ما بين الحرب ثنائية الجبهة في لبنان وغزة، وما بين الجبهات الموازية في سورية والضفة، يتركز الاهتمام على المواجهة القديمة ـ المستجدة بين إسرائيل وإيران في محاولة لمنع انزلاق التهديدات بينهما إلى مواجهة ميدانية فعلية قد تجر المنطقة والعالم إلى حرب موسعة جديدة هو في غنى عنها.
وفي إطار هذا يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس صباح السبت في برلين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لبحث الوضع في الشرق الأوسط فضلا عن الحرب في أوكرانيا على ما أفاد مصدر حكومي ألماني. ويندرج هذا اللقاء في إطار زيارة جو بايدن لألمانيا حيث ينتظر وصوله مساء الخميس.
ومع التصعيد العنيف المسجل في الشرق الأوسط، جدد قادة ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة في الأيام الأخيرة دعواتهم لوقف إطلاق النار في غزة وفي الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
إلى ذلك، حذرت طهران من أي اعتداء على بنيتها التحتية، في ظل مخاوف من تعرض منشآت نووية أو نفطية في ايران لضربة اسرائيلية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران ضدها الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي إن «أي اعتداء على البنى التحتية الإيرانية سيستدعي ردا أقوى» من قبل طهران.
وحض اسرائيل على «عدم اختبار إرادة إيران».
جاء ذلك، بعد تأكيد مصادر إسرائيلية أن تل ابيب تعد ردا على الهجوم الإيراني. وكان العميد رسول سنائي راد القيادي في الحرس الثوري حذر من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يعد بمنزلة «خط أحمر». وقال: «بعض المسؤولين السياسيين أثاروا امكانية تغيير العقيدة النووية» لإيران عقب التهديدات الإسرائيلية.
وحذر من أن ضرب المنشآت النووية «سيكون له تأثير على طبيعة رد بلاده على الرد الإسرائيلي».
لكن موقع «أكسيوس» الاخباري نقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل سترد على هجوم إيران لكنها لن تفعل ذلك بطريقة تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة معها.
ونقل الموقع ذاته عن مسؤولين أميركيين ان إدارة الرئيس جو بايدن أصبحت غير واثقة مما تقوله حكومة إسرائيل وأنها فوجئت مرات عدة بالعمليات العسكرية أو الاستخبارية الإسرائيلية الأخيرة. وأكد أنها لا تعارض رد إسرائيل على إيران لكنها تريد أن يكون مدروسا. وبموازاة التهديدات المتبادلة تستمر الحرب الاسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، التي أدت إلى مقتل 6% من إجمالي السكان أو إصابتهم خلال عامها الأول، بحسب منظمة الصحة العالمية
وأكدت المنظمة الدولية أن كثيرا من المصابين نساء وأطفال ويواجهون إعاقات دائمة.
من جهتها، وجهت وزارة الصحة في غزة، النداء الأخير قبل توقف المستشفيات عن الخدمة في محافظتي غزة والشمال لعدم توافر الوقود. وناشدت كل المؤسسات المعنية ضرورة وسرعة التحرك لإدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات في المرافق الصحية.
واتهمت الاحتلال بارتكاب 8 مجازر وصل إثرها إلى المستشفيات جثث 56 شهيدا، و278 مصابا خلال 24 ساعة. وأعلنت ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي «إلى 41 ألفا و965 شهيدا، 97 ألفا و590 مصابا» منذ 7 أكتوبر الماضي. وقالت إن هناك ضحايا لايزالون تحت الركام وفي الطرق ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وفي هذا الصدد، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن أكثر من 10 آلاف فلسطيني مازالوا مفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة.
من جهتها، دعت وزارة الداخلية بغزة المواطنين في مناطق الشمال، إلى عدم الاستجابة الى تهديدات الاحتلال بالإخلاء، وقالت ان «الاحتلال يعمل على خداع المواطنين بادعاء وجود ممرات آمنة ومناطق نزوح وقد ثبت كذبه». جاء ذلك فيما تجددت الغارات الإسرائيلية على محيط مستشفى كمال عدوان بغزة شمالي القطاع، وقضى عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وعلى منطقة خربة العدس شمالي رفح. وشنت طائرات اسرائيلية غارات جديدة على مخيم جباليا في الشمال بالتزامن مع قصف مدفعي، وانتشرت جثامين عشرات القتلى في شوارع المخيم، ولم يستطع الدفاع المدني انتشالها، بحسب قناة «الجزيرة». وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أمس تشكيل الفريق الوطني لإعادة إعمار قطاع غزة الذي تدمر نحو 86% من أبنيته بحسب المكتب الحكومي في القطاع.
وقال مصطفى، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله، إن الفريق الوطني بقيادة وزارة التخطيط الفلسطينية وبمشاركة الوزارات والهيئات ذات العلاقة للقيام باستكمال الجهود التي بدأتها الحكومة منذ فترة، وبالتعاون مع القطاع الخاص، والشركاء الدوليين.