كثفت إسرائيل من اقتحاماتها لمدن الضفة الغربية المحتلة وبلداتها، بالتوازي مع مواصلتها غاراتها وقصفها العنيف على مختلف أنحاء قطاع غزة.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن وزير الداخلية موشيه أرييل قوله «علينا الآن تحديدا أن نعمل بجد أكبر لتعميق الاستيطان في الضفة الغربية»، بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية مدرسة بمدينة سلفيت شمالي الضفة واحتجزت طلبة ومعلمين بالمدرسة، بحسب ما أظهرت صور نشرتها منصات إعلامية فلسطينية.
وفي سياق متصل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قوات الاحتلال أطلقت النار على شخص يعمل في قاعدة «بيت جبرين» العسكرية بمدينة الخليل إثر محاولته طعن جندي.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن المهاجم «تم تحييده» بعد أن حاول سرقة سلاح الجندي الإسرائيلي.
وفي غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 فلسطينيا بمناطق متفرقة بالقطاع، بينما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهداف دبابة ميركافا وجرافة عسكرية وتفجير عبوة في قوة إسرائيلية راجلة في مدينة رفح جنوبا. وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية بمقتل عشرة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين ومنزل وسط غزة.
وقال شهود عيان لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة في بيان أن القصف أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة تم نقلهم جميعا إلى المستشفيات.
ولاحقا، ذكر الجهاز في بيان منفصل أن سيدة وأربعة من أطفالها قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة دير البلح وسط القطاع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المدمرة المستمرة على القطاع منذ 11 شهرا، بلغت 41455 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان أمس إنها أحصت خلال 24 ساعة «24 شهيدا» و60 مصابا نقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 95878 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي هذه الأثناء، حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من أن الكراهية التي يزرعها الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه المذابح تعوق أي أفق للسلام الشامل في المستقبل.
جاء ذلك خلال لقاء ابو الغيط مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ على هامش أعمال الشق الرفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وافادت الجامعة العربية في بيان أمس بأن اللقاء تناول آخر تطورات عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية لاسيما الوضع الإنساني الكارثي للشعب الفلسطيني مع استمرار منع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية وما ينتج عن هذه الاجراءات التعسفية من تدهور في الأوضاع الصحية والاجتماعية.
وأعرب أبو الغيط عن تخوفه الكبير من احتمالية خسارة أكثر من 630 ألف طفل فلسطيني لعام دراسي آخر، محذرا من خطورة خطة الاحتلال بتقسيم القطاع وإفراغ شماله من السكان والسيطرة على كل المعابر البرية.
إلى ذلك، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تزايد تراكم النفايات مع لجوء مئات الآلاف من الأشخاص إلى مساحة صغيرة من الأرض في غزة والتي تتناقص بشكل مستمر.
وأفادت «أونروا» في تغريدة على حسابها بمنصة (إكس) بأنها تعمل مع شركائها على التخلص من النفايات المتراكمة في القطاع، لكن الحرب وقيود الوصول تشكل تحديات كبيرة، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار الآن. ووفق مؤسسات فلسطينية تنشط بالقطاع، فإن أمراضا عديدة انتشرت مؤخرا في مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين، وذلك بسبب شح المياه وانتشار الصرف الصحي والنفايات.