أحيت إسرائيل الذكرى الأولى لهجمات «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في 7 أكتوبر 2023، وذلك على وقع صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية، فيما تردد صدى هدير المروحيات ودوي القصف المدفعي العنيف على أنحاء متفرقة من القطاع المحاصر.
وقال الرئيس الاسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال مراسم احياء ذكرى الهجوم ان «يوم السابع من أكتوبر 2023 وصمة عار على جبين الإنسانية».
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة إلى ديارهم».
وجدد نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء التأكيد على اننا «نقوم بتغيير الواقع الأمني في منطقتنا، من أجل أطفالنا».
وبالتزامن مع مراسم إحياء هذه الذكرى، قال الجيش الاسرائيلي إن المنظومة الدفاعية اعترضت ما لا يقل عن أربع قذائف أطلقت من غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان إنه تم رصد إطلاق خمس قذائف صاروخية عبرت من منطقة خان يونس باتجاه اسرائيل، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة استعداد للدفاع والهجوم في مختلف الجبهات.
وذكرت هيئة البث الرسمية (كان) أن خمسة صواريخ أطلقت من جنوب قطاع غزة نحو مدينة تل أبيب وضواحيها.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التقارير الأولية اشارت إلى وقوع إصابتين طفيفتين إثر القصف. وتبنت الهجوم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقالت في بيان مقتضب: «قصفنا عمق الاحتلال مدينة تل أبيب برشقة صاروخية من نوع مقادمة M90 ضمن معركة الاستنزاف المستمرة وردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا».
وأعلن جيش الاحتلال في بيان منفصل بوقت سابق أمس أنه أحبط «تهديدا» فوريا بعد استعدادات لعناصر «حماس» للقيام بعمليات إطلاق قذائف نحو الأراضي الإسرائيلية.
وتزامن ذلك مع استمرار الغارات الاسرائيلية على مناطق مختلفة في غزة، حيث قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين إثر قصف إسرائيلي لغرب مخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي القطاع.
كذلك استهداف القوات الاسرائيلية منزلا في مخيم البريج، واطلقت مسيرات على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وترافقت هذه التطورات مع أوامر إخلاء جديدة أصدرها جيش الاحتلال وشملت بلدات ومناطق عدة شمال قطاع غزة، منها: بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
وفي السياق، قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل إن هجوم السابع من أكتوبر أعاد اسرائيل إلى «نقطة الصفر» وهدد وجودها.
بدوره، دعا الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، كلمة بمناسبة مرور عام على عملية طوفان الأقصى، «إلى أكبر هجوم سيبراني ضد العدو من خبراء الحرب الإلكترونية».
وشــدد علــى ان الأســــرى الاسرائيليين لدى الكتائب «يواجهون وضعا صعبا ويتعرضون لتقاطع النيران «وربما لنيران العدو نفسه». وشدد على أن مصيرهم «مرهون بقرار من حكومة الاحتلال ولا نستبعد دخول ملفهم إلى نفق مظلم».
ونبه إلى أن ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين «طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية».
وإشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية وأمين عام حزب الله حسن نصر الله شدد على أنه «لو كانت الاغتيالات نصرا لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام».
وفي هذه الأثناء، أعلن منتدى عائلات الرهائن مقتل رهينة محتجز في القطاع بعد عام على خطفه من مهرجان نوفا خلال هجوم «حماس».
وأفاد المنتدى في بيان بأن «منتدى عائلات الرهائن يبكي قتل إيدان شتيفي» البالغ 28 عاما والذي «لا يزال جثمانه» في غزة.
وتجمع متظاهرون أمام مقر رئيس الوزراء نتنياهو في القدس، مطالبين بوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة. ولوح المتظاهرون بلافتات عليها صور الرهائن كتبوا عليها: «أعيدوهم الآن».
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن العدوان الإسرائيلي أسفر عن «سقوط 51870 شهيدا ومفقودا و97166 جريحا خلال عام كامل منذ اندلاع حرب الإبادة على القطاع». وأفاد المكتب بأن ٨٦% من القطاع دمرته الحرب.
وعلى صعيد ردود الافعال الدولية في ذكرى هجوم «حماس»، أكد الرئيس الاميركي جو بايدن يؤكد «الالتزام الكامل بأمن إسرائيل»، مضيفا في بيان أن: «العديد من المدنيين» الفلسطينيين «عانوا كثيرا خلال هذه السنة من النزاع»
بدورها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس: «لن أنسى أبدا مشاهد الرعب التي رأيناها في السابع من أكتوبر 2023 ومقتل 1200 من الأبرياء بمن فيهم 46 أميركيا... لن أتوقف عن القتال لتحرير الرهائن بمن فيهم 7 مواطنين أميركيين».
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن إسرائيل «ستدفع ثمن الإبادة» التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وكتب على منصة «إكس» أمس أن «إسرائيل ستدفع عاجل أو آجلا ثمن الإبادة التي ترتكبها منذ عام» بحق الفلسطينيين.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المملكة المتحدة «لن تضعف في سعيها لتحقيق السلام».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه الباريس أن حل الدولتين هو «الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط» مجددا الدعوة للوقف الفوري لإطلال النار وتحرير جميع الرهائن والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة. ووجه المرشد الاعلى في إيران علي خامنئي رسالة باللغة العبرية إلى إسرائيل في هذه الذكرى عبر منصة «اكس»، قائلا إن هجوم «طوفان الأقصى أعاد إسرائيل 70 عاما إلى الوراء».