حذر دكتور الطاقة الذرية والفيزياء النووية والباحث د. قاهر أبو الجدايل من عواصف وأعاصير بسرعات عالية في البحر المتوسط عازيا ذلك للتغيرات المناخية.
وقال أبو الجدايل لموقع «أثر» السوري المحلي: «إن معظم التقارير أشارت إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط إلى ما يقارب 28 درجة مئوية، وبالتالي مع هبوط منخفضات قطبية باردة جدا، سيحدث تصادم قوي بينها وبين حرارة مياه البحر المرتفعة والتيارات الهوائية الحارة القادمة من إفريقيا، ما سيؤدي إلى عواصف وأعاصير فوق البحر المتوسط بسرعات غير معتادة، وسيجلب هطولات مطرية كبيرة على سائر حوض المتوسط، والتي بدورها ستسبب الفيضانات، وبالتالي سورية لن تكون بعيدة عن هذا التأثير وقد نشهدها خلال الشتاء».
وأضاف: «لا شك أن أعاصير المحيطات لا تقارن بأعاصير البحار من ناحية القوة وقطر عين الإعصار، لكن تحديد الأخطار لا يقتصر على عنصر القوة وحجم الإعصار فقط».
ويشرح أبو الجدايل أنه مع ازدياد الاحتباس الحراري للكرة الأرضية، فإن التطرف المناخي سيسلك منحى تصاعديا وسيختلف من حيث التأثير والشكل والقوة من منطقة إلى أخرى، مشيرا إلى أن حدوث إعصارين خلال أسبوعين في خليج المكسيك والمحيط الأطلسي، من الدرجة الرابعة والخامسة كنوع من أنواع التطرف المناخي، ما هو إلا إثبات حقيقي على الاحتباس الحراري للكرة الأرضية.
ويؤكد أن التطرف المناخي أصبح حقيقة مستمرة وليس مجرد ظاهرة عابرة، لأن الأسباب المؤدية لهذا التطرف مستمرة.
وشدد خلال حديثه مع «أثر» على أن الحكومات في دول حوض المتوسط أصبح من الضروري لها أن تطلق التحذيرات والتقييمات الصحيحة لدرجة الخطورة وإجراءات السلامة المطلوب تنفيذها من قبل القطاعين العام والخاص.
وهنا يرى د.أبو الجدايل أنه على جميع الدول المتوزعة على أطراف حوض البحر الأبيض المتوسط (وسورية منها) أن تكون جاهزة لمواجهة التطرف المناخي، ومراعاة نقاط عدة أولها فحص وضع السدود والمجاري المائية وخاصة التي يقطن على مسارها العديد من السكان والموجود في محيطها منشآت صناعية
كما دعا د.أبو الجدايل إلى دعم وتشجيع المزارعين الذين يملكون بيوتا بلاستيكية لإنتاج الخضار، لاستبدالها بالزجاج، لأنها تتحمل الظروف المناخية القاسية وتتصف بالديمومة وعدم الحاجة لتغيير الأغطية كل سنة.