيفة التي كانت خالية من الجريمة والمشكلات. 32 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى المدينة في غضون أسابيع.. سأذهب إلى سبرينغفيلد». وأضاف «قد لا ترونني مجددا، لكن لا بأس. يجب أن أفعل ما يتوجب علي فعله. ماذا حدث لترامب؟ لم يخرج أبدا من سبرينغفيلد».
واتهم ترامب هاريس بفتح الحدود أمام الهجرة غير النظامية قائلا إنها ستكون «رئيسة الغزو» إذا هزمته في الانتخابات.
وخلافا له، خصصت المرشحة الديموقراطية البالغة 59 عاما يومها أمس الأول للسعي إلى جذب أصوات ملايين الأميركيين من أصول أميركية لاتينية. وبعد تلبيتها دعوة من منظمة مؤيدة للشعوب المتحدرين من أصول أميركية لاتينية لزيارة واشنطن، حذرت هاريس من «عمليات طرد جماعي» للمهاجرين و«معسكرات اعتقال» كان وعد بها منافسها في حال عودته إلى البيت الأبيض.
على الصعيد الاقتصادي، أعلن البنك المركزي (الاحتياطي الفيدرالي) خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.5 نقطة وهي المرة الأولى منذ ربيع 2020، فيما يتباطأ التضخم تدريجا في أكبر اقتصاد في العالم.
ويعد ذلك نقطة إيجابية لهاريس يمكن أن تساعدها في الدفاع عن سجل الرئيس جو بايدن الذي وصفه دونالد ترامب بأنه الأسوأ منذ عقود.
من جهته، توعد ترامب ببرنامج يقوم على المعاملة بالمثل من حيث التعريفات الجمركية ضد الدول التي تفرض ضرائب كبيرة على المنتجات الأميركية وصرح «أنتم تجعلوننا ندفع، ونحن سنجعلكم تدفعون».
وأظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك تقدم كامالا هاريس بفارق طفيف يبلغ خمس نقاط على الأقل على دونالد ترامب في ولايتي بنسلفانيا وميشيغان. وبعد أكثر من أسبوع من المناظرة التلفزيونية التي تواجه فيها المرشحان، أظهر الاستطلاع حصول نائبة الرئيس الديموقراطي على 51% من نوايا التصويت في ولاية بنسلفانيا، في مقابل 45% لمنافسها الجمهوري.
وتعد هذه الولاية المحورية حاسمة في السباق إلى البيت الأبيض، لأنها توفر للفائز عددا من الناخبين الكبار في المجمع الانتخابي يفوق ذلك المرتبط بأي من الولايات المتأرجحة الست الأخرى التي تشهد المنافسة الأقوى.
وفي هذه الولاية التي يسعى المرشحان إلى استقطاب ناخبيها، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال أولى في 13 يوليو، عندما أطلق مسلح النار عليه وأصابه في أذنه.
ومع ذلك، وفقا لاستطلاع جامعة كوينيبياك، تتقدم هاريس على ترامب في ميشيغان (50% في مقابل 45%)، وبفارق ضئيل في ويسكونسن (48% في مقابل 47%). والمرشح الذي يهزم في هذه الولايات الثلاث يفقد عمليا أي فرصة لانتخابه على المستوى الوطني. وقد فاز دونالد ترامب بهذه الولايات في 2016، وجو بايدن في 2020.