بلغ التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة ذروته أمس مع إعلان وسائل الاعلام الاسرائيلية تصفية زعيم حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وحدة المظليين وكتيبة 450 ووحدة كفير الخاصة شاركت بقتل السنوار. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى مقتل القياديين في حماس محمود حمدان وهاني حميدان مع السنوار.
وأضافت الاذاعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا إلى مشاورات أمنية عاجلة بمشاركة وزير الدفاع يؤاف غالانت وقادة الجيش لتقييم الوضع، وان نتنياهو تلقى تقريرا مفصلا عن تصفية رئيس حماس. وأكدت القناة 12 الاسرائيلية إنه كان يرتدي سترة مزودة بقنابل يدوية.
وكان بيان عسكري قال «خلال نشاط في قطاع غزة تم القضاء على ثلاثة مخربين. يفحص كل من جيش الدفاع وجهاز الشاباك احتمال ان يكون أحد المخربين الذين قضي عليهم هو المدعو يحيي السنوار»، مضيفا «في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائيا من هوية» القتلى.
وتوعد غالانت بمطاردة من وصفهم بـ «أعداء اسرائيل والقضاء عليهم». وكتب غالانت عبر منصة إكس «لا يمكن لأعدائنا أن يختبئوا. سنطاردهم ونقضي عليهم».
من جهة اخرى، وبعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، بات جميع سكان القطاع تقريبا «يعيشون في الفقر» في ظل اقتصاد منهك ومعدل بطالة «هائل»، وفق الأمم المتحدة، فيما افاد تقرير اممي بأن نحو 345 الف من السكان سيواجهون جوعا كارثيا هذا الشتاء.
أما في الضفة الغربية المحتلة حيث تصاعدت أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر 2023، فحذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها الصادر أمس في جنيف من أن «الوضع مقلق بالقدر نفسه». وأوضحت المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية ربى جرادات أن «وطأة الحرب في قطاع غزة تخطت الخسائر بالأرواح والظروف الإنسانية اليائسة والدمار المادي».
وتابعت أن الحرب «بدلت بشكل جوهري المشهد الاجتماعي الاقتصادي في غزة، وفي الوقت نفسه قوضت إلى حد بالغ الاقتصاد وسوق العمل في الضفة الغربية. وستظهر الوطأة على الأجيال المقبلة».
وفي قطاع غزة، أوردت منظمة العمل الدولية في تقريرها أن «نحو 100% من السكان يعيشون اليوم في الفقر، ما يشهد على الوضع الكارثي للعائلات التي تكافح من أجل تلبية حاجاتها الأساسية».
وبموازاة ذلك، من المتوقع أن يتسبب الانكماش الاقتصادي الكبير في الضفة الغربية «بزيادة نسبة الفقر بأكثر من الضعف على المدى القريب» لترتفع من 12% عام 2023 إلى 28% في منتصف 2024.
وأوردت منظمة العمل أن نسبة البطالة في الضفة الغربية بلغت متوسط 34.9% بين مطلع أكتوبر 2023 ونهاية سبتمبر 2024، فيما وصلت في قطاع غزة إلى «متوسط هائل قدره 79.7%».
وشددت المنظمة على أن الحصيلة الاقتصادية للحرب كانت فادحة للغاية وغير مسبوقة بالنسبة للفلسطينيين.
وشهدت الضفة الغربية انكماشا بنسبة 21.7% في ناتجها المحلي الإجمالي بالمقارنة مع الأشهر الـ12 السابقة، فيما انهار إجمالي الناتج المحلي في قطاع غزة بنسبة 84.7%.
هذا، وأفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة أمس بأن نحو 345 ألفا من سكان غزة سيواجهون جوعا «كارثيا» هذا الشتاء بعد تراجع إيصال المساعدات، محذرا من خطر المجاعة القائم في أنحاء القطاع.
ولفت التقييم الذي أعدته وكالات أممية ومنظمات غير حكومية إلى أن هذا العدد يأتي بالمقارنة مع 133 ألف شخص مصنفين حاليا على أنهم يعانون من «انعدام كارثي للأمن الغذائي».
في غضون ذلك، قتل 24 فلسطينيا على الأقل أمس في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بحسب مصادر أمنية وطبية فلسطينية.
وقالت المصادر إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مدرسة أبو حسين، وهي مركز إيواء للنازحين في مخيم جباليا للاجئين.
وقال قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع في بيان إن الجيش الإسرائيلي ارتكب «مجزرة» في مركز إيواء مدرسة أبو حسين.
وأوضح البيان أن الطواقم الطبية انتشلت 24 قتيلا و150 مصابا، مشيرا إلى تحويل عدد من المصابين إلى مستشفى العودة. وأكد أن معظم المصابين والقتلى من الأطفال.
وقالت حركة حماس في بيان إن «المجزرة المروعة» في مدرسة أبو حسين في جباليا «جريمة إبادة» يتحمل الجيش الإسرائيلي كامل تداعياتها وعواقبها.
وتابعت أن إدعاءات الجيش الإسرائيلي استخدام المدرسة «لأغراض المقاومة مجرد أكاذيب، وهي سياسة ممنهجة لتبرير الجريمة بحق النازحين الأبرياء».
ودعا البيان الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لوقف «جريمة الإبادة» التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة وتتهدد السلم والأمن في عموم المنطقة.
وبكى فلسطينيون، بينهم أقارب الضحايا في مستشفى العودة أمام الجثامين الملقاة على الأرض وفي ثلاجات الموتى، بحسب المصادر وشهود العيان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس مقتل فلسطينية برصاص إسرائيلي خلال قصطفها الزيتون قرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في بيان للوزارة «استشهاد المواطنة حنان عبدالرحمن ابو سلامة (57 عاما) برصاص الاحتلال في قرية فقوعة».
وقال منير بركات الذي يعمل محاسبا في المجلس القروي في البلدة لوكالة فرانس إنه بحسب شهادات جمعها المجلس، وصل «إسرائيلي بلباس عسكري إلى المكان بسيارة واطلق حوالى عشر رصاصات باتجاه عائلة ابو سلامة التي كانت تقطف الزيتون في أرضها التي تبعد حوالى 200-250 مترا من جدار فاصل تقيمه اسرائيل في تلك المنطقة». يأتي ذلك فيما أفادت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في قطاع غزة بأن 42438 شخصا قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.