بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، كشفت صور عن قيام الجيش بإجبار الفلسطينيين بشمال القطاع المحاصر على مغادرة منازلهم، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس، مقتل وفقدان العشرات جراء القصف الإسرائيلي لمشروع بيت لاهيا في شمال غزة، تزامن ذلك مع اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصته في «إكس»، صورة لإجبار الفلسطينيين نساء ورجالا وأطفالا بشمال قطاع غزة على مغادرة منازلهم، مشيرا إلى أن عدهم بلغ 5000 فلسطيني. وأظهرت الصور الرجال والنساء والأطفال وهم يخرجون بأعداد كبيرة تحت أشعة الشمس وبين آثار الدمار.
كما أظهرت مقاطع فيديو مصورة الجيش الإسرائيلي وهو يعتقل عشرات المدنيين من الرجال الفلسطينيين مقيدين الأيدي أمام دبابة إسرائيلية في جباليا.
من جانبها، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا أن الفلسطينيين يعانون «أهوالا تفوق الوصف» في شمال قطاع غزة المحاصر.
وقالت مسويا في منشور على منصة «إكس»: «أخبار مروعة من شمال غزة حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون أهوالا تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية».
وارتفع عدد القتلى والمفقودين الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي جوي استهدف مربعا سكنيا في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى 87 شخصا، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الواسعة النطاق في مناطق شمال القطاع، وسط اشتباكات عنيفة.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان مقتضب إن الجيش الإسرائيلي ارتكب «مجزرة» في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع. وأضاف البيان أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المنطقة أدت إلى مقتل وفقدان 87 شخصا بينهم نساء وأطفال، وإصابة 40 آخرين بينها حالات حرجة جدا.
وتكدس المصابون الذين افترشوا الأرض في مستشفى كمال عدوان نظرا لعدم وجود أسرة كافية في وقت يحاول الأطباء إنقاذ حياتهم، فيما امتلأت الأرض بالدماء.
وقال مدير المستشفى د.حسام أبوصفية إن إدارة المستشفى وصلت إلى مرحلة المفاضلة في التعامل مع الحالات، والكثير من الإصابات فارق الحياة لعدم القدرة على التعامل معها.
وأفاد أبوصفية في تصريح للصحافيين في غزة بوفاة عدد من المصابين متأثرين بجروحهم نتيجة قلة الإمكانات ووجود عجز شديد في المستلزمات الطبية والتخصصات.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان الهجوم، متهما الجيش الإسرائيلي بمواصلة «حرب التطهير العرقي والإبادة بشكل واضح».
كما حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان من تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاستمرار في تسويق منطق «العنجهية العسكرية بديلا للحلول السياسية للأزمة الحالية وللصراع برمته».
إلى ذلك، أدان الأردن أمس اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وما رافقها من ممارسات استفزازية عبر فرضها قيودا على دخول المصلين في خرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة في تصريح صحافي أن «على الكيان الإسرائيلي المحتل القوة القائمة بالاحتلال وقف جميع الانتهاكات والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها وسياسة فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى المبارك التي تستهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا في ظل استمرار عدوانها على قطاع غزة ولبنان وتصعيد اقتحاماته واعتداءاته على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة».
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة أن مئات المستوطنين اقتحموا أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة «باب المغاربة» في اليوم الرابع لما يسمى «عيد العرش».
وأوضحت دائرة الأوقاف في بيان صحافي أن 1066 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية.
من جهتها، قالت دائرة الإعلام في محافظة القدس في بيان صحافي إن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
فلسطين تطلب اجتماعاً طارئاً للجامعة العربية لمناقشة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة
وكالات: أعلنت جامعة الدول العربية، أن دولة فلسطين تقدمت بطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة استمرار جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، في بيان، إن الأمانة العامة تلقت طلبا فلسطينيا لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة لبحث تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفصل شمال القطاع وحصاره عسكريا.
وأضاف زكي أنه يتم التشاور مع اليمن الرئيس الحالي لدورة مجلس الجامعة حول الموعد المقترح لعقد الاجتماع.