حنان عبد المعبود
شدد وزير الصحة د.أحمد العوضي على ضرورة مكافحة التدخين، مبينا أن التبغ أحد أخطر التهديدات الصحية التي يواجهها العالم على الإطلاق، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك أكثر من مليار شخص يتعاطون التبغ حول العالم وأن وباء التدخين يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا.
جاء هذا ضمن كلمة ألقاها وزير الصحة خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة التبغ «آفة التدخين وتضارب المصالح» الذي تنظمه الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان في فندق موفنبيك، بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في وزارة الصحة وتستمر أنشطته على مدى يومين.
وقال الوزير إن تركيبة التبغ تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل النيكوتين والسيانيد وهما من المواد التي تلحق الضرر بجسم الإنسان مع مرور الوقت، كما يؤدي التدخين إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الأمراض القلبية والسكتة الدماغية وتلف الرئة وأنواع عديدة من السرطان.
وبيّن الوزير انه لا يرغب أحد في أن يقضي حياته بين أروقة المستشفيات، مستدركا بقوله: نطمح جميعا إلى أن نعيش حياتنا بصحة جيدة ونستمتع بحاضرنا ومستقبلنا بين أهلنا وأحبابنا من دون أن نكون سببا في حزنهم أو فقدان سعادتهم، لافتا إلى أن الكويت تبذل جهودا متواصلة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني للتصدي لآفة التدخين القاتلة عبر استراتيجية شاملة ترتكز على محاور رئيسية المكافحة والوقاية والعلاج.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية صبت اهتمامها على اقتصاديات صناعة التبغ وتأثيراتها الضارة، خاصة في الدول النامية التي تتكبد خسائر اقتصادية وصحية جسيمة بسبب استيراد أو تصنيع منتجات التبغ، مبينا أنه من هنا تأتي أهمية دور الدول في سن التشريعات الصارمة التي تمنع التدخين في المرافق الرسمية كما تتحمل وسائل الإعلام مسموعة أو مقروءة أو مرئية مسؤوليتها مسؤولية كبيرة في توعية المجتمع بمخاطر هذه الظاهرة القاتلة وآثارها السلبية على الصحة العامة والمجتمع.
وثمّن وزير الصحة الدور الذي تقوم به الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان في حماية سياسات الصحة العامة من تأثير دوائر صناعة التبغ والتصدي لحملات الترويج لهذه الآفة، لافتا إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على إحدى أخطر الآفات الاجتماعية التي تهدد حياة الملايين حول العالم وهي آفة التبغ والتدخين.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية مكافحة التدخين والسرطان د.خالد الصالح: إنه من الضروري العمل الجاد والمخلص لحماية مجتمعاتنا، وخاصة النشء، من صناعات التبغ، لافتا إلى أنها أصبحت تستهدفهم مستغلة نفوذها الذي أضحى مؤثرا بشكل كبير على اقتصاديات الدول النامية.
وأوضح أن مواجهة صناعات وترويج التبغ هو الطريق الأمثل للتقليل من الأضرار التي تسببها وأن هناك المليارات التي تدفعها الحكومات لتوفير العلاجات الخاصة من الأمراض الناتجة عن التدخين بكافة أنواعه ومصادره، لاسيما ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض المزمنة وعلى رأسها السرطان.
وأشار إلى الأضرار البيئية بسبب زراعة التبغ وصولا إلى الأضرار الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما ما يضعنا أمام مسؤولية توحيد الجهود لتبيان الواقع المخيف الذي نعيشه اليوم بوجود ما يقرب من 1.1 مليار شخص من مدخني التبغ الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما وأكثر، وأن 80% منهم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأضاف: وباء التدخين يشكل أحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي واجهها العالم على الإطلاق، حيث يسفر عنه وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويا نتيجة الاستخدام المباشر للتبغ بالإضافة إلى 1.3 مليون وفاة بسبب التعرض للدخان غير المباشر. ولفت إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن نحو 10% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما حول العالم يستخدمون التبغ بما في ذلك 12 مليون مراهق يستخدمون المنتجات الجديدة وهي أرقام تقل عن الواقع بسبب نقص البيانات في أكثر من 70 دولة، لافتا إلى أن التحذيرات تطول السجائر الإلكترونية أيضا التي تحوي النيكوتين وتعتبر ضارة للصحة مثل منتجات التبغ التقليدية والمنتشرة بشكل واسع وسريع بين جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب صغار السن والمراهقين بالإضافة إلى انتشار التدخين بين النساء.