عبدالعزيز الفضلي
أعلنت موجه عام مادة الحاسوب بوزارة التربية منى سالم عن إدخال الأمن السيبراني في مناهج الوزارة اعتبارا من العام الدراسي الحالي، مشيرة إلى أنه سيتم تعميمه على بقية الصفوف الثانوية في العام الدراسي المقبل وبشكل تدريجي.
وقالت سالم في تصريح لـ«الأنباء» إن ذلك يأتي في إطار تحديث المناهج الدراسية، حيث سيقوم معلمو الحاسوب بتدريس الطلبة، لافتة إلى أنه تم إدخال الموجهين ورؤساء أقسام مادة الحاسوب في دورة تدريبية تخص منهج الأمن السيبراني، ومع نهاية الفصل الدراسي الحالي سيتم الانتهاء منها، موضحة أن رؤساء الأقسام سيقومون بتقديم محتوى الدورة لمعلمي الحاسوب في المدرسة.
وأضافت أن هناك اجتماعات متواصلة عبر «الأونلاين» مع الموجهين ورؤساء الأقسام لمتابعة أعمال هذا التحديث في المناهج الذي يأتي في مصلحة الطلبة والمنظومة التربوية بشكل عام، مؤكدة العمل على تقديم كل ما هو مفيد للعملية التعليمية.
وأوضحت سالم أن وزارة التربية، ممثلة بتوجيه الحاسوب وبالتعاون مع المركز الوطني للأمن السيبراني، أطلقت مبادرة «أبطال الكويت للأمن السيبراني»، وهي فرصة متميزة للطلاب الكويتيين في المرحلتين المتوسطة والثانوية لتطوير مهاراتهم في مجال البرمجة والأمن السيبراني، مبينة أن المبادرة التي وصل التسجيل فيها حتى الآن 210 طلاب تهدف إلى تمكين الطلاب من المنافسة في أحد أسرع المجالات نموا وتطوير قدراتهم في مواجهة تحديات الأمن الرقمي.
وأوضحت الوزارة في المنهج المقرر للطلبة، والذي تلقت «الأنباء» نسخة منه، «أنه يمكن أن يساعد تعلم الأمن السيبراني وبرمجة البايثون الطلاب في تطوير أنفسهم في حياتهم العملية وتنمية الوطن بعدة طرق، منها اكتساب مهارات مهمة في سوق العمل حيث أصبحت هذه المهارات من المهارات الأساسية المطلوبة في وظائف عدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا.
وأضافت أنه من ضمن الطرق كذلك الاستعداد للمستقبل، إذ يتوقع أن تستمر أهمية هذه المجالات في النمو مستقبلا، وكذلك المساهمة في تنمية الوطن، حيث يمكن للمتعلمين الاستفادة من هذه المهارات لحماية الوطن من الهجمات الإلكترونية.
وذكرت التربية أن هذا الكتاب يهدف إلى تزويد طلاب الصف العاشر بالمعرفة والمهارات اللازمة في مجال الأمن السيبراني وبرمجة البايثون، منوهة إلى أن مفاهيم الأمن السيبراني هي الممارسات والتدابير المتخذة لحماية البيانات والأنظمة من وصول غير المصرح لهم (لاستخدامها، الاطلاع عليها، تعطيلها، تعديلها، تدميرها) ويشمل حماية المعلومات بشكل عام بغض النظر عن الوسائط المستخدمة سواء كانت رقمية أو غير رقمية.
وأضافت أن الأمن السيبراني يركز على حماية الأنظمة والشبكات من التهديدات الإلكترونية وحماية البيانات الرقمية والبرامج من الهجمات التي تهدف إلى الوصول للمعلومات المهمة أو تغييرها أو تدميرها ويتم تطبيق الإجراءات والضوابط والعمليات والتقنيات لتقليل مخاطر الهجمات السيبرانية والحماية من الاستغلال غير المصرح للأنظمة والشبكات والتقنيات، مؤكدة أنه من خلال المحاور الرئيسية لأمن المعلومات والأمن السيبراني فإنه من الضرورة التركيز على السرية والنزاهة والتوفر يمكن للمؤسسات حماية بياناتها من الوصول غير المصرح به وضمان دقتها واكتمالها وجعلها متاحة للمستخدمين المصرح لهم عند الحاجة.
ونوهت الوزارة أنه من الآثار المترتبة على انتهاكات البيانات (انتهاك الخصوصية، سرقة الهوية، الأضرار بالسمعة، الخسارة المالية، عدم التمكن من الوصول للخدمات الأساسية والطوارئ والتواصل)، مشددة على أهمية السرية في ذلك وهي التأكد من حماية المعلومات التي لا يمكن الوصول إليها والحفاظ على سريتها إلا من قبل الأفراد المصرح لهم فقط مثل (الصور الخاصة، والبيانات المصرفية، وبيانات الدراسة أو العمل والوثائق الحكومية).
وأوضحت أن النزاهة تشير إلى الحفاظ على صحة وموثوقية المعلومات الرقمية وسلامتها لضمان عدم قيام أي أطراف غير مصرح لها بالتلاعب بالمعلومات التي ترسلها وتستقبلها عبر الإنترنت كما يقصد بالتوفر هو التأكد من المعلومات والموارد متاحة باستمرار وقابلة للاستخدام عند الحاجة وإمكانية الوصول إلى الأنظمة والخدمات وتشغيلها عند الحاجة وحماية أنظمة المعلومات وبياناتها من الانقطاعات أو التوقف عن العمل.
البصمة البيومترية أحد التطبيقات الأمنية
تطرقت «التربية» إلى التطبيقات الأمنية للمحاور الرئيسية للأمن السيبراني ومنها المصادقة التي تعتبر طبقة إضافية أو أكثر من الأمان وتستخدم لحماية حسابات المستخدمين بتقديم عدة أشكال منفصلة لتحديد الهوية قبل منح الوصول كعامل المعرفة والامتلاك والمقياس الحيوي، لافتة إلى أن من أمثلة عامل المقياس الحيوي هو المصادقة البيومترية حيث تستخدم خصائص بيولوجية فريدة مثل بصمات الأصابع أو مسح قزحية العين او التعرف على الوجه للتحقق من هوية المستخدم وتضيف هذه الطريقة طبقة من الامان إذ يصعب تكرار هذه السمات المادية او تزويرها لاسيما ان المصادقة البيومترية اصبحت شائعة بشكل متزايد في الهواتف الذكية واجهزة الكمبيوتر المحمولة مما يوفر طريقة آمنة لمصادقة دخول المستخدمين وحماية معلوماتهم الشخصية، كما ان هناك تطبيقات المراسلة الآمنة (التشفير) والتي توفر تشفيرا من طرف إلى طرف لحماية محادثات المستخدمين والتأكد من أن المستخدمين المقصودين فقط يمكنهم الوصول إلى الرسائل.
ممارسات الأمن السيبراني
سلطت وزارة التربية في الكتاب الضوء على ممارسات الأمن السيبراني، حيث أشارت إلى أنه يمكن اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير الخاصة من أجل الحفاظ على CIA في الأمن السيبراني ومنها ما يلي:
٭ كلمات مرور قوية: استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل الحسابات عبر الإنترنت، وتجنب كلمات المرور التي يمكن تخمينها.
٭ المصادقة: تفعيل المصادقة الثنائية أو المتعددة لحساباتك المختلفة حال توافرها.
٭ حماية الأجهزة: تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة، وتحديث البرامج بانتظام واستخدام تشفير قوي للبيانات المهمة.
٭ مكافحة التصيد الاحتيالي: عدم فتح روابط لا تعرف مصدرها أو تحميل مرفقات من مصادر غير معروفة، وعدم الوقوع فريسة لرسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل التي تحاول استدراجك للكشف عن معلومات شخصية.