بيروت ـ بولين فاضل
دعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل حزب الله لوقف جبهة الإسناد فورا قبل أن تتضاعف الكارثة، مشددا على أن أرواح اللبنانيين ليست ورقة تفاوض.
وأشار الجميل، في مؤتمر صحافي عقده أمس في بكفيا، إلى ان لبنان ينزف ونمر بأصعب المراحل في تاريخنا وبلدنا يتحول شيئا فشيئا إلى غزة ثانية، مؤكدا انه لا يمكن لأي حزب أو رجل أن يتفرد بجر لبنان بأكمله إلى الحرب، مشددا على أن هذه الحرب ليست دفاعية بل إسناد لدعم حماس، وقال «رحمة بالشعب اللبناني كفى، أوقفوا هذه الحرب».
ودعا حزب الله إلى وقف جبهة الاسناد وتسليم سلاحه وعناصره إلى الجيش اللبناني، مؤكدا ان هذا ليس استسلاما بل عودة إلى الدولة والانتماء والتخلي عن المغامرات الاقليمية، وأردف «حان وقت وحدة المسار مع الشعب اللبناني بدلا من ايران او حماس أو غيرهم فوحدهم اللبنانيون يدفعون الثمن».
وقال «لبنان ينزف ونحن نمر بأصعب المراحل في تاريخنا، نتألم مع كل مشهد نراه، القتل والضحايا والجرحى والبيوت التي تدمر وبلدنا يتحول شيئا فشيئا إلى غزة ثانية».
وأكد أن وجعنا كبير أمام ما نراه من دمار، مشددا على أن الصمت لم يعد ممكنا امام ما يعانيه اللبنانيون، وأردف «لم نأت لنحاسب وليس الوقت للتقييم والمحاسبة لكن وقت المحاسبة سيأتي لاحقا».
وأشار الجميل إلى أن كل المبررات سقطت وقد سمعنا كل سردية حزب الله، ونريد ان نقول «لا يمكن لأي حزب أو رجل أن يتفرد بجر لبنان بأكمله إلى الحرب، فهذه الحرب ليست دفاعية بل هي حرب إسناد لدعم حماس ورحمة بالشعب اللبناني كفى أوقفوا هذه الحرب».
وأكد الجميل أن الحرب الداعمة لغزة ليست حربنا إذ يمكن أن ندافع عن الفلسطينيين ولكن ليس على حساب الدولة اللبنانية، مذكرا أن هدف جبهة الإسناد كان إلهاء الإسرائيلي، لكن حزب الله أخذ القرار بجر الاجرام الاسرائيلي إلى لبنان ويمكنكم ان توقفوه.
وتساءل رئيس الكتائب «هل خف الدمار بغزة نتيجة الحرب؟»، وأجاب «هذه الحرب لم تدمر لبنان فقط ولكن لم تخفف شيئا عن غزة».
ولفت الجميل إلى أن حزب الله قال ان حرب الاسناد ورقة تفاوض بيد «حماس» لكن أرواح اللبنانيين ليست ورقة تفاوض، ومن قال ان عدم عودة 100 ألف اسرائيلي إلى شمال اسرائيل يستحق القتل والدمار؟ ماذا ستقولون للمشردين والنازحين والجرحى ومن فقدوا عيونهم؟
وتوجه الجميل لحزب الله بالقول «كنتم تنادون بوحدة الساحات ولكن تخلوا عنكم جميعهم، فهل ستستمرون بالتضحيات؟»، وقال الجميل «كفى، أوقفوا الحرب العبثية فالحرب ليست قدرا بل قرار، وإن أردت إعطاء أمثلة فأذكر ايران التي لم تقبل بالتضحية بشعبها من أجل أي اسناد ومثلها سوريا التي حيدت نفسها ولم تدخل في أي صراع ومثلها كل دول الممانعة».
ودعا رئيس الكتائب حزب الله إلى وقف جبهة الاسناد وتسليم سلاحه وعناصره إلى الجيش اللبناني موضحا أن هذا ليس استسلاما بل عودة إلى الدولة والانتماء والتخلي عن المغامرات الاقليمية، وتابع «حان وقت وحدة المسار مع الشعب اللبناني بدلا من ايران او حماس أو غيرهم، فوحدهم اللبنانيون يدفعون الثمن والمستشفيات التي أنهكت طواقمها».
ورأى الجميل أن الحرب أسقطت أي حجة لحزب الله بأن سلاحه يحمي اللبنانيين لا بل هو يجر الويلات على اللبنانيين.
ودعا إلى وقف جبهة الاسناد فورا قبل أن تتضاعف الكارثة، لأن ما نراه لغاية اليوم هو البداية وندعو لفصل المسار والتسليم بالدولة وجيشها وتطبيق القرارات الدولية 1701 و1559 وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لفتح ورشة مصارحة ومصالحة والجلوس إلى الطاولة ووضع هواجسنا لبناء لبنان على أسس جديدة كي نضع حدا نهائيا لما يعيشه لبنان منذ زمن طويل.
واعتبر رئيس الكتائب أن كل لبناني يجب أن يكون مرتاحا ومطمئنا، لذلك أوقفوا إراقة الدماء والقتل والدموع، فحياة اللبنانيين وسلامتهم أهم بكثير، موضحا أن قرار وقف جبهة الإسناد يعني فصل المسارات والالتزام بالقرارات الدولية والدستور.
وكرر الجميل دعوته لرئيس مجلس النواب نبيه بري بفتح المجلس لمناقشة ما يحصل لتعود الدولة وتستلم زمام المبادرة وننتخب رئيسا لأن الشعب رهينة، فمن جهة هو رهينة حزب الله ومن جهة ثانية رهينة آلة الحرب الاسرائيلية، وقد تحولنا لأكياس رمل ولا نقبل أن تمر الأمور هكذا، فقد تطورت الاحداث ولابد من قول الحقيقة التي لا تحكى سواء في الاعلام المحلي او الدولي.
وردا على سؤال عما يقول لأهالي الضحايا والمصابين الذين يقولون «فداء المقاومة»، قال «هناك أناس لديهم خلفيات عقائدية وقد يقولون هذا الكلام لكننا لم نسمع عائلات المدنيين والأطفال ومن قتل أهلهم على مساحة لبنان».
وختم الجميل «جميعنا على مركب واحد فلو كان حزب الله يقوم بالحرب في بلد آخر لما كنا نتحدث الآن، لكنه يقتل اللبنانيين معه ولا يحق له ذلك وما نقوله من واجبنا قوله من منطلق وطني بحت ولا نريد محاسبة او تصفية حسابات، فالمحاسبة تحصل لاحقا بل نقول أوقفوا الحرب، أوقفوا الكارثة التي تتجه إلى أن تتضاعف».