طالبت إيران مجلس الأمن الدولي بإدانة الضربات الإسرائيلية على أراضيها، فيما تتواصل الجهود الدولية لوقف التصعيد بين البلدين عند هذا الحد، ومحاولة إقناع طهران بالإحجام عن الرد لمنع تدهور الأوضاع إلى مواجهة أوسع، خصوصا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
فقد أجرى، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري اتصالا هاتفيا مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني ناقش معه تطورات المنطقة. وجدد إدانة قطر لاستهداف إسرائيل لإيران. وعبر عن قلق قطر البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد، مشددا على ضرورة تحلي جميع الأطراف المعنية بضبط النفس، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، شدد وزير الخارجية المصري د.بدر عبدالعاطي على ضرورة منع التصعيد في المنطقة واتخاذ خطوات تسهم في تحقيق التهدئة وعدم استدراجها إلى «حرب إقليمية تؤدي إلى تداعيات وخيمة» على شعوبها.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي أجراه عبدالعاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي «في إطار متابعة التطورات المتلاحقة الخطرة في الشرق الأوسط»، وذلك للوقوف على آخر المستجدات بالنسبة للهجمات الإسرائيلية على إيران.
وأعرب عبدالعاطي عن إدانة مصر «لكل الإجراءات والسياسات الأحادية والاستفزازية» التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها وتؤدي إلى «تأجيج الوضع بها».
هذا، ووجه عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن «طالب فيها بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لاتخاذ موقف حاسم في إدانة هذا العدوان»، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية، بحسب بيان صادر عن وزارته.
وقال عراقجي إن «الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع دائرة الحرب. ونحن لا نسعى إلى الحرب لكننا جاهزون وسنرد على أي هجوم». وتوعد بالرد «في الوقت المناسب على اعتداء إسرائيل».
وفي أول رد فعل على الضربات، أكد المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي أمس أنه ينبغي عدم «التضخيم ولا التقليل» من الضربات التي نفذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران.
قال خامنئي في منشور على منصة إكس انه «لا ينبغي تضخيم شر الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران ولا التقليل منه». وأعلن الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين جراء الضربات التي ألحقت وفقا له «خسائر محدودة» طالت «بعض أنظمة الرادار».
وفي منشوره اعتبر خامنئي أن «الكيان الصهيوني اخطأ في الحسابات ويجب تفهيمه قوة وإرادة وإبداع الشباب والشعب الإيراني».
وتابع أن «المسؤولين سيقررون كيفية تفهيم الكيان الصهيوني إرادة الشعب الإيراني ويجب القيام بما يضمن مصلحة إيران وشعبها».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن الهجوم على إيران كان «دقيقا وقويا» وأنه «حقق أهدافه».
وقال في كلمة بمناسبة إحياء الذكرى السنوية، وفق التقويم العبري، للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر العام الماضي «وعدنا بالرد على الهجوم الإيراني وفي يوم السبت ضربنا، كان الهجوم على إيران دقيقا وقويا وحقق كل أهدافه». وكانت الضربات الإسرائيلية ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على أراضيها في الأول من أكتوبر الجاري إذ أطلقت حينها 200 صاروخ، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي معظمها.
وقال نتنياهو: «هاجمت إيران إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية وفشل هذا الهجوم».
وأضاف: «وفينا بوعدنا، هاجمت القوات الجوية إيران وضربت قدرات إيران الدفاعية وإنتاج الصواريخ».
وكرر مقولته أن إسرائيل في «حرب وجودية صعبة» وتدفع فيها «أثمانا مؤلمة». ووجه رسالة إلى الشعب الإيراني قائلا: «نضالنا ليس ضدكم».
وكانت إيران أكدت استهداف إسرائيل مواقع عسكرية حول العاصمة وفي محافظات أخرى، مشيرة إلى أن الغارات تسببت بـ «أضرار محدودة» لكنها أدت إلى مقتل 4 جنود.