نقل مرشحا الرئاسة الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديموقراطية كامالا هاريس، مبارزتهما الانتخابية إلى ميشيغان التي تعد إحدى الولايات المتأرجحة الأكثر تنافسا في السباق الانتخابي المحتدم إلى البيت الأبيض، خصوصا في ظل النقاش الذي تشهده بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل، وحيث يقيم عدد كبير من الأميركيين العرب في هذه الولاية الواقعة في شمال الولايات المتحدة على الحدود مع كندا.
وقبل 15 يوما من موعد الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة لكلا المرشحين في «الولايات المتأرجحة» الشهيرة. ويبرز هذا التقارب على الرغم من التقلبات غير المسبوقة التي شهدتها الحملة الانتخابية، خصوصا إدانة ترامب جنائيا ومحاولتي اغتياله وسحب ترشيح بايدن وحلول هاريس مكانه كمرشح عن الحزب الديموقراطي.
وقد أثار مقتل زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار تفاؤل نائبة الرئيس الأميركي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، واعتبر الرئيس الجمهوري السابق أن السلام في الشرق الأوسط بات «أكثر سهولة» ما بعد السنوار.
وتعد ميشيغان واحدة من ثلاث ولايات يطلق عليها ولايات «الجدار الأزرق» إلى جانب كل من ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن، وستساعد في تحديد الانتخابات، ويسعى ترامب وهاريس إلى جذب العمال النقابيين والناخبين السود والعرب. ويميل ناخبو ولاية ميشيغان، تقليديا، إلى دعم المرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية، غير أنهم وجهوا انتقادات حادة العام الحالي إلى إدارة الرئيس جو بايدن مرتبطة بالحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان. ففي ديربورن، ضاحية مدينة ديترويت، تبرز الحرب في الشرق الأوسط في جميع النقاشات.
إذ قال مروان فرج (51 عاما)، وهو أميركي من أصول لبنانية، لوكالة فرانس برس إنه لطالما صوت للديموقراطيين لكنه لن يصوت هذه المرة لهاريس التي تدعم «هذا التطهير العرقي وهذه الإبادة منذ اليوم الأول بأموال ضرائبنا».
وقال حيدر قوصان الذي يتحدر من أصول لبنانية أيضا ويملك مع أشقائه سلسلة محلات سوبر ماركت صغيرة «لا نريد أن نصوت لترامب لأنه ينظر إلينا بازدراء، ولا للديموقراطيين الذين كانوا يحترموننا والذين يقدمون الآن أسلحة لإسرائيل».
ورغم أن هاريس لم تتخذ موقفا متمايزا عن بايدن الذي قدم لإسرائيل دعما غير مشروط تقريبا، إلا أنها تدرك جيدا أن هذا الخط قد يكلفها أصواتا في الانتخابات المتقاربة جدا.
لذلك، تلعب نائبة الرئيس، لعبة حساسة جدا في ميشيغان المعروفة أيضا باسم «ولاية البحيرات العظمى».
واعتبرت هاريس البالغة 59 عاما أن قتل زعيم «حماس» يمثل «فرصة لوضع حد أخيرا للحرب في غزة».
وقالت: «هذه الحرب يجب أن تنتهي حتى تكون إسرائيل آمنة وحتى يتم تحرير الرهائن وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير». كما كان لهاريس محطات عدة في ميشيغان، ولاسيما في عاصمة الولاية، لانسينغ. وهناك دافعت عن حماية دور قوي للنقابات ونددت بـ «الوعود الفارغة» لمنافسها. وعادت المرشحة الديموقراطية مجددا إلى موضوع عمر منافسها، وقالت: «إذا كنت منهكا في حملتك الانتخابية، فهذا يثير تساؤلات حول قدرتك على تولي أصعب وظيفة في العالم».
ورد ترامب نافيا تقارير أفادت بأنه ألغى مقابلات. وقال غاضبا إن هاريس: «خاسرة وليست لديها طاقة أقل».
من جهته، اعتبر ترامب أن مقتل السنوار يجعل السلام في الشرق الأوسط «أكثر سهولة».
وتوجه المرشح الجمهوري أيضا إلى ميشيغان أمس الأول، حيث شارك في تجمع كبير في ديترويت التي تعد مركزا سابقا لصناعة السيارات الأميركية.
ووفق فريق حملة الرئيس السابق، فقد شكل هذا التجمع فرصة لشرح كيف «سحق التضخم عائلات مشيغان في ظل قيادة كامالا الفاشلة». وقال ترامب: «سنجعل ديترويت عظيمة مجددا»، وذلك في ختام يوم تحدث فيه كثيرا عن صناعة السيارات التي ينوي حمايتها وإنعاشها من خلال فرض ضرائب على السيارات المصنوعة في الخارج.
كما وعد بأن «الخامس من نوفمبر المقبل سيكون يوم التحرير»، في إشارة إلى موعد الانتخابات، متعهدا بإطلاق أكبر عملية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة.