بيروت - عامر زين الدين
يتبدى المشهد السياسي - الأمني في لبنان على دلالات قاتمة السواد، من خلال الأحداث الكارثية التي سادت الأيام الأخيرة ضد «حزب الله» والتي تؤشر إلى أن إسرائيل ماضية قدما في حرب لا هوادة فيها.
وهذا ما اشار اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق الزعيم وليد جنبلاط عقب لقاء طارئ عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وما أعلنه للإعلام، بما يثبت لديه، أن إسرائيل تستدرج «الحزب» إلى الحرب وهي تطيح بكل الخطوط الحمراء، والتي اعتبرها جنبلاط إسقاطا لقواعد الاشتباك ودخول الحرب بمراحل جديدة وبنوعية قتالية مختلفة.
ولم يبق امام جنبلاط الذي كان يعمل مع الرئيس بري لما اعتبره فصل المسارات، كي لا يصل لبنان إلى ما وصل اليه، سوى التضامن الدرزي اولا والوطني ثانيا مع ابناء الجنوب والضاحية، التي لم تستفق بعد من هول المجزرة الأخيرة التي طالت رموزا في الحزب وما زعمته إسرائيل من استهداف قيادة «الرضوان»، وذلك فوق كل النزاعات الفردية والداخلية والاختلافات السياسية.
وللمرة الاولى التي يتهم فيها جنبلاط الولايات المتحدة بشكل واضح «بتغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان وأنها شريكة في الجريمة في غزة ولبنان ولاحقا في الضفة».
وختم: «الرئيس الاسرائيلي يريد تصفية المقاومة في لبنان».
وعصر أمس، التقى جنبلاط السفير السعودي وليد البخاري في كليمنصو.ومسألة التضامن شدد عليها الحزب «التقدمي الاشتراكي» في بيانه أمس.
اما الانطباع العام لجنبلاط والقلق الذي ينتابه من المراحل الأكثر خطورة فقد انسحبت على سائر قيادات الطائفة الدرزية، وهذا ما أكد عليه ايضا شيخ العقل د.سامي ابي المنى الذي دعا إلى «مواجهة المحنة الكبيرة التي تمر على وطننا لبنان بالتضامن الداخلي والوطني والإنساني والاجتماعي الكامل، خاصة مع ابناء الضاحية والجنوب، وان تكون لها الاولوية على ما عداها من مصاعب وازمات، لمواجهة الحرب القائمة بوحدة وطنية جامعة، والتي نأمل ان تزول سريعا عن وطننا كما عن غزة والضفة وكل فلسطين».
كما طلب «اختصار المناسبات الدينية والاجتماعية العامة الموسعة مرحليا، نظرا إلى التطورات، وتعبيرا عن التضامن مع اهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع».
بدوره، رأى رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان ان «رهان البعض في الداخل والخارج على أن بنية المقاومة قد تضعف أو تهتز جراء هذه الاغتيالات، يظهر جهلهم الكامل لها».