نجح صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في زرع الثقة بالنفس والمسؤولية بأبنائهم، فهم علموهم كيف يتحملون مسؤولية أفعالهم منذ الصغر وجعلهم قادرين على اتخاذ اي قرار بدون تردد، وقادرين على ادارة اي حوار بدون ان يظهروا في ثوب الجاهل، بل ويؤثرون في الآخرين ايضا، كل تلك المعاني الإيجابية زرعها الصحابة رضي الله عنهم في أبنائهم. ومن هذه النماذج نجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين مر على أحد الاطفال الذين يعملون برعي أغنام ولا يملكونها فعرض عليه الخليفة عمر بن الخطاب ان يقوم بشراء شاة من التي يرعاها الصبي، فرد الصبي انها ليست ملكه، فهو يقوم برعايتها وهي ملك سيده، قال اذا تأخذ المال وآخذ أنا الشاة وتقول لصاحبها ان الذئب أكلها، فرد الصبي وأين الله إذا فعلت هذا؟ كما يحكى ان الخليفة عمر رضي الله عنه اصطحب معه عبدالله بن عمر وهو حديث السن الى جلسة من جلسات الرسول صلى الله عليه وسلم وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الجلسة سؤالا: ما هي الشجرة التي تشبه المسلم تؤتي أكلها كل حين ولا تسقط أوراقها، سكت الجميع وتبادر إلى أذهان عمر رضي الله عنه وعبيدة بن الجراح رضي الله عنه وأبوبكر الصديق رضي الله عنه أنها شجرة البوادي ولكن الرسول كان يقصد النخلة وبعدما انفض المجلس قال عبدالله لأبيه والله قد وقعت في نفسي أنها النخلة فقال له عمر: لما لم تقل، لو قلت كان عندي هذا فضل كبير، وهنا التربية والنشأة على ان تربي ابنك على ألا يكتم ما بداخله بل يتشجع ويسأل ويجيب مادام ليس على خطأ وإن أخطأ ففي المرة القادمة سيصيب.