حذرت منظمة إنسانية من أن ملايين المدنيين في سورية يعيشون في مناطق مليئة بالذخائر غير المنفجرة التي تشكل تهديدا مستمرا على حياتهم.
وأكدت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» التي تعمل في شمال غرب سورية، أن أعدادا كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام لا تزال موجودة منذ 13 عاما وحتى اليوم، وتنتشر بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، وفي متناول الجميع وخاصة من يجهلون خطرها وماهيتها، ما يجعلها موتا يتربص بالمدنيين لسنوات طويلة قد تمتد حتى بعد انتهاء الحرب لما لها من أثر طويل الأمد وقدرة على الانفجار قد تمتد سنوات طويلة.
وقالت إن رجلا وطفله قتلا، فيما أصيبت زوجته وهي بحالة حرجة، فضلا عن اصابة طفلته الرضيعة، بانفجار لذخائر غير منفجرة من مخلفات الحرب منقولة إلى داخل منزل العائلة في بلدة كللي شمالي إدلب، يوم أمس الأول.
وأوضحت «الخوذ البيضاء» أنه وأثناء عمل فرقها على انتشال جثماني الرجل والطفل عاينت المكان وقاطعت المعلومات مع الأهالي الموجودين في المكان ليتبين أن الانفجار وقع بسبب ذخائر غير منفجرة منقولة إلى داخل منزل العائلة أدت إلى وقوع الانفجار ووفاة الطفل ووالده.
ومطلع شهر أغسطس الفائت قتل طفل بعمر 5 سنوات، وأصيب والده ووالدته، وأخته بعمر 3 سنوات بجروح بليغة، إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب وقع في منزلهم بمدينة سرمين شرقي إدلب، يوم الخميس 1 آب، كما أصيب طفل بجروح بليغة في يده إثر انفجار مقذوف ناري من مخلفات الحرب، وقع في منزله ببلدة قورقانيا شمالي إدلب، يوم الثلاثاء 30 تموز.
وقال الدفاع المدني السوري ان فرقه استجابت لـ 13 انفجارا لمخلفات الحرب في مناطق شمال غربي سورية منذ بداية العام الحالي 2024 حتى يوم السبت الماضي، وتسببت تلك الانفجارات بمقتل 6 مدنيين بينهم 3 أطفال، وإصابة 25 مدنيا بجروح بينهم 21 طفلا وامرأتان.
وانتشرت مخلفات الحرب في المدن والقرى وفي الأحياء السكنية وفي الأراضي الزراعية، ولا يقتصر خطر مخلفات الحرب بما تخلفه من ضحايا فقط، فلها آثار أخرى إذ تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وتشكل خطر على حياتهم، وتمنع الصناعيين من العمل في بعض الورشات التي طالها القصف، كما تؤثر تلك المخلفات على عودة السكان لمنازلهم ولاسيما في المناطق التي تعرضت للقصف بشكل مكثف.