أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه «مصمم» على «مواصلة عمل الذاكرة والحقيقة والمصالحة» مع الجزائر على خلفية الاستعمار الفرنسي، رغم التوترات، وذلك خلال لقاء مع مؤرخين، حسبما أعلن قصر الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس أمس، إن ماكرون أعرب خلال اللقاء الذي عقد الخميس في القصر «عن رغبته» في نجاح العمل الذي تجريه لجنة المؤرخين الفرنسية-الجزائرية وفي «تنفيذ المقترحات الملموسة التي صاغتها اللجنة المشتركة».
وأضافت أن ماكرون «يأمل أن تسمح هذه المقترحات لبلادنا بإلقاء نظرة واضحة على الماضي وبناء مصالحة على مستوى الذاكرة في المدى البعيد، في عملية تعليم ونقل للشبيبة الفرنسية والجزائرية».
وأفاد قصر الإليزيه بأن اللقاء مع الرئيس الفرنسي ضم فقط الأعضاء الفرنسيين في لجنة المؤرخين المشتركة.
وفي أغسطس 2022، قرر الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون إعادة إطلاق العلاقات الثنائية من خلال إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين.
لكن هذا العمل المتعلق بالذاكرة، الذي بدأه سابقا من الجانب الفرنسي المؤرخ بنجامين ستورا، ما زال معلقا في ظل التوترات الديبلوماسية المتـكررة بين البلدين.
وخلال عمل اللجنة المشتركة للمؤرخين، طلبت الجزائر من باريس إعادة جماجم قادة المقاومة في بداية الاستعمار، بالإضافة إلى قطع تاريخية ورمزية من القرن التاسع عشر، بما في ذلك قطع تعود للأمير عبد القادر المناهض للاستعمار (1808-1883).
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للقصر الرئاسي الفرنسي (الاليزيه) ألكسي كوهلر أمس الأول عن التشكيلة الجديدة للحكومة الفرنسية التي يترأسها رئيس الوزراء الجديد ميشال بارنييه.
وقال كوهلر من قصر (الاليزيه) إن أول جلسة لوزراء الفريق الجديد ستنعقد اليوم الاثنين.
واحتفظ عدد من الوزراء من الحكومة المنتهية ولايتها بمناصبهم الا ان التشكيلة الجديدة ضمت اسماء جديدة يمينية التوجه.
وتنتظر الحكومة أجندة حافلة في مقدمتها خطة ميزانية 2025 لمعالجة الوضع المالي لفرنسا والتي وصفها بارنييه في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها خطيرة للغاية.
وتم تعيين زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو ريتايو وزيرا للداخلية وجينفييف داريوسك وزيرة للصحة في حين بقي سيباستيان لوكورنو بمنصب وزير الدفاع والقوات المسلحة.
كما تم تعيين ديدييه ميجو وزيرا للعدل ومود بريجون متحدثا رسميا باسم الحكومة فيما احتفظت رشيدة داتي بحقيبة الثقافة وأنييس بانييه روناشير بحقيبة التحول البيئي والطاقة والمناخ والوقاية من المخاطر.
وسمي أنطوان عرمان وزيرا للاقتصاد وآني جنيفار وزيرة للزراعة كما تم تعيين جان نويل بارو وزيرا للخارجية وأستريد بانوسيان بوفيه وزيرة للعمل والتشغيل بالإضافة إلى تعيين جيل أفيروس وزيرا للرياضة والشباب والحياة المجتمعية فيما جاء باتريك هيتسل وزيرا للتعليم العالي والبحث.
ووافق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على تشكيلة الحكومة الجديدة التي قدمها له بارنييه بعد مفاوضات جرت على مدى اسبوعين وبعد نحو 11 أسبوعا من انتخابات تشريعية يسارية دون غالبية وغير حاسمة.
وكلف ماكرون في 5 سبتمبر الجاري اليميني ميشال بارنييه بتشكيل الحكومة الجديدة بهدف العمل على «خدمة البلاد والفرنسيين» وتنجح في إخراج البلاد من المأزق السياسي.