رعاية الشريعة الاسلامية للانسان ممتدة من قبل خروجه الى الدنيا الى ما بعد وفاته، والأحكام الشرعية تكفل للانسان حقوقه، وتمهد السبيل لصلاحه وهدايته، حيث أمر الشرع الرجل الباحث عن زوجة أن تكون ذات أصل طيب، وبيئة محافظة، واذا حملت المرأة فيجوز التبرع للحمل والوقوف له والوصية عليه، ثم اذا خرج الى الدنيا وهو رضيع، فكذلك الواجب على الوالدين النفقة عليه وتربيته والاهتمام بصلاحه وهدايته، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)، وقال (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)، وهكذا درج الصالحون من هذه الأمة ومن الأمم السابقة على الاعتناء بأطفالهم وأبنائهم. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم امته اسلوب التعامل مع الاطفال، فكان عليه الصلاة والسلام يضمهم ويقبلهم ويعطيهم الشعور بالدفء الاسري والحنان الابوي كما هو مشهور من السنة النبوية الكريمة، بل انه كان يصلي بالناس في نيته الإطالة بالصلاة ولكنه يقصر منها عند سماع بكاء طفل، كما ذرفت عينا المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما توفي ابنه ابراهيم عليه السلام، فعلى الآباء والامهات الحرص على هداية ابنائهم وصلاحهم بالحسنى «مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لشعر وفرقوا بينهم في المضاجع»، ونسمع من آن لآخر من يعتدي على طفل فقد اوجب الشرع القصاص ممن اعتدى على الطفل ولو رضيعا، بإزهاق روحه والاعتداء عليه والتغرير به، ومنع الشرع من نفاذ تصرفات الاطفال المالية إلا اذا تحققت لهم المصلحة جراءها، كل ذلك لنعلم ان الاسلام حمى الطفل وتوعد من يسيء اليه بالوعيد الشديد، كما حذر الاسلام من ظلم الاطفال او تعذيبهم او ايذائهم او اكراههم على المحرمات، كما قال تعالى (ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد).