كثف المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس مساعيهما لكسب المزيد من الأصوات لكسر التقارب غير المسبوق في هذه المرحلة وقبل ساعات من ذروة السباق الرئاسي الأميركي غدا الثلاثاء، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بينهما، فيما ينتظر أن تحسم النتيجة في بعض الولايات الأساسية المتأرجحة، ولاسيما ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا.
و توجه ترامب إلى كبرى الولايات الحاسمة، واستهدفت هاريس منطقة «حزام الصدأ»، فيما ارتفع عدد المصوتين باكرا إلى اكثر من 75 مليون شخص.
وحتى أمس لم يحقق أي المرشحين هامشا أكبر من ثلاث نقاط في أي من الولايات السبع التي يتوقع أن تحسم النتيجة، وفق معدلات نتائج الاستطلاع الصادرة عن «ريل كلير بوليتيكس».
وقضت هاريس الساعية لكسب التأييد في ولايات البحيرات الكبرى التي تعد أساسية بالنسبة للديموقراطيين، النهار في ميشيغان، بدءا من ديترويت قبل التوقف في بونتياك وإقامة تجمع انتخابي في جامعة ولاية ميشيغان.
وأما جدول أعمال ترامب فركز أمس على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا التي يعد الفوز فيها مكسبا غاية في الأهمية في إطار نظام «المجمع الانتخابي» الذي يعطي النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
وسعى الرئيس السابق البالغ 78 عاما لصرف الأنظار عما جرى خلال تجمع انتخابي أقامه في قاعة «ماديسون سكوير غاردن» في نيويورك حيث قلل متحدثون من شأن اللاتينيين والنساء عبر تصريحات عنصرية.
ورغم أن أيا من الفعاليات المدرجة على جدول أعمال ترامب لن تقام في مناطق تضم عددا كبيرا من السكان اللاتينيين، إلا أن بنسلفانيا هي الولاية الحاسمة التي تضم أكبر عدد من البورتوريكيين، وهي فئة أثارت التصريحات الصادرة خلال تجمع نيويورك حفيظتها بشكل خاص.
وقالت حملة ترامب «لا يمكن للخيار بأن يكون أوضح بالنسبة لأهالي بنسلفانيا: يمثل الرئيس ترامب سياسات أميركا أولا بينما تمثل هاريس غياب الكفاءة والسياسات الليبرالية إلى حد خطير التي تدمر عائلات بنسلفانيا».
وتعد ميشيغان واحدة من الولايات السبع المتأرجحة التي تجري متابعة التطورات فيها عن كثب.
ونجح ترامب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلا للديموقراطيين سابقا عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016. وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديموقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية.
لكن هاريس تواجه هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعد 200 ألف نسمة نددت بطريقة تعاطي بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد السود للمرشحة الديموقراطية فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأميركيين من أصل إفريقي لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن في 2020.
وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها أمس الأول بظهور مفاجئ على برنامج «ساترداي نايت لايف» حيث سخرت من منافسها ترامب.
وقالت نائبة الرئيس الأميركي «أبقوا كامالا وامضوا قدما جميعا».
وحجزت حملة هاريس التي تسعى إلى الظهور على التلفزيون بأكبر قدر ممكن مساحة لمدة دقيقتين من البث أمس أثناء مباريات كرة القدم الأميركية، بما في ذلك خلال مباراة في الدوري الوطني بين فريقين من ولايتين حاسمتين: غرين باي باكرز (ويسكونسن) وديترويت لاينز (ميشيغان).
وتعهدت هاريس في الإعلان بأن تكون «رئيسة لجميع الأميركيين» وتعد «ببناء مستقبل أكبر لأمتنا».
وأفادت حملتها بأن «أبحاث الحملة تظهر أن الأسبوع الماضي أثبت أنه حاسم في ترسيخ الخيار في هذه الانتخابات لدى الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وأولئك الأقل استعدادا» للتصويت.
وأضافت أن «مشهد المرافعة الختامية في ماديسون سكوير غاردن مقابل ذي إيلابس اخترق ووضح الخيار بالنسبة لهذه الشريحة من الناخبين».
وفي السياق، أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن المرشح الجمهوري ترامب انتهى من وضع الأساس للطعن في نتائج انتخابات إذا خسر، تماما كما فعل قبل 4 أعوام. وكان ترامب قد أكد خلال تجمع انتخابي في ولاية أريزونا، الخميس، أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفه هو «الغش».
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة هوارد، رافي بيري، إن نتائج الانتخابات النهائية لن تصدر إلا بعد الانتهاء من فرز جميع الأصوات، إذ يتم فرز أصوات المقترعين في الانتخابات المبكرة، منوها بأنه قد يتأخر عدها في بعض الولايات.
أبرز «المرشحين الصغار» للانتخابات الرئاسية
تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الديموقراطيين والجمهوريين غدا، لكن نظام الحزبين لا يزال يترك مجالا لأسماء أخرى على بطاقات الاقتراع، أبرزها مرشحة الخضر جيل ستاين، إضافة إلى الجامعي كورنيل ويست والليبرتاري تشايس أوليفر.
وبحسب الولاية، يتراوح عدد المرشحين للبيت الأبيض هذا العام بين اثنين وأحد عشر. وتوجد أسماء ثلاثة مرشحين آخرين في العديد منها وتعطي استطلاعات الرأي النادرة التي تشملهم نحو 1% من الأصوات لكل منهم.
لكن العديد من الناخبين المحتملين لـ«المرشحين الصغار» يميلون إلى أحد المرشحين الرئيسيين في اللحظة الأخيرة، بحسب الخبراء.
اليساريان ستاين وويست: ترشحت جيل ستاين باسم أنصار حماية البيئة (الخضر) عام 2012 (0.4% من الأصوات)، ثم عام 2016 (1%) حين اتهمت بتشتيت أصوات ناخبي هيلاري كلينتون على نحو استفاد منه دونالد ترامب.
وفي ظل غياب مرشح، كان حزب الخضر مهددا بخسارة إمكانية الإدراج التلقائي على بطاقات الاقتراع في بعض الولايات، وهو إنجاز انتزعه بعد نضال شاق، فترشحت ستاين مجددا وسيكون اسمها على بطاقات الاقتراع في نحو 40 ولاية.
أما كورنيل ويست، فهو مثقف يبلغ 71 عاما وناشط معروف ضد العنصرية شارك أيضا في حركة «احتلوا وول ستريت» عام 2011، ويخوض الانتخابات مستقلا في أكثر من خمس عشرة ولاية، منددا بـ «الإفلاس الأخلاقي» للبلاد التي «يحتكرها ثنائي متهالك من حزبين رئيسيين يعطيان الأولوية للأرباح على البشر والكوكب».
الليبرتاري تشايس أوليفر: يعد الحزب الليبرتاري القوة السياسية الثالثة في البلاد، وقد حصد ما يزيد قليلا على 1% من الأصوات عام 2020، وهو حاضر على بطاقات الاقتراع في جميع الولايات الخمسين تقريبا عام 2024.
يدافع الحزب عن الحريات الفردية والتجارة الحرة والتشريعات البسيطة، ويمثله هذا العام تشايس أوليفر، الديموقراطي السابق البالغ 39 عاما والذي تسبب في جولة ثانية في جورجيا خلال انتخابات التجديد النصفي الحاسمة لتحديد الأغلبية في مجلس الشيوخ عام 2022.
كينيدي الغائب الأبرز: حصل روبرت إف كينيدي جونيور، وهو ابن شقيق الرئيس جون إف كينيدي وابن روبرت إف كينيدي اللذين تعرضا للاغتيال، على 4 إلى 5% من نوايا التصويت قبل الانسحاب في نهاية أغسطس ودعم دونالد ترامب، الأمر الذي أثار استياء الكثير من أعضاء عائلته السياسية الديموقراطية الشهيرة.
«آر إف كيه» جونيور محام متخصص في القضايا البيئية، ومعروف بنشر نظريات مؤامرة، خاصة في ما يتعلق باللقاحات.
آخرون: الغائب الآخر هو مغني الراب كانييه ويست الذي حصد 70 ألف صوت في 2020 وأعلن عزمه الترشح مجددا قبل أن يتراجع.
ويجرب عدد كبير من «المرشحين الصغار» حظهم في ولاية واحدة أو أكثر.
من بين هؤلاء راندال تيري الذي يعد بـ«تدمير» الحزب الديموقراطي، ويمثل الحزب الدستوري في نحو عشر ولايات.
وتمثل كلوديا دي لا كروز حزب الاشتراكية والتحرير (الشيوعي) في نحو عشرين ولاية.
المحطات الرئيسية في سباق رئاسي خارج عن المألوف
قبل يوم من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، عودة إلى المحطات الرئيسية في حملة انتخابية خارجة عن المألوف شهدت أحداثاً وتقلبات كثيرة.
انتخابات تمهيدية من دون منافسة فعلية
انطلق السباق إلى البيت الأبيض في يناير. لم يواجه الرئيس الأميركي أي منافسة جدية في الحزب الديموقراطي وفرض نفسه بسهولة رغم حركة اعتراض على دعمه إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
في المعسكر الجمهوري، شكلت سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي منافسة نسبية لدونالد ترامب، إلا أن نجاح الرئيس السابق كان كاسحا.
وفي البداية لم تثر المبارزة بين ترامب وبايدن التي اتخذت طابعا رسميا في مارس، حماسة الأميركيين.
إدانة ترامب
في أبريل، بدأت في نيويورك أول محاكمة جنائية لدونالد ترامب.
بعد جلسات محاكمة استمرت لأسابيع وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، أدين ترامب بتهمة دفع أموال لإسكات ممثلة خلال حملته الانتخابية في 2016.
إلا أن هذا الحكم غير المسبوق والاتهامات الثلاثة الأخرى الموجهة إليه جنائيا، لم تنل من شعبيته في صفوف أنصاره الذين ينددون على غراره، بتسييس القضاء.
وخففت المحكمة العليا خلال الصيف من الملاحقات الجنائية في حقه مع إلغاء تلك الموجهة إليه في فلوريدا فيما أرجأ القاضي الذي يرأس محاكمته في نيويورك إصدار الحكم إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
المناظرة المفصلية
في 27 يونيو شهدت الحملة تطورا خلط الأوراق. فكانت المناظرة بين ترامب وبايدن إخفاقا مدويا للرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما بسبب تلعثمه وعدم تركيزه في بعض المداخلات.
سادت حالة من الذعر في المعسكر الديموقراطي وبدأت تصدر أولى الدعوات المطالبة بانسحاب جو بايدن من السباق. وراحت من بعدها هذه الأصوات تتصاعد.
أمام متاعب منافسه، اختار ترامب بشكل لافت، ضبط النفس والامتناع عن التعليق.
محاولة اغتيال
في 13 يوليو، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.
وأصيب إصابة طفيفة بالرصاص في الأذن، إلا أن صور الحادث دخلت التاريخ، إذ ظهر فيها رافعا قبضته والدم يسيل على وجهه وهو يصرخ «قاتلوا!».
وزاد الحادث من شعبيته في صفوف مؤيديه المتحمسين، واختير رسميا بعد أيام قليلة مرشحا للحزب الجمهوري خلال المؤتمر العام للحزب في ميلوكي. وظهر في المؤتمر وعلى أذنه ضمادة كبيرة. واختار يومها السناتور جيمس دي فانس لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه.
وقبل شهر من الانتخابات وبعد محاولة اغتيال ثانية استهدفته في فلوريدا، عاد ترامب إلى باتلر في إطار مهرجان انتخابي كبير بمشاركة الملياردير إيلون ماسك المنخرط بالكامل في حملة المرشح الجمهوري.
بايدن ينسحب
وشهد الصيف تحولا جذريا في السباق الرئاسي، ففي 21 يوليو أعلن جو بايدن سحب ترشيحه في رسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مقدما دعمه لنائبته كامالا هاريس.
ترشيح هاريس
بسرعة قياسية حصدت هاريس دعم كبرى الشخصيات الديموقراطية وفرضت نفسها مرشحة للحزب، مثيرة حماسة كبيرة.
وأعاد دخول هذه المرأة السوداء ذات الأصول الجامايكية والهندية، التي تصغر ترامب بنحو عشرين عاما خلط أوراق السباق الرئاسي كليا، وهز صفوف المعسكر الجمهوري.
إلى جانب تيم والز المدرس السابق ومدرب كرة القدم الأميركية، الذي اختارته لمنصب نائب الرئيس في حال فوزها، توجت هاريس مرشحة رسمية للحزب الديموقراطي خلال مؤتمره العام في أغسطس.
مناظرة حادة
في العاشر من سبتمبر، تواجه ترامب وهاريس في مناظرتهما الأولى والأخيرة بينهما، إذ رفض المرشح الجمهوري مبارزة أخرى بينهما.
واتفق مراقبون على أن كامالا هاريس كانت الأفضل، لكن ترامب أكد انه كان الأكثر تميزا، وهو ما اعتبره مبررا لعدم خوضه مناظرة ثانية.
الشوط الأخير
ومع اقتراب اليوم الانتخابي، يعمل المرشحان المتعارضان حول كل شيء تقريبا والمتقاربان جدا في نتائج استطلاعات الرأي، جاهدين على إقناع الناخبين المترددين.
هل يمكن الفوز بالرئاسة مع خسارة التصويت الشعبي؟
فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016 رغم تفوقها عليه بنحو ثلاثة ملايين صوت. وفي العام 2000، فاز جورج بوش على آل غور رغم فارق 500 ألف صوت لصالح خصمه في التصويت الشعبي.
فالانتخابات الرئاسية الأميركية تقوم على نظام اقتراع غير مباشر فريد، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الناخب. وتفتح أبواب البيت الأبيض للمرشح الذي يتخطى عتبة 270 من أصوات كبار الناخبين.
فيما يلي بعض العناصر لفهم مجريات الانتخابات التي سيتواجه فيها دونالد ترامب وكامالا هاريس غدا:
لماذا الهيئة الناخبة؟
يلتقي كبار الناخبين، أعضاء الهيئة الناخبة، وعددهم 538 في عواصم ولاياتهم مرة كل أربع سنوات بعد الانتخابات الرئاسية لتحديد الفائز.
يتعين على المرشح الرئاسي أن يحصل على الغالبية المطلقة من اصوات الهيئة، أي 270 من 538 صوتا، للفوز.
ويعود هذا النظام إلى دستور 1787، الذي حدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة.
وكان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وانتخابه من قبل الكونغرس وفق نظام اعتبروه غير ديموقراطي.
ورفعت إلى الكونغرس على مر العقود والمفاجآت الانتخابية مئات المقترحات لإجراء تعديلات على الهيئة الناخبة أو إلغائها، من غير أن يتم إقرار أي منها.
من كبار الناخبين الـ538؟
غالبيتهم أعضاء منتخبون أو مسؤولون محليون في أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم مجهولة بغالبيتها الساحقة للناخبين.
لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب «حسب عدد سكان الولاية» وفي مجلس الشيوخ «اثنان لكل ولاية بغض النظر عن حجمها».
كاليفورنيا على سبيل المثال لديها 55 من كبار الناخبين، وتكساس 38. أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل ألاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينغ فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار.
والمرشح الذي يفوز بغالبية الاصوات في ولاية يحصل على أصوات جميع كبار ناخبيها، باستثناء نبراسكا وماين اللتين تعتمدان النسبية في توزيع أصوات كبار ناخبيهما.
في نوفمبر 2016 فاز ترامب بأصوات 306 من كبار الناخبين. ووقع ملايين الأميركيين الساخطين على عريضة تدعو كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه، لكن المساعي باءت بالفشل في غالبيتها، لأن عضوين فقط في تكساس التزما بالدعوة، ما سمح لترامب بالفوز بـ304 اصوات.
والوضع الاستثنائي في 2016 المتمثل بخسارة الاقتراع الشعبي ورغم ذلك الفوز بالانتخابات، لم يكن غير مسبوق، فخمسة رؤساء سابقين وصلوا إلى البيت الأبيض بهذه الطريقة، أولهم جون كوينسي الذي فاز عام 1824 على أندرو جاكسون.
وقبل فترة غير بعيدة شهدت انتخابات 2000 التباسا كبيرا بين جورج دبليو بوش والديموقراطي آل غور الذي فاز بفارق 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني. لكن مع فوز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة لصالحه إلى 271، ما حسم النتيجة.
لا شيء في الدستور الأميركي يرغم كبار الناخبين على التصويت باتجاه أو بآخر. وإن كانت بعض الولايات ترغمهم على احترام نتائج التصويت الشعبي، فإن «غير النزيهين» منهم لم يكونوا يتعرضون حتى الآن في حال امتناعهم عن ذلك سوى لغرامة.
لكن في 2020 قضت المحكمة العليا بأن الولايات يمكنها معاقبة كبار الناخبين الذين يخالفون خيار المواطنين.
بين 1796 و2016، أعطى 180 من كبار الناخبين أصواتهم خلافا للخيار الشعبي. لكن ذلك لم يؤثر يوما على النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.
موعد اجتماع الهيئة الناخبة
يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في منتصف ديسمبر لاختيار رئيس ونائب رئيس.
وذلك التاريخ حدده القانون الأميركي الذي ينص على أن «يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر».
في 6 يناير 2025، في ختام التعداد الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسميا اسم الرئيس أو الرئيسة، غير أن النتيجة ستعرف قبل ذلك بكثير.
ويؤدي الرئيس أو الرئيسة اليمين في 20 يناير.