قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ستواصل العمل «على نحو عاجل» لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، فيما وصلت العلاقة المتوترة بين تل ابيب والأمم المتحدة منذ السابع من اكتوبر الماضي إلى أدنى مستوياتها.
وشدد بلينكن على أن «الديبلوماسية ما زالت المسار الأفضل والوحيد لتحقيق المزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط».
جاء ذلك في وقت تدهورت العلاقة المتوترة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والأمم المتحدة منذ السابع من اكتوبر الماضي إلى أدنى مستوياتها، وسط الإهانات والاتهامات وصولا حتى إلى التشكيك في استمرار عضوية تل ابيب في الأمم المتحدة.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنظمة العالمية بمعاملة بلاده «بشكل غير منصف».
وقال «إلى أن يتم التخلص من هذا المستنقع المعادي للسامية، سيبقى الأشخاص المنصفون في أنحاء العالم ينظرون إلى الأمم المتحدة على أنها ليست أكثر من مهزلة مثيرة للازدراء».
وصدرت العام الماضي من داخل نظام الأمم المتحدة اتهامات متكررة لإسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» في غزة، في حين وجه المسؤولون الإسرائيليون اتهامات للمنظمة الدولية بالتحيز واتهموا أمينها العام أنطونيو غوتيريش بأنه «متواطئ في الإرهاب» ودعوا إلى اقالته.
ومنذ شن «حماس» هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل قبل عام تقريبا، أطلقت المحاكم والمجالس والوكالات والطواقم التابعة للأمم المتحدة وابلا من الإدانات والانتقادات لحملة القصف المدمر والعمليات البرية التي أطلقتها إسرائيل في غزة متوعدة بـ «القضاء» على حماس.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانييل ميرون لوكالة فرانس برس «نشعر بأن الأمم المتحدة خانت إسرائيل». واستهدفت إسرائيل بشكل خاص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن غضبها طال منظومة الأمم المتحدة بالكامل، وصولا حتى إلى أمينها العام.
وحتى قبل هجوم «حماس»، لطالما اشتكت إسرائيل من تحيز الأمم المتحدة، مشيرة على سبيل المثال إلى العدد الهائل من القرارات التي تستهدفها.
في المقابل، يسلط المنتقدون الضوء على أنه منذ الوقت الذي مهد فيه تصويت الجمعية العامة الطريق لإقامة إسرائيل في عام 1948، تجاهلت تل ابيب العديد من قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحاكم الدولية، دون عواقب. وقال ريكاردو بوكو أستاذ علم الاجتماع السياسي في معهد جنيف للدراسات العليا لفرانس برس إنه من خلال السماح لإسرائيل بالمضي في «عدم الامتثال للقانون الدولي، فإن الغرب يجعل الإسرائيليين يعتقدون أنهم فوق القانون الدولي».
وترى رافينا شمداساني المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن انعدام المساءلة في أزمة الشرق الأوسط يبدو أنه جعل «أطراف الصراع أكثر وقاحة».
واتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إسرائيل بالرغبة في «تفكيك ممنهج» للوكالة الأممية التي شهدت تدمير العديد من بناها التحتية في قطاع غزة، حيث قتل 220 موظفا.
ميدانيا، قتل ستة فلسطينيين على الاقل وأصيب آخرون، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمخيم النصيرات للاجئين وسط غزة، بحسب ما أفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في غزة ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع إلى 41615 قتيلا.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن عدد الإصابات ارتفع إلى 96359 منذ بدء السابع من أكتوبر الماضي.
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد القتلى الصحافيين إلى 17 منذ بدء الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
أما في الضفة الغربية المحتلة، فقد رفع الجيش الاسرائيل من تأهبه على خلفية التحذيرات من وقوع «عمليات استشهادية» قبيل الأعياد اليهودية. وذكر موقع «والا» الإسرائيلي، المقرب من دوائر صنع القرار في تل ابيب أمس أن جيش الاحتلال عمل في الساعات الأخيرة على تنفيذ اعتقالات في مدن فلسطينية عدة، هي: رام الله والبيرة ونابلس والخليل وقلقيلية وطولكرم. كما قام بزيادة عدد جنوده في نقاط الاحتكاك والمحاور المركزية والمستوطنات.