مفرح الشمري
تواصل جمعية الفنانين الكويتيين أنشطة موسمها الفني والثقافي الجديد، حيث أقامت أول من أمس في قاعة «شادي الخليج» أمسية فنية حوارية بعنوان «استماع» بمشاركة نائب رئيس الجمعية الملحن القدير أنور عبدالله، والوكيل المساعد لقطاع الإذاعة والباحث في التراث الكويتي د.يوسف السريع حضرها عدد من المتخصصين ومحبي التراث الكويتي الفني منهم د.خالد عبداللطف رمضان، د.حسين الانصاري، د.سعود المسعود، الفنان ياسر العماري، أمين الصندوق في الجمعية زبير العميري، وآخرون.
الأمسية كانت بمنزلة دروس مجانية لمن يريد أن يحقق طموحه من المطربين والملحنين الشباب ليشقوا طريقهم بالشكل الصحيح، ولكن للأسف الشديد غاب هؤلاء عن حضور هذه الأمسية الفنية المتخصصة، والتي حملت بين طياتها الكثير من القصص لمطربين تغلبوا على المصاعب ليصبحوا نجوما في الساحة الفنية الكويتية والعربية.
انطلقت الأمسية بكلمات ترحيبية من نائب رئيس جمعية الفنانين الكويتيين الملحن القدير أنور عبدالله بالحضور، منوها بأن هذه الأمسية حوارية فنية تحمل الكثير من الذكريات الجميلة لمطربين كبار ساهموا كثيرا في انتشار الأغنية الكويتية عربيا رغم كل الصعاب الذي واجهوها في مسيرتهم الفنية.
بدوره، ثمن الوكيل المساعد لقطاع الاذاعة الباحث د.يوسف السريع دور ودعم جمعية الفنانين الكويتيين بالموسم الفني الجديد في إقامة مثل هذه الانشطة التي تتناول توثيق تاريخ الفنون الغنائية الكويتية القديمة، مقدما الشكر والتقدير إلى رئيس مجلس الإدارة الفنان القدير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج»، وإلى أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
وقال د.السريع إن العديد من الذكريات لاتزال راسخة بمخيلته وتأثر بها الكثير من الفنانين الكبار أمثال عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» وخليفة العميري منصور الخرقاوي وغنام الديكان وراشد الحملي وبدر الجويهل وهناء العشماوي، إلى جانب دور إذاعة الكويت وبخاصة فرقة الإذاعة، فضلا عن تقديمه عدة برامج إذاعية من بينها برنامج تناول الأسطوانات الغنائية الكويتية والعربية القديمة.
وأضاف أن الأمسية تتناول الفن الجميل والذكريات من خلال الاستماع إلى نوعية معينة من التاريخ والأرشيف من الأسطوانات الغنائية الكويتية القديمة، وأرشيف إذاعة دولة الكويت الذي يتضمن كنوز تراثية للكثير من الفنانين الذين شاركوا في هذه الإذاعة العريقة، الذين أبدعوا في مجالهم في الصوت والسامري والخماري ومن بينهم الأسماء العريقة أمثال عبداللطيف الكويتي وعبدالله فضالة ومحمود الكويتي، والذين تميزوا بعطاء وتاريخ فني ثري وعريق.
واستعرض د.السريع عبر شرح مفصل خلال الندوة الأسطوانات الغنائية القديمة، وأهمية العمل على توثيقها والمحافظة عليها من الاندثار، كما استمع الحضور إلى مجموعة من التسجيلات الغنائية القديمة بصوت روادها من الفنانين الأوائل على المستوى الكويتي والعربي، ومن بينهم الفنان عبداللطيف الكويتي في أول أسطوانة في الكويت قام بتسجيلها عام 1927 من إنتاج شركة «بيضافون»، إضافة إلى أسطوانة «ساحل البدوان» عام 1927 وهي تعتبر من الأسطوانات النادرة بصوت الفنان محمود الكويتي، كما استمع الحضور إلى مجموعة متنوعة من الأسطوانات الكويتية والعربية لعدة فنانين بينهم عبدالله فضالة، عبدالعزيز محمد العسكر، عواد سالم وغيرهم.
من جانبه، أكد الملحن القدير أنور عبدالله ان جمعية الفنانين الكويتيين مستمرة في إقامة المزيد من الفعاليات المتنوعة ما بين الموسيقية والتراثية، إلى جانب الندوات المتخصصة، لافتا إلى أن هذه الندوة تطرقت إلى الاستماع والإصغاء إلى الأعمال الخالدة في تاريخ الغناء الكويتي والعربي، مشيرا إلى قيمة هذا التراث والمخزون من الأسطوانات الغنائية.
وذكر أن انتشار الأغنية الكويتية القديمة في أرجاء العالم العربي كان بجهود روادها الأوائل، الذين غنوا أعمالهم وسجلوها على أسطوانات ما بين الهند وبغداد والقاهرة واليمن ولندن، وبينهم الرعيل الأول أمثال عبداللطيف ومحمود الكويتي، عبدالله فضالة، عواد سالم، وغيرهم.
كما تحدث الملحن القدير أنور عبدالله عن ذكرياته مع تلك الأسطوانات التي احتوت على روائع من الفنون الكويتية والعربية العريقة، لافتا إلى أن الفنانين الكويتيين آنذاك واجهوا الكثير من الصعوبات من بينهم الفنان عبداللطيف الكويتي الذي تحدى الإعاقة ووصلت أعماله الغنائية إلى الشرق والغرب من العالم العربي، كما قام عبدالله بالعزف على آلة «العود» والغناء بصوته لمجموعة من الأعمال القديمة من بينها «لي خليل حسين» للفنان شادي الخليج، وألحان أحمد باقر، إضافة إلى أغان أخرى مثل «حالي حال» للملحن غنام الديكان بالإضافة إلى حديثه عن ذكرياته مع الملحن القدير الراحل رياض السنباطي حينما زار الكويت.