بيروت ـ خلدون قواص
دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى انتخاب رئيس للجمهورية «يكون عنوانا جامعا للبلاد، تقيدا بأحكام الدستور، وهذا واجب وطني ودستوري في آن معا، وتعطيله هو تعطيل للدستور وللحياة الوطنية ولمصالح الناس واستقرار حياتهم، وتعطيل لأمن البلاد، ولا ينبغي الاستهانة به أو التمادي في تأجيله».
وطالب بعد اجتماعه برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «ان تستعيد الدولة قرارها ودورها وسلطتها وهيبتها، وتحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف، وتحافظ على العيش المشترك الإسلامي المسيحي الآمن، والبدء ببناء الدولة القادرة والعادلة، وأن يعتاد اللبنانيون العيش في كنف الدولة واحترام قوانينها ودستورها والخضوع لسلطاتها، لأننا خارجها نكون جماعات وطوائف وقبائل متناحرة، لا رابط بيننا ولا كيان لنا».
وأكد تمسك اللبنانيين بوحدتهم الوطنية، وموقفهم الموحد في رفض العدوان الصهيوني الهمجي، وهما الضمانة الأساسية، للصمود في وجه هذا العدو الغاشم، ولحماية أمنهم وسيادتهم وحريتهم واستقلالهم. والعدوان الصهيوني هو عدوان على كل لبنان، وعلى كل لبناني، وان اللبنانيين جميعا بوحدتهم وتضامنهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم قادرون على الصمود ورد العدو على أعقابه. وان الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن حماية الوطن والدفاع عن السيادة الوطنية، وعن شعبها والضامنة لأمنه واستقراره وازدهاره».
ودعا مجلس الأمن الدولي» إلى اتخاذ القرار بوقف الحرب على لبنان، وإلزام العدو الصهيوني بوقف إطلاق النار وتطبيق شرعة الأمم المتحدة، وبتلبية دعوة الحكومة اللبنانية بالشروع فورا بتطبيق قراره رقم 1701 كاملا، بما يؤمن إنهاء الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان، ووقف المجازر الإنسانية التي يرتكبها بحقه، وتمكين الجيش اللبناني بممارسة حقه الطبيعي والوطني في الدفاع عن لبنان، وتأمين وتعزيز كل القدرات والإمكانات التي تتيح له القيام بهذا الدور الوطني، وبتأييد ودعم كامل من كل الشعب اللبناني، وبما يعيد للدولة دورها في الإمساك بالقرار الوطني، وفي الدفاع عن سيادتها الوطنية، وكرامة شعبها».
وناشد القمة العربية الإسلامية استعمال كل وسائل الضغط والتأثير، لإحقاق الحق، «حق فلسطين وحق لبنان، وحق عالمنا، بأن ينعم بالأمن والسلام والعدل، وانهما أمانة بين أيديكم، ولن يخيب أملنا بمن حفظ ويحفظ أمانة الله في عنقه».
وقبيل انضمام الرئيس ميقاتي إلى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، عقد خلوة مع المفتي دريان في دار الفتوى، وقال ميقاتي: «في كل الاجتماعات التي نعقدها نلمس وحدة اللبنانيين وتضامنهم وحرصهم على هذه الوحدة. سررت بهذا الاجتماع للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وكانت توجيهات صاحب السماحة بضرورة التركيز على الوحدة والكلمة الجامعة واستيعاب الجميع».
وختم: «تفاءلوا بالخير تجدوه».
وعلمت «الأنباء» أن الرئيس ميقاتي تلقى دعما غير مسبوق من دار الفتوى والوزراء والنواب السنّة ومجلس المفتين في لبنان والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى قبيل مغادرته إلى الرياض.