قال وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر إن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ليس أمرا «واقعيا الآن». وأضاف ساعر للصحافيين في القدس المحتلة أمس «بكلمة واحدة، لا»، معتبرا أن أي دولة فلسطينية مستقبلية ستكون «دولة حماس».
جاء ذلك غداة إدانة وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنشاء إسرائيل لثلاثة محاور من أجل تقسيم قطاع غزة، معتبرة أن هذه الخطوة «واقع جديد».
وقالت الوزارة في بيان صحافي إن إقدام إسرائيل على تقطيع غزة من خلال 3 محاور وبناء منشآت عسكرية ثابتة يهدف إلى تكريس احتلال القطاع وتصميم واقع جديد بداخله لا يستوعب وجود الفلسطينيين، معتبرا أن «المجازر الجماعية وتدمير المستشفيات وحرمان السكان من العلاج والماء والغذاء أكثر بشاعة من المجاعة نفسها».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل إحداث تغييرات جذرية في غزة عبر إنشاء 3 محاور تقسم القطاع.
وقالت الصحيفة إن الجيش وضع منشآت عسكرية ثابتة في غزة بنية الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها، مشيرة إلى أن محور نتساريم (الذي يفصل مدينة غزة عن وسط القطاع) تحول لبؤرة عسكرية إسرائيلية ضخمة مع وجود منشآت عسكرية ثابتة ومعتقلات ومراكز قيادة.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أنشأ محورا جديدا يفصل مناطق شمال غزة عن سائر القطاع ويخطط لإنشاء محور ثالث في جنوب القطاع.
في هذه الأثناء، طالبت الحكومة الألمانية إسرائيل بفتح جميع المعابر الحدودية مع غزة ووصفت الوضع الإنساني في القطاع المحاصر بأنه «مأساوي» مقارنة بالأشهر الـ 12 الماضية.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في تصريح صحافي أمس، إن الأوضاع في القطاع «لم تصل إلى هذا المستوى من المأساوية منذ بداية الحرب نظرا للحجم القليل من المساعدات التي تصل سكان غزة لاسيما في الشمال».
ووجهت الوزيرة الألمانية اتهامها إلى الاحتلال الإسرائيلي بـ «عدم الإيفاء بالوعود التي قطعها أخيرا على نفسه» بخصوص السماح بعبور المساعدات إلى القطاع، مشددة على وجوب تقديم حكومة الاحتلال المساعدات اللازمة «دون أعذار».
وحذرت بيربوك من تفاقم مشكلة سوء التغذية التي يعاني منها سكان القطاع، لافتة إلى معاناة غالبية السكان الذين يفوق عددهم مليوني نسمة من «نقص حاد في الأغذية وعيشهم في ظروف مأساوية وسط مساحات شاسعة من الدمار والخراب». وجددت مطالبة الحكومة الألمانية بضرورة إيقاف إطلاق النار «فورا»، قائلة إن «الموت لن يتوقف حتى يتم الإيقاف الفوري لأعمال القتال».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض قريبا عقوبات جديدة على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين.
وقال جان-نويل بارو «لقد فرضنا عقوبات على المستوى الوطني ضد المستوطنين الذين يقومون بأعمال عنف، وعقوبات على المستوى الأوروبي»، مشيرا إلى أن «نظام العقوبات هذا تم تفعيله مرتين ومن الممكن تفعيله مرة ثالثة قريبا». وأضاف بارو، خلال مشاركته في حلقة نقاشية حول الشرق الأوسط بمنتدى باريس للسلام، «نحن ملتزمون أمن إسرائيل، لكن من مصلحة إسرائيل وأمنها أن يتم احترام القانون الدولي وإحقاق العدالة».
ميدانيا، شن الجيش الاسرائيلي غارات دامية على قطاع غزة أوقعت عشرات القتلى بينهم أطفال، فضلا عن سقوط جرحي ومصابين. وأفاد الدفاع المدني في غزة بسقوط «25 شهيدا» بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا بشمال القطاع.
من جهته، قال جيش الاحتلال إنه استهدف موقعا في جباليا كان به مقاتلين من حركة «حماس». وقتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة أخرى طالت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، حسب الدفاع المدني الفلسطيني.
في هذه الأثناء، طلب فريق الدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المحكمة الجزئية تأجيل شهادته في قضايا الفساد الكبرى المتهم فيها، إلى فبراير 2025 بذريعة «انشغاله بالحرب».
وقدم فريق الدفاع عن نتنياهو طلبا إلى المحكمة المركزية لتأجيل شهادة رئيس الوزراء لمدة شهرين ونصف الشهر، وذلك قبل أسابيع قليلة من شهادته المقرة في 2 ديسمبر المقبل، ووفقا لما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وأرجع دفاع نتنياهو سبب التأجيل هذه المرة إلى سلسلة من الحوادث الأمنية التي وقعت خلال الفترة الزمنية التي تم إعطاؤها لإعداده للمحاكمة، والتي وفقا لهم جعلت استعداده للإدلاء بشهادته مستحيلا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها محامو نتنياهو تأجيل الاستماع إلى شهادته في التهم الموجهة ضده، اذ انه بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، تم تقديم طلب مماثل في شهر يوليو الماضي في قضايا الفساد الثلاث لمدة 6 أشهر أخرى، لكن لم يتم البت فيه.
وتشمل القضايا المرفوعة ضد نتنياهو منذ 4 سنوات: الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ويواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي تهما جنائية عدة بما فيها: اتهامات بتقديم مزايا تنظيمية لشركة لاتصالات مقابل تغطية إيجابية عنه وعن زوجته سارة على موقع إخباري يديره الرئيس السابق للشركة، وقبول هدايا فاخرة تبلغ قيمتها نحو 700 ألف شيكل «مجوهرات وسيجار» من أصدقاء أثرياء.
وينكر نتنياهو جميع التهم المنسوبة إليه، ويصر على أن القضية ما هي إلا «مطاردة سياسية»، إلا أن النيابة الإسرائيلية ترى أنها مسنودة بأدلة قاطعة، تثبت تورطه في قضايا فساد وابتزاز وإساءة استخدام السلطة.
إلى ذلك، قالت إيران أن على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحافي أسبوعي أمس، إن «على رجال الدولة المستقبليين في الولايات المتحدة الأميركية إنهاء الإبادة الجماعية المتواصلة» منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني.