واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، مما أدى مقتل وإصابة المئات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أغلق الاحتلال مكتب شبكة قناة الجزيرة القطرية في رام الله وسط الضفة الغربية بموجب أمر عسكري.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عن خطة اللواء احتياط آيلند بإعلان شمال غزة منطقة عسكرية، وقال انها إحدى الخطط التي تتم دراستها حاليا، ووصفها بأنها «تتمتع بمنطق».
وأكد نتنياهو استمرار العمل للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف اطلاق النار، واتهم حركة حماس بالتسبب في تأخر الوصول الى اتفاق. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو قال لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست إن نحو نصف المحتجزين في قطاع غزة أحياء.
وقتل فلسطينيان وأصيب عدد آخر بجروح أمس، في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مدرسة كفر قاسم التي تؤوي مئات من النازحين في مخيم الشاطئ. واتهمت وزارة الصحة في القطاع، القوات الإسرائيلية «بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين»، ما أودى بحياة 119 وإصابة 209 آخرين خلال 24 ساعة.
في الأثناء، نقل موقع «بلومبيرغ» عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان.
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة في غزة أمس من توقف المولدات الكهربائية خلال عشرة أيام في جميع المرافق الصحية نتيجة لعدم توافر الزيوت والفلاتر وقطع الغيار الخاصة بالمولدات. واعتبرت الوزارة في بيان أن الأمر يشكل «خطورة كبيرة» على حياة المرضى، لاسيما في الأقسام الحساسة كالعمليات والعنايات المركزة، وحضانات الأطفال. ودعا البيان كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية إلى سرعة التدخل لإدخال احتياج المولدات الكهربائية من الزيوت والفلاتر وقطع الغيار.
يأتي ذلك فيما أعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة إلى 41 ألفا و431 شخصا.
وأشار البيان إلى أن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي تسهيل افتتاح المستشفى الميداني الثالث عشر في مدينة دير البلح وسط القطاع المجهز بغرف طوارئ وقسم ولادة وقسم جراحي.
وقال الجيش في بيان «يسر منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية والجيش ومنظمة أطباء بلا حدود افتتاح المستشفى الميداني الـ13 في دير البلح وتم تنسيق المهمة الإنسانية تحت إشراف وموافقة وزير الدفاع يوآف غالانت».
إلى ذلك، استنكرت شبكة الجزيرة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتبها في رام الله، وتعهدت بمواصلة التغطية ونقل الحقيقة بمهنية وموضوعية، كما حملت حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المسؤولية عن سلامة صحافييها.
وقالت في بيان لها، «ندين ونستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ونرفض هذه الإجراءات المدانة، وأضافت، نفند الادعاءات الباطلة التي قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتبرير هذه المداهمة غير القانونية.
وتابعت، هذه الإجراءات القمعية تهدف لمنع العالم من مشاهدة حقيقة الوضع بالأراضي المحتلة والحرب على غزة، مؤكدة ان قمع إسرائيل المستمر للصحافة الحرة يهدف لإخفاء أفعالها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق، عبرت لجنة حماية الصحافيين عن قلقها إزاء اقتحام الجيش الإسرائيلي وإغلاقه مكتب قناة الجزيرة في رام الله، وأكدت أن الجزيرة تعرضت لعدد كبير من الهجمات طوال الحرب في غزة.
كما دان المكتب الإعلامي للحكومة التي تديرها حماس في قطاع غزة اقتحام مكتب الجزيرة، معتبرا في بيان أنها «فضيحة مدوية وانتهاك صارخ لحرية الصحافة». واستنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الخطوة الإسرائيلية واعتبرت هذا «القرار العسكري التعسفي عدوانا جديدا على العمل الصحفي ووسائل الإعلام التي دأبت على كشف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني». من جانبها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية إغلاق مكتب القناة واعتبرت الاقتحام «وحشيا» و«انتهاكا صارخا» للقانون الدولي.