نجح الرئيس المنتخب دونالد ترامب في رهانه بالعودة إلى البيت الأبيض في فوز مدو بعد محاولتي اغتيال وحملة انتخابية محمومة مع منافسته الديموقراطية كامالا هاريس.
وكان انتصاره واضحا وسريعا، بحيث فاز الرئيس السابق بالولايتين المتنازع عليهما، كارولاينا الشمالية وجورجيا، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي، متجاوزا عتبة الـ 270 صوتا في المجمع الانتخابي، فيما يتجه الى حصد أكثر من ٣٠٠ صوت، فضلا عن تقدمه الكبير في التصويت الشعبي محققا ما يزيد على 71 مليون صوت بنسبة 51%، مقابل نحو 66 مليون صوت بنسبة 47.4% لمنافسته، ناهيك عن التقدم الذي حققه الجمهوريون في الكونغرس.
هذه المعطيات مجتمعة دفعت ترامب لإعلان انه سيكون الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة بعد تحقيقه «فوزا سياسيا لم تشهده بلادنا من قبل».
وحتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الجمهوري سيلا من التهاني من رؤساء ومسؤولين في الخارج.
وتمكن ترامب ـ كما فعل في 2016 ـ من إقناع الأميركيين أنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، لاسيما ان نائبة الرئيس الديموقراطية هاريس، التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة. وأغرقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض ملايين الأميركيين الذين يرتدون القبعات الحمراء في حالة من الفرح العارم، لكنها فعلت النقيض لدى الفريق الآخر.
وعند أدائه اليمين في 20 يناير، سيكون على الجمهوري أن يضمد الجراح في هذا البلد المنقسم تماما.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه امام انصاره في فلوريدا، أطلق دونالد ترامب دعوة إلى «الوحدة»، وحض الأميركيين على وضع «الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا»، واعدا بـ «مساعدة البلاد على الشفاء». وقال: حان الوقت لننهي انقساماتنا وسننجز المهمة معا.
واقترح الملياردير «أكبر عملية» على الإطلاق لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، في اليوم الأول من ولايته.
وقال ترامب في خطاب النصر الذي وجهه لأنصاره في مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا «صنعنا التاريخ لسبب ما، والسبب أننا ببساطة تخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة»، معتبرا أن «العصر الذهبي للولايات المتحدة قد بدأ».
واستطرد ترامب «لدينا بلد يحتاج إلى المساعدة بشدة.. سنصلح حدودنا وسنصلح كل شيء في بلدنا»، متعهدا أمام مؤيديه بـ «القتال من أجلكم كل يوم» قبل أن يوجه الشكر إلى الشعب الأميركي على دعمهم له.
وذكر أن تقدم حزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة امتد ليشمل السيطرة على مجلس النواب (الغرفة السفلى من كونغرس الولايات المتحدة)، مشيرا إلى مواصلة الحزب سيطرته على مجلس الشيوخ (الغرفة العليا من الكونغرس).
وفي شرح ملخص للخطوط العريضة لسياسته الخارجية، قال الجمهوري ترامب «لن أبدأ الحروب بل سأنهيها».
وتجاهل ترامب تماما ذكر منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، فيما لم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارته المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري، وخصص له حيزا مهما من خطابه، وعنه قال ترامب: لدينا نجم صاعد.
كما أشاد بنائبه جيمس ديفيد فانس، الذي قال انه كان يذهب إلى «عقر دار العدو» ليواجههم، مشيرا إلى لقاءات صحافية اجراها فانس مع وسائل اعلام يعتبرها غير صديقة كشبكة «سي إن إن». وكانت وسائل الإعلام الأميركية أكدت فوز الجمهوري ترامب في السباق الرئاسي، وعنونت شبكة «سي إن إن»، التي كان يعتبرها «عدوة»، بالقول «ترامب يفوز»، وقالت انه حصل على 276 صوتا من المجمع الانتخابي مقابل أقل من 230 لمنافسته الديموقراطية كامالا هاريس، فيما قالت «سكاي نيوز» انه حصل على 277 صوتا في المجمع. وكانت محطة «فوكس نيوز» أول من أعلن فوز ترامب باكرا، بعد فوزه في ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن الأساسيتين.
وقبل كلمة ترامب، هنأ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «الرئيس المنتخب»، بعدما تفردت شبكة «فوكس نيوز» الاخبارية بإعلان فوز ترامب رغم عدم حسم الشبكات الأخرى نتيجة السباق.
وقال جونسون «دونالد ترامب هو الآن رئيسنا المنتخب الذي اختاره الشعب الأميركي لفترة مثل هذه الفترة». وعلى صعيد انتخاب حكام ولايات، سجل الجمهوريون تفوقا بفوزهم بـ 27 مقابل 23 للديموقراطيين، فشل الجمهوري مارك روبنسون ـ المدعوم من ترامب ـ في أن يصبح أول حاكم أسود لولاية كارولاينا الشمالية الواقعة في جنوب شرق البلاد على ما أظهرت توقعات وسائل إعلام أميركية.