- الجامعة حريصة على إقامة مؤتمرات وفعاليات وأنشطة تعود بالنفع على المجتمع بشكل عام
- أريج الغانم: مواكبة التطورات والاستفادة من إيجابيات الذكاء الاصطناعي وتفادي سلبياته
- بوعركي: دور محوري للأمن السيبراني في حماية البيانات مع تزايد التهديدات الإلكترونية
- اجتماع خليجي خلال ديسمبر المقبل لتعزيز البنى التحتية للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
- جونسون: الاقتصاد العالمي يشهد تحولاً بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
- الجريمة السيبرانية تكلّف الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار ما يؤكد أهمية الأمن السيبراني
آلاء خليفة
انطلقت أمس فعاليات منتدى «الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لدول مجلس التعاون الخليجي» والذي تنظمه الجامعة الأمريكية الدولية بنسخته الثانية بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين، وأقيم حفل الافتتاح والجلسة الرئيسية وورش العمل باليوم الأول في فندق الفورسيزون على ان يستكمل المنتدى عقد جلساته باليوم الثاني في مقر الجامعة الأمريكية الدولية، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة د.فايزة الخرافي وعضو مجلس الأمناء أريج الغانم وعدد من كبار الشخصيات والأكاديميين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي.
وفي البداية، أكدت رئيسة مجلس أمناء الجامعة الأمريكية الدولية د.فايزة الخرافي، الحرص على إقامة المؤتمر، نظرا لان الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني موضوعات مهمة في عصرنا الحالي، لافتة إلى ان الجامعة بصدد افتتاح برامج وأقسام علمية في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وأضافت الخرافي: تطرق المحاضرون لجوانب متعددة تبين أهمية الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، مبينة ان استخدام الذكاء الاصطناعي يجب ان يكون بحذر، فكما يحمل إيجابيات يحمل أيضا سلبيات، لافتة إلى ان أهمية المؤتمر تمكن في ذلك وسيغطي الجوانب الرئيسية لموضوعات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي ليس لطلابنا فقط بل للمجتمع ككل، مبينة ان الجامعة الأمريكية الدولية تحرص دوما على إقامة مؤتمرات وفعاليات تعود بالنفع على المجتمع والكويت بشكل عام.
من جانبها، قالت عضو مجلس الأمناء أريج الغانم: نحن في الجامعة الأمريكية الدولية منذ التأسيس اعتدنا تنظيم المؤتمرات والمنتديات والفعاليات التي تعود بالنفع على المجتمع، لإيماننا بأن هذا الصرح الاكاديمي لابد ان يكون له دور بارز في خدمة المجتمع المدني، والجامعة تنظم المنتدى للعام الثاني على التوالي بحضور العديد من المختصين.
وأوضحت الغانم ان المؤتمر مقسم على يومين: الأول، للإداريين والأكاديميين، والثاني لعقد ورش عمل متخصصة، وستتم دعوة الطلبة في المدارس الثانوية والجامعات للحضور والاستفادة من اجل تطوير مهاراتهم الابتكارية والابداعية والمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى ان التطور أصبح سريعا جدا في هذا المجال، ولابد من مواكبة التطورات والاستفادة من ايجابياته وتفادي سلبياته، متوجهة بالشكر والجزيل لجميع رعاة المؤتمر وهي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والمركز الوطن للأمن السيبراني وبنك الكويت الوطني، بالإضافة إلى شركة علي الغانم وأولاده.
تحول كبير
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية د.ريتشارد جونسون ان هناك تحولا كبيرا في الاقتصاد العالمي، حيث يتجه إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وبين جونسون في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، ان الذكاء الاصطناعي وفق تقارير دولية يؤثر بما لا يقل عن تريليون دولار، بينما استخدامه يزيد من الناتج المحلي بما لا يقل عن 26%، وأي دولة تريد المنافسة الاقتصادية والتطور او حتى اي شركة يجب ان تنتهج الذكاء الاصطناعي. وأشار جونسون إلى ان الجريمة السيبرانية ايضا مكلفة وتكلف الاقتصاد العالمي ما لا يقل عن 23 تريليون دولار، مما يزيد من اهمية الأمن السيبراني.
من ناحيته، ذكر نائب الرئيس للأبحاث والعلاقات الخارجية بالجامعة الأمريكية الدولية د.محمد القطان، ان الجامعة تنظم منتدى الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لدول مجلس التعاون الخليجي للعام الثاني على التوالي، موضحا ان المنتدى يستضيف عددا من خبراء الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من مختلف دول العالم.
ولفت القطان إلى ان الهدف من المؤتمر تبادل الخبرات والاطلاع على آخر المستجدات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بالإضافة إلى ادخال تلك المجالات في رؤية كويت 2035 ورؤى الدول الخليجية، ومن ضمن رؤى الجامعة تنظيم المنتدى سنويا، مؤكدا اهتمام الجامعة بتضمين مناهجها الدراسية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، فضلا عن أن الجامعة تضم معهد لتدريب القطاعين العام والخاص يقدم دورات خاصة وبالتأكيد فإن الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني جزءا مهما من تلك الدورات التدريبية.
موضوع متجدد
في السياق ذاته، لفت نائب مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي صالح العقيلي، إلى ان المؤسسة تدعم كل ما يعزز العلم والتعلم في المجتمع بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني الذي يعتبر موضوعا مستحقا ومتجدد، مشيرا إلى ان الكويت تتجه في الطريق الصحيح للاستثمار العلمي، و«اننا نجني ثمارها في القريب العاجل». وتابع العقيلي: المؤسسة مستمرة في دعم المبادرات التي تعزز العلوم، موضحا ان الذكاء الاصطناعي احد ابرز الاركان الرئيسية، متقدما بجزيل الشكر للجامعة على تنظيم هذا المنتدى لما نلمسه من اثر إيجابي.
الجلسة الرئيسية
عقدت الجلسة الرئيسية للمنتدى بعنوان «استكشاف تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في دول مجلس التعاون الخليجي»، والتي شارك بها كل من مدير مبادرة الذكاء الاصطناعي في kaust والمدير العلمي لمختبر الذكاء الاصطناعي السويسري idsia د.يورغن شميدهوبير، ورئيس المركز الوطني للأمن السيبراني بالكويت د.محمد بوعركي ورئيس عمليات تقنية المعلومات في بنك الكويت الوطني بدر الخرافي ومدير استراتيجيات وسياسات الامن السيبراني بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني بدولة قطر عبدالرحمن آل شافي وأدار الحوار نائب الرئيس للأبحاث والعلاقات الخارجية بالجامعة الأمريكية الدولية د.محمد القطان.
وقال رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني بالكويت اللواء م.محمد بوعركي إن الأمن السيبراني يؤدي دورا محوريا في حماية البيانات والأنظمة الحكومية خصوصا مع التقدم التكنولوجي وتزايد التهديدات الإلكترونية.
وأوضح بوعركي أن توجيهات قادة دول مجلس التعاون الخليجي برزت من خلال حرصهم على تطوير الإستراتيجيات الخاصة بالأمن السيبراني والاستثمار في بناء البنى التحتية الرقمية كما حرصوا في توجيهاتهم الحثيثة على الاستثمار في البنى التحتية الرقمية وتطوير استراتيجيات الأمن السيبراني من خلال تأسيس المراكز والهيئات الوطنية المتخصصة بهذا الشأن لضمان حماية الفضاء السيبراني من الهجمات والتهديدات الإلكترونية.
وتابع: يعد الذكاء الاصطناعي واحدا من أكثر مجالات التكنولوجيا تطورا وإثارة للتحديات والفرص، وجزءا لا يتجزأ من حياتنا، حيث يؤثر على مختلف جوانب الحياة من الاقتصاد والتعليم إلى الرعاية الصحية، ومن هنا تأتي أهمية المنتدى الذي يجمع بين نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين في الكويت ودول الخليج لاستكشاف آفاق جديدة، ومناقشة التحديات التي تواجهنا، وكيفية تسخير هذه التكنولوجيا من أجل مستقبل أفضل، و«لا يمكننا تجاهل الدور الحيوي الذي يلعبه الأمن السيبراني في حماية بياناتنا وأنظمتنا».
الاستخدام المنظم
وأشار إلى ان الذكاء الاصطناعي يقدم افضل الحلول ولكن لا بد من استخدامه بشكل جيد ومنظم، موضحا انه يدخل في عدة مجالات امنية وطبية وتعليمية وصناعية وقد يكون الدفاع المستبقي لتأمين البنية التحتية للمعلومات وقد يتم انتهاجه ليكون اهم العناصر لوضع حلول مهمة لخلق المجالات السيبرانية والرقمية الآمنة، لافتا إلى ان هناك جوانب مضيئة وأخرى مظلمة للذكاء الاصطناعي ولا بد ان نوازن بين عيوب ومزايا الذكاء الاصطناعي ولا بد ان نستخدمه بطريقة جيدة ومسؤولة.
وبين ان الذكاء الاصطناعي يفيد في ظل نقص الموارد البشرية وهي احد التحديات التي تواجهنا اليوم في مجال التكنولوجيا ليحل الذكاء الاصطناعي محل الموارد البشرية، وقد بدأنا بضخ الذكاء الاصطناعي في الصناعة ومنها الصناعة السيبرانية بالكويت، لافتا إلى ان هناك بوادر كثيرة في الكويت لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية وهناك مؤسسات تعمل في تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وكشف عن اجتماع سيتم بين الدول الخليجية في ديسمبر المقبل لتعزيز البني التحتية للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بما يعطي مظلة لدول مجلس التعاون للتعامل مع مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مشددا على أهمية توحيد الجهود بين الدول الخليجية وسن القوانين المنظمة لهذا المجال، لافتا إلى ان التعاون والتنسيق ضروري بين أصحاب المصلحة والحكومات والقطاعين العام والخاص وإيجاد وعي ثقافي ولوائح للثقافة امر ضروري ونشر الوعي وإشراك أصحاب المصلحة في وضع تلك اللوائح.
القطاع المصرفي
أما رئيس عمليات تقنية المعلومات في بنك الكويت الوطني بدر الخرافي فتحدث عن الذكاء الاصطناعي في المجال المصرفي، قائلا: فيما يخص الذكاء الاصطناعي يتطلب الكثير من البيانات ليتم تحليلها للحصول على النتائج الجيدة منه والتحدي الخاص بنا كمصارف وان معظم الحلول في الذكاء الاصطناعي حلول سحابية، وهذا يعرض البيانات للخطر والشيء الآخر هو حجم القطاع في الكويت ودول الخليج، هذا تحد ولا بد من الاستفادة من منافع الذكاء الاصطناعي.
وذكر الخرافي ان هناك تحديات، ومنها ثقافة انتهاج الذكاء الاصطناعي حيث ان هناك مقاومة لأنهم يعلمون انه قد يحل محل البشر، وهذا غير صحيح بل يساعد الشخص على الدور الذي يقوم به، والأمر يعتمد على مهارات الشخص فلا بد من تطوير نفسه لينتقل إلى النهج الصحيح وما عدا ذلك قد يتم الاستغناء عنه.
وردا على سؤال حول هل حساباتنا البنكية مؤمنة؟ قال: لا يوجد شيء مؤمن بنسبة 100% ولا بد من التوافق بين استخدام التكنولوجيا والتأمين، وأحد العناصر في أي استراتيجية سيبرانية هو رفع وعي المستخدم في استخدام التكنولوجيا لأن معظم الهجمات السيبرانية تكون عن طريق أخذ معلومات من شخص آخر وشن هجمة على الشخص، مؤكدا ضرورة وضع لوائح وقوانين لاستخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
رؤية موحدة
من جانبه، تحدث مدير استراتيجيات وسياسات الأمن السيبراني بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني بدولة قطر عبدالرحمن
آل شافي عن دور دول مجلس التعاون الخليجي والتشارك لعمل رؤية موحدة للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتنسيق الجهود لأن يكون هناك جهد موحد لمواجهة تلك التحديات وتعزيز الامن السيبراني، لافتا إلى ان هناك مخاطر مرتبطة بالذكاء الاصطناعي ويجب ان تكون لدينا مبادئ توجيهية، وأهمها المسؤولية المشتركة في الإبلاغ عن المخاطر السيبرانية لجميع قاطني دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز الأمن السيبراني في الإقليم.
وأضاف آل شافي: أحد الأمور التي يمكن أن نركز عليها هي التعاون في مجال الأبحاث والدراسات والابتكار، بالإضافة إلى اهتمام الجامعات بمناقشة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ومنها هذا المنتدى الذي تستضيفه الجامعة الأمريكية الدولية في الكويت.
ولدينا في دول مجلس التعاون الخليجي المنتديات الإقليمية وعلى المستوى الوزاري الاجتماعات التي تتم في دول الخليج للنظر إلى الحلول المستقبلية فيما يخص التعاون والتنسيق فيما يخص الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وذكر أن قطر قامت بتوجيهات تنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهناك الكثير من الدول تحاول ان يكون هناك توازن بين التنظيم واستخدام الابتكارات الجديدة، موضحا اننا ننظر على مستوى وطني ودولي لنرى ما نوع التوازن المطلوب.
العصر الذهبي
من ناحيته، أشاد مدير مبادرة الذكاء الاصطناعي في kaust والمدير العلمي لمختبر الذكاء الاصطناعي السويسري idsia د.يورغن شميدهوبير بالمجتمعات العربية ولاسيما الخليجية لأن معظمهم من فئة الشباب، حيث إن هناك الكثير من العقول المبهرة وموجودين بالجامعات ومنتظرين صياغة الاقتصاد الذي سيسطر عليه الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني مستقبلا.
وأكد شميدهوبير أهمية المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، موضحا أن أكثر البلدان نجاحا التي تضم أكثر من 6 جامعات تتنافس فيما بينها لجذب أفضل العقول في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وهذا ما نحتاج اليه وهو بناء تلك البيئات لتعزيز الدخول للعصر الذهبي للذكاء الاصطناعي، فالعرب كانوا يقودون العالم منذ ألف عام في كل المجالات.
وأشار شميدهوبير إلى أن الذكاء الاصطناعي يغطي كافة التطبيقات والقطاعات المالية والتعليمية والصناعية بما في ذلك أيضا صناعة الطائرات من دون طيار ويعززها ويغذيها الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن تقوم به الحكومة هو تعزيز التنافسية المحمودة بما يفيد البلاد في تشجيع تلك التنافسية.
ورش عمل متخصصة
عقدت خلال اليوم الأول ورش عمل متخصصة لمناقشة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني قدمها عدد من المتخصصين، ومنها د.ايفا ماري مولر ستولر رئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة EY لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تحدثت عن الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات التنفيذية وتمكين القيادة من خلال الرؤى المستندة إلى البيانات.
كما قدم الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة VEOL Inc جيبسون تايلور ورشة عمل بعنوان «المرونة السيبرانية أو الندم السيبراني»، وقدم م.مشعل الزايد من المركز الوطني للأمن السيبراني ورشة عمل حول «الأمن السيبراني في الكويت بين المفاهيم وتجنب المخاطر» وقدم كبير مسؤولي المعلومات لدى المزارعين في وزارة النقل الأميركية ريان كوت، ورشة عمل ناقشت «اتجاهات الأمن السيبراني لعام 2025 وما بعده وتوقع التهديدات والحلول المستقبلية».
وفي ختام اليوم الأول، قدم الرئيس التنفيذي لشركة Qantm Al بالولايات المتحدة د.سيث دوبرين، كلمة ختامية حول «الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل يركز على الإنسان: الاستراتيجية والموهبة والثقافة».