ناقشت جولة المفاوضات بشأن غزة التي اختتمت في الدوحة أمس الأول مقترحا لهدنة في القطاع «لأقل من شهر»، وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» انها «جاهزة للتجاوب» مع أي اقتراح يفضي لوقف إطلاق النار وانسحاب اسرائيل عسكريا من القطاع.
وقال مصدر طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات، لوكالة فرانس برس أمس إن الاجتماعات بين رئيس الموساد ديفيد برنياع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة، ناقشت هدنة «لأقل من شهر» في غزة.
ولفت المصدر ذاته إلى أن الهدنة تشمل تبادلا للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيادة المساعدات لقطاع غزة.
من جهتها، قالت مصادر في «حماس» إن الحركة لم تتسلم أي مقترحات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، لكنها جاهزة للتجاوب مع ما يفضي إلى ذلك بالإضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وقال قيادي في «حماس» لوكالة فرانس برس «لم نتسلم رسميا أي اقتراح متكامل، نحن جاهزون للتجاوب مع أي أفكار أو اقتراحات تقدم لنا على أن تفضي في المحصلة لوقف الحرب والانسحاب العسكري من القطاع». وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يعطل التوصل لأي اتفاق «لأنه يريد مواصلة تنفيذ مخططاته لحرب الإبادة والتطهير والتهجير، ولا يوجد أي ضغط أميركي لمنعه من حرب الإبادة».
وبين أن «كل ما يتم نقاشه والتشاور حوله مع الوسطاء هو عبارة عن جملة من الأفكار من أجل التوصل لاتفاق لوقف النار وإنهاء الحرب لكن ليست اقتراحا مبلورا ومتكاملا».
وتابع «نحن قلنا للوسطاء إن حماس جاهزة إذا وافق الاحتلال على اقتراح لوقف النار والانسحاب الكلي من قطاع غزة وعودة النازحين إلى بيوتهم في غزة وشمال قطاع غزة، وإدخال المساعدات بشكل كاف لشعبنا والتوصل إلى صفقة جادة لتبادل الأسرى».
وفي سياق متصل، قال القيادي في «حماس» سامي أبو زهري إن الحركة استجابت لطلب الوسطاء في مصر وقطر للبحث في مقترحات جديدة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار من دون تقديم تفاصيل إضافية. وشدد أبو زهري على أن حماس «منفتحة على أي اتفاق ينهي معاناة الشعب في غزة ويوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من القطاع». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد الاثنين الماضي أنه لن يوافق إلا على اتفاق جزئي وليس على إنهاء الحرب.
ميدانيا، قاربت العملية العسكرية البرية الواسعة التي بدأتها إسرائيل في محافظة شمالي قطاع غزة، على اتمام اسبوعها الرابع وسط غارات جوية عنيفة تطول منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في مختلف مناطق الشمال، مسفرة عن حصيلة جديدة من القتلى والجرحى. وأعلنت بلدية مدينة بيت لاهيا، المدينة «منطقة منكوبة» جراء ما وصفته بـ «حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي». وقالت البلدية في بيان أمس إن بيت لاهيا «بلا طعام ومياه ولا مستشفيات ولا أطباء ولا خدمات ولا اتصالات». وطالبت بوقف «الإبادة الإسرائيلية».