شهدت العلاقات بين ايران وسورية زخما كبيرا وزيارات مكوكية بين عاصمتي البلدين ارتفعت وتيرتها منذ فوز الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر الجاري.
وتوجه وزير الخارجية السوري بسام صباغ إلى طهران أمس، بعد يومين على زيارة وزير الدفاع الايراني العميد عزيز نصير زاده إلى دمشق وقبله مستشار المرشد الأعلى وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران علي لاريجاني، ووزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) إن وزير الخارجية بحث في طهران مع نظيره الإيراني التطورات في المنطقة جراء العدوان الاسرائيلي المستمر على بعض دولها.
كما تناولت المباحثات اوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين.
وعقب المحادثات، عقد الوزيران صباغ وعراقجي مؤتمرا صحافيا أكد خلاله الوزير صباغ أنه أجرى «محادثات إيجابية وتبادلا مثمرا وبناء للآراء بشأن تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين، والتي تعكس حقيقة العلاقة الإستراتيجية التي تربطهما وأهمية تعزيزها في مواجهة التحديات والأخطار وخاصة في هذه الفترة».
وأضاف «استعرضنا التطورات الخطيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المتصاعد على دول المنطقة والذي بدأ في 7 أكتوبر 2023 على الشعب الفلسطيني ولا يزال، وامتد ليشمل لبنان وتزامن مع اعتداءات متكررة على الأراضي السورية بلغ عددها أكثر من 130 اعتداء، من ضمنها الاعتداء على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق، ولاحقا على الأراضي الإيرانية»، مؤكدا تأييد سورية حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وشعبها.
وأعلن صباغ أن اللجنة الاقتصادية السورية ـ الإيرانية المشتركة ستعقد اجتماعا لها في دمشق قريبا.
من جهته، بين عراقجي أن المحادثات تركزت حول التطورات في المنطقة وغزة ولبنان وتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الوثيقة والإستراتيجية بين طهران ودمشق وضرورة تنميتها على جميع المستويات، مجددا التأكيد على وقوف إيران الدائم إلى جانب سورية في مواجهة أي تهديد إرهابي وكل ما يزعزع الاستقرار فيها، وكذلك أمام تهديدات الكيان الصهيوني.
وأعرب عراقجي عن إدانة إيران الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب الولايات المتحدة ثروات الشعب السوري، وإدانتها أيضا الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وفلسطين ولبنان التي تزعزع أمن المنطقة، الأمر الذي يتطلب تعاون الأوساط الدولية والأمم المتحدة لإنهاء هذه الاعتداءات.
وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على إيران، شدد عراقجي على أن أي اعتداء لن يبقى دون رد وأن إيران أثبتت ذلك خلال عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية، مبينا أن الرد على العدوان الصهيوني الأخير قادم، وطهران هي من تقرر كيف ومتى.