بيروت ـ أحمد عز الدين
معاناة او مأساة إضافية عاشها الجنوبيون الهاربون من جحيم كتلة النار، التي صبتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مختلف بلدات الجنوب وقراه.
وعاش النازحون ظروفا صعبة غير مسبوقة. وتقطعت بهم السبل، ولا يزال الكثير منهم على الطرق، حيث أمضت عائلات بأكملها ليلها على الطريق، إما لأنه لا مكان تذهب اليه، او لأنها عاجزة عن استئجار أي منزل أو تأمين مأوى.
ووسط جنون القصف الذي بلغ ذروة التصعيد في شكل مفاجئ، اضطر عشرات الآلاف إلى مغادرة القرى، بحيث لم تتسع الطرق لاستيعاب هذه الكثافة من الآليات.
وما زاد المعاناة، أن الوقت الذي تحتاجه السيارة للوصول من الجنوب إلى بيروت هو بين ساعة او ساعة ونصف الساعة. ونتيجة ضغط السير، احتاج النازح ما بين 12 و16 ساعة للوصول إلى العاصمة، الأمر الذي احدث مشاكل لم تكن بالحسبان منها نفاذ الوقود في السيارة، او تعطلها نتيجة ارتفاع حرارة محركاتها، الأمر الذي جعل الركاب في ورطة.
وقد أمضى عشرات الآلاف من المواطنين ليلهم على الطرقات بين صيدا وبيروت، بعدما اطمأنوا إلى انهم أصبحوا بعيدين عن خطر الغارات في الجنوب الذي فرغ في شكل كبير من أهله. وقد قضى كثير منهم على الطرق نتيجة الغارات التي استهدفت أكثر من منطقة، وكل ذلك وسط غياب كلي لأجهزة الدولة. فيما تكفل متطوعون من أبناء البلدات التي سلكها النازحون بتقديم المياه لهم، وأحيانا القليل من الطعام.