أكدت قطر أمس أن قياديي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المكلفين بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل، غير متواجدين في الدوحة حاليا، نافية إغلاق مكتب الحركة في الدوحة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية د.ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، إن «قياديي حماس الذين هم ضمن فريق المفاوضات، ليسوا الآن في الدوحة، وكما تعلمون يتنقلون بين عواصم عدة (...) مكتب «حماس» في الدوحة تأسس من أجل عملية الوساطة، ومن الواضح أنه عندما لا تكون هناك عملية وساطة فإن المكتب نفسه لا يكون له أي وظيفة»، مؤكدا «اذا اتخذ القرار بإغلاق مكتب حماس فستسمعونه من هذا المنبر» وستعلن عنه الخارجية القطرية وليس عبر وسائل أخرى.
وقال الانصاري ان الدوحة مستعدة لاستئناف المفاوضات في حال وجود جدية من قبل الأطراف.
وأكد على أن الموقف القطري ثابت وواضح وهو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأشار إلى استكمال الجسر الجوي القطري إلى لبنان بإجمالي مساعدات بـ 320 طنا.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت أمس الاول إن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا ينبغي لأي دولة أن تستقبل مسؤولي حركة «حماس».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، ردا على سؤال، «لقد بلغتنا في الأيام الأخيرة هذه المعلومات التي تقول إنهم انتقلوا إلى تركيا. ونود أن نقول للحكومة التركية بوضوح، كما فعلنا مع جميع دول العالم، إنه لم يعد من الممكن التصرف مع حماس وكأن شيئا لم يكن».
في الميدان، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة أمس استشهاد 50 فلسطينيا وإصابة 110 آخرين في هجمات شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع خلال 24 ساعة.
وأوضحت السلطات الصحية في بيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت ثلاث مجازر بمناطق متفرقة من قطاع غزة خلال 24 ساعة وصل على إثرها إلى المستشفيات 50 شهيدا و110 مصابين.
وأضافت أنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرق، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقالت السلطات الصحية إنه بذلك ترتفع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 43972 شهيدا و104008 مصابين.
وعلى صعيد متصل، تعرض مستشفى «كمال عدوان» شمالي القطاع إلى قصف مدفعي مباشر صباح أمس، في حين قصفت قوات الاحتلال مستشفى «أبو يوسف النجار» بمدينة رفح جنوبي القطاع، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه.
كما قتل ثلاثة فلسطينيين خلال عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة قباطية القريبة من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة فجر أمس، كما أكد محافظ المدينة لوكالة «فرانس برس».
وأوضح محافظ المدينة كمال ابو الرب «أبلغنا رسميا من قبل الارتباط العسكري عن ثلاثة شهداء، وهم محتجزون الآن لدى الجيش الاسرائيلي».
وكشفت لاحقا عن هوية الشبان الثلاثة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان «الهيئة العامة للشؤون المدنية تبلغ وزارة الصحة باستشهاد 3 شبان برصاص الاحتلال قرب قباطية».
وبحسب وزارة الصحة، فإن الشبان الثلاثة هم رائد حنايشة (24 عاما)، انور سباعنة (25 عاما)، وسليمان طزازعة (32 عاما).
وحسب محافظ المدينة، فإن الشبان الثلاثة تمت محاصرتهم من قبل الجيش الاسرائيلي في بيت من الصفيح في بلدة قباطية، ووقعت اشتباكات مسلحة.
وقال ابو الرب «لم نعرف كم عدد الشبان الذين تواجدوا» هناك، مشيرا إلى ان القوات الاسرائيلية «منعت الهلال الاحمر من الوصول إلى المصابين، في الوقت ذاته كانت جرافات الاحتلال تجرف الطرقات في مدينة جنين ومخيمها».
وذكر الهلال الاحمر الفلسطيني أن شابا رابعا أصيب بطلق ناري في الخاصرة خلال العملية، وتم نقله إلى المشفى للعلاج.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس من إصرار قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الأطفال في حربها على لبنان وغزة، قائلة إن ثمة «تشابها مرعبا» بين الحربين.
وقال المتحدث باسم «يونيسيف» جيمس ايلدر، في مؤتمر صحافي في جنيف عقب عودته من زيارة إلى لبنان، إن قوات الاحتلال قتلت 231 طفلا في لبنان خلال الستة أسابيع الماضية أي بمعدل ثلاثة أطفال يوميا وجرح 1100 طفل آخر.
وأضاف ان الأطفال هناك يعيشون في «تطبيع صامت مع الرعب»، معربا عن أمله في «ألا يسمح المجتمع الدولي بهذا المستوى من المجازر ضد الأطفال سواء في غزة أو في لبنان».
وأوضح ان من أوجه التشابه الأخرى بين غزة ولبنان تشريد مئات الآلاف من الأطفال في فترة وجيزة جدا إضافة إلى تزايد الهجمات «غير المتناسبة» التي تستهدف البنية التحتية التي يعتمد عليها الأطفال مثل المرافق الطبية وقتل العاملين في القطاع الصحي بوتيرة متزايدة.
وشدد المتحدث باسم «يونيسيف» على أن الهجمات واسعة النطاق التي نفذتها قوات الاحتلال مؤخرا أدت إلى إغلاق جميع المدارس وقوضت جهود إعادة الأطفال إلى التعليم، مشيرا إلى ان المدارس أصبحت ملاجئ للنوم بدلا من ان تكون أماكن للدراسة.