حذرت الرئاسة الفلسطينية أمس من أن منطقة الشرق الأوسط بأسرها دخلت «مرحلة جديدة وخطيرة» من عدم الاستقرار، مشددة على أن الحل الوحيد لضمان مستقبل وأمن المنطقة هو حل القضية الفلسطينية. جاء ذلك في بيان للناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) في ظل ما تشهده المنطقة من توترات على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة وتداعيات التصعيد الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، ولاسيما مقتل أمين عام الحزب اللبناني حسن نصرالله في هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال أبوردينة إن «المنطقة بأسرها دخلت مرحلة جديدة وخطيرة من عدم الاستقرار، والحل الوحيد لضمان مستقبل آمن ومستقر للمنطقة هو حل القضية الفلسطينية حلا عادلا، وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
واعتبر أن استمرار الحرب في غزة، وقتل 700 شخص واعتقال 11 ألفا منذ 7 أكتوبر في الضفة الغربية و«تدمير» المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية «لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل سيجر المنطقة والعالم إلى مزيد من العنف والفوضى وعدم الاستقرار». وتابع «ما دامت القدس محتلة بمقدساتها وتاريخها وإرثها، فستبقى الحروب التي نشهدها اليوم مستمرة كما كانت منذ مائة عام، والبديل فقط هو تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية».
وأكد أن «استمرار الفوضى والحروب وعدم الاستقرار تتحمل مسؤوليته الإدارات الأميركية المتعاقبة من خلال سياساتها الخاطئة التي تتخذها، وتقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري لاستمرار الاحتلال، الأمر الذي شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا، وبحق شعوب المنطقة، في سورية ولبنان، والتهديدات المستمرة التي تطول مناطق أخرى». وشدد على أن «البديل ليس الحرب أو التطبيع، بل بتطبيق الشرعية العربية والدولية، التي تجمع عليها غالبية دول العالم».
من جهة اخرى، ذكرت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» الفلسطينية و«نادي الأسير الفلسطيني» أمس أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 40 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان صحافي مشترك أن من بين المعتقلين امرأة وطفلا إلى جانب أفراد عائلة شاب فلسطيني مطارد من بينهم امرأة للضغط عليه لتسليم نفسه بالإضافة إلى أسرى سابقين. وأفادت مصادر فلسطينية أمس بمقتل أربعة فلسطينيين على الأقل في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في شمال قطاع غزة، فيما أعلن الجيش تدمير نفق طوله كيلومتر وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية وفق وكالة أنباء «شينخوا» إن طائرة إسرائيلية قصفت بصاروخ مدرسة «أم الفحم» التي تؤوي عائلات نازحة في منطقة «السلاطين» غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وذكرت مصادر أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة تم نقلهم جميعا إلى المستشفى، وبذلك يرتفع عدد مراكز النزوح والإيواء التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 184، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس مقتل 9 فلسطينيين وإصابة 41 آخرين بجروح في هجمات إسرائيلية على القطاع خلال 24 ساعة، ما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 41595 شخصا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة في بيان إن حصيلة المصابين بلغت 96251 شخصا.