قبل نحو 3 اسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يسعى المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس لإحداث اختراق بين ناخبين لا تجذبهم خطاباتهما، فيما لا يزال الفارق في استطلاعات الرأي ضئيلا بينهما. ووصف المرشح الجمهوري يوم 6 يناير 2021 حينما هاجم انصاره بعنف مبنى الكابيتول بأنه «يوم حب»، وشكك مجددا بوجود تغير مناخي.
وردا على سؤال حول بعض مزايا منافسته الديموقراطية، قال ترامب «لست معجبا» بنائبة الرئيس، قبل أن يشيد «بقدرتها على الصمود» على الساحة السياسية.
والمنافسة محتدمة جدا بين المرشحين للبيت الأبيض، إذ تمكن ترامب ـ بحسب استطلاعات الرأي ـ من تعويض تقدم منافسته الطفيف، ولاسيما في الولايات الشمالية الرئيسية.
وفي هذه الولايات بالتحديد تركز نائبة الرئيس جهودها هذه الأيام، فقد عادت أمس الأول إلى بنسلفانيا حيث كانت الاثنين أيضا بعد توقف في ميشيغان قبل أن تعود إلى ويسكونسن،
لكن نتيجة الانتخابات الرئاسية قد تتقرر في مكان آخر في إحدى الولايات السبع الأخرى المحددة بوضوح.
وأمام جمهور من النساء، أكد الرئيس الأميركي السابق أمس الأول على أنه المدافع عن حقوقهن، وتطرق ترامب في حلقة حوارية على قناة «فوكس نيوز» سجلت الثلاثاء في ولاية جورجيا التي يتوقع أن تشهد منافسة متقاربة إلى القضايا التي تهم النساء.
واعتبر ترامب، الذي سئل كذلك عن قضايا تتعلق بالأمن والاقتصاد والهجرة، أن بعض الولايات كانت «قاسية للغاية» فيما يتعلق بمسألة الإجهاض، وقال إن هذا يجب أن «يتغير».
ويفاخر ترامب من جهة بأنه عين القضاة في المحكمة العليا الأميركية الذين صوتوا لصالح إلغاء الحماية الفيدرالية للحق في الإجهاض عام 2022، ويحرص من جهة أخرى على عدم الدعوة لفرض حظر كلي على الإجهاض، وهو أمر لا يحظى بشعبية واسعة على المستوى الوطني.
بدورها، حاولت المرشحة الديموقراطية هاريس النأي بنفسها عن ارث الرئيس جو بايدن، وقالت في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» اليمينية، طغى عليها التوتر أحيانا، انها في حال فازت في الاقتراع فإن ولايتها «لن تكون استمرارا» لإدارة بايدن.
وأضافت المرشحة الديموقراطية قبل نحو 20 يوما من الانتخابات الرئاسية «على غرار أي زعيم جديد يتولى منصبه، سأحمل خبرتي وتجاربي المهنية وأفكاري الجديدة».
وتجد نائبة الرئيس هاريس التي حلت محل بايدن في منتصف يوليو مرشحة للانتخابات الرئاسية نفسها في موقف صعب، فهي من جهة تريد التمايز عن ولاية بايدن ومن جهة ثانية لا تريد التنكر لحصيلة ولاية الرئيس الثمانيني.
وقالت نائبة الرئيس التي تحتفل الأحد المقبل بعيد ميلادها الستين «أنا أمثل جيلا جديدا من القادة».
واستعرضت هاريس في المقابلة خططها الاقتصادية قائلة «لدي خطة لتوفير السكن بأسعار معقولة وأيضا خطة للتعامل مع ما يتعين علينا القيام به لتعزيز الشركات الصغيرة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الأميركي، بالإضافة إلى خطة تتلخص في رعاية الآباء الشبان ومنحهم الدعم الذي يحتاجون إليه».
والمقابلة التي استمرت 30 دقيقة على «فوكس نيوز» أجراها صحافي متمرس في الشبكة الإخبارية التلفزيونية المفضلة لدى المحافظين ووجدت خلالها نائبة الرئيس نفسها مرات عدة في موقع دفاعي، لاسيما فيما يتعلق بقضية الهجرة أو عندما سئلت عما إذا كانت قد لاحظت أي تراجع في القدرات الذهنية للرئيس بايدن.
لكن هاريس انتهزت الفرصة لرد هجوم منافسها الجمهوري دونالد ترامب، متهمة إياه بـ «التقليل من شأن» الأميركيين. وقالت «يجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة قادرا على مواجهة الانتقادات من دون أن يهدد أصحابها بإيداعهم السجن».
إلى ذلك، وبعد خمسة عشر يوما من بلوغه عامه المئة، أدلى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بصوته في الانتخابات، محققا رغبة أعلن عنها سابقا في العيش طويلا بما يكفي لدعم كامالا هاريس في السباق الرئاسي، وقد شكرته المرشحة الديموقراطية على دعمه لها.
وقال مركز كارتر، وهو مؤسسة غير ربحية أسسها بعد مغادرته البيت الأبيض عام 1981، إن الرئيس الديموقراطي السابق «صوت عبر البريد».
وأفاد الرجل المعمر الذي ترك منصبه بينما كانت شعبيته في تراجع، قبل أن يسطع نجمه مذاك، من التصويت المبكر في مسقط رأسه ولاية جورجيا حيث يتلقى الرعاية الصحية.
وكان كارتر قد أخبر عائلته في وقت سابق من العام أن العيش لفترة كافية للتصويت لهاريس، كان أكثر أهمية بالنسبة له من ذكرى عيد ميلاده المئة، وفق صحيفة «أتلانتا جورنال كونستيتيوشن».
ويتلقى كارتر، الذي تولى الرئاسة لولاية واحدة، الرعاية الصحية في بلاينس بجورجيا منذ فبراير 2023، وهو أول رئيس أميركي سابق يتم المئة من العمر.
وأدلى أكثر من 420 ألف شخص بأصواتهم منذ بدء التصويت المبكر في جورجيا، وفق غابريال ستيرلينغ، مسؤول الانتخابات بالولاية الذي نشر الأرقام الثلاثاء الماضي.