دمشق - هدى العبود
أعلنت الجهات المعنية في العاصمة التونسية عن إطلاق مهرجان «أيام قرطاج المسرحية» في دورتها الـ 25، المزمع انعقادها في الفترة بين 23 و30 الجاري، ومن أبرز المدعوين المكرمين الفنانون الذين أعطوا جهدا مسرحيا ودراميا وسينمائيا راقيا لبلدانهم ولوطنهم العربي أو العالمي وفي مقدمتهم الفنان القدير دريد لحام، من مؤسسي الحركة الفنية السورية منذ ستينيات القرن الماضي، والمخرج الفنان القدير ممدوح الأطرش، كما قدمت إدارة المهرجان دعوة ضيف شرف لكل من د.تامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون والموسيقى في سورية، ومدير عام مديرية المسارح والموسيقى عماد جلول.
وتحتفي الدورة الجديدة بالمسرح السوري، وتأتي تحت شعار «المسرح مقاومة والفن حياة» لتزامنها مع ظروف إقليمية استثنائية لتسلط الضوء على إبداعات المسرح السوري والعربي والأفريقي، مواصلة تقليدها السنوي في الاحتفاء بفنون المسرح وتبادل التجارب بين الفنانين.
وبهذه المناسبة، توجهت «الأنباء» للوقوف على رأي الفنان السوري دريد لحام فقال: أشكر دولة تونس ممثلة بروادها على المستوى المسرحي والفني على تقديم دعوة لأي فنان عربي أو أفريقي وعالمي قدم للفن العربي جملة مفيدة تنهض بوطنه وبحياة مواطنيه، وسأتوجه مع زوجتي هالة بيطار إلى العاصمة التونسية للمشاركة بـ «أيام قرطاج المسرحية» نظرا لأهمية الاحتفاء في هذه الدورة بالمسرح السوري كـ «ضيف شرف». وأردف: أنا أعتبر أن هذا المهرجان يحمل رمزية خاصة له وللمسرح السوري بشكل عام، لاسيما أنه يتزامن مع مرور 45 عاما على افتتاح عرض مسرحيتي الشهيرة «كاسك يا وطن»، التي تم عرضها لأول مرة في قرطاج أيضا.
وأضاف دريد لحام: سبق أن أعلنت أنني لم أختر اسم دريد لحام جزافا، بل كان مأخوذا من حياة أشخاص نعرفهم جيدا بالمجتمع، لكنني أضفت لقب «الطوشة» ليكون الاسم المثالي لجميع ما أقوم به من أعمال كفنان عرفه المجتمع السوري بـ «غوار الطوشة»، وما قام ويقوم به «غوار» في أعماله، لقد قفزت الشخصية معي إلى عالم المسرح والسينما لتسيطر على أجمل الأفلام والمسرحيات السورية مثل «كاسك يا وطن» و«ضيعة تشرين» و«شقائق النعمان» و«غربة» و«صانع المطر» وغيرها من عشرات الأعمال الفنية وصلت للعالم العربي وهذا المهم والأهم، فتاريخنا واحد ولغتنا واحدة وشعوبنا واحدة، وأصبحت المسرحيات التي نقدمها رمزا للمواطن السوري الذي يكافح يوميا من أجل لقمة العيش ويتحدث عن مشاكله وهمومه وطموحاته الخاصة والعامة علي حد سواء، من هنا أقول ان الفنان والكاتب يكتسبان في هذه الحالة ثقة المواطن محليا وعربيا وعالميا وحققنا ذلك أنا والراحل الكبير محمد الماغوط، وترجمت مسرحياتنا لعدة لغات أجنبية وعرضنا أعمالنا في الخليج والعالمين العربي والغربي.
وتابع لحام: أقولها صراحة قد أكون أثرت في حل مشاكل المواطن السوري، لكنني لم أصل الى الكمال في معالجتها وهو ما حقق لها احترام المواطن وهذا المهم والأهم بالدرجة الأولى قبل الشهرة الواسعة على مستوى وطني الأم سورية والعالم العربي، وهذه الدعوة ترجمة لحضوري وتكريم بلدي وأعمالنا المسرحية والفنية بشكل عام في أي مهرجان عربي أعتز به.
كما التقت «الأنباء» المخرج الفنان ممدوح الأطرش، الذي قال: أشكر القيمين على إدارة المهرجان المسرحي المهم جدا للحركة المسرحية العربية والأفريقية والعالمية، لأن المهرجان حقيقة مكان قيم لخلق فضاء ثقافي يجمع الفنانين العرب والأفارقة لتبادل الخبرات والتجارب المسرحية في إطار جاد للاستفادة من تجاربهم وإلى أين وصلوا، وكذلك نقدم مسرحنا السوري العريق التفاعلي المتجدد، خاصة ان المهرجان خصص دورته الـ 25 احتفاء بالمسرح السوري في إطار تسليط الضوء على منجزاته، وتأثيره بطروحاته ونقلها للدول العربية والأفريقية نظرا لقربها من حيواتنا الإنسانية، وبرأيي ان المهرجان يعد نهجا من رؤية أصحاب خبرات فنية عالية مدركة لأهمية المسرح الذي يعتبر هو الفن الأول عالميا، وأشكر إدارة المهرجان على دعوتي وتكريمي.
يذكر ان مهرجان «أيام قرطاج المسرحية 25» يضم 125 عرضا مسرحيا من 32 دولة عربية وأفريقية وغربية بمعدل 18 عرضا في اليوم، منها 12 ضمن المسابقة الرسمية ستقدم على مدى ثمانية أيام، أما العروض الموازية فتتألف من 35 عرضا، إضافة إلى 13 عرضا تحت عنوان «مسرح العالم»، وعرضين من «تعبيرات مسرحية في المهرجان»، و10 عروض من مسرح الطفل، وأربعة عروض من مسرح الإدماج، إلى جانب 11 عرضا من مسرح الحرية وهو قسم خاص بنزلاء السجون.
وتقام ضمن فعاليات المهرجان ندوة فكرية دولية من 25 إلى 27 الجاري تحت عنوان: «المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنساني جديد». وقد دعا المهرجان الباحثين والفنانين الى المشاركة بمداخلات ضمن محاور الندوة المرفقة في الورقة العلمية.
وأعلن المهرجان عن قائمة المكرمين التي تضم أسماء لامعة من مختلف الدول العربية، على رأسهم النجم السوري الكبير دريد لحام إلى جانب الفنان السوري القدير ممدوح الأطرش، وسيتم تكريم عدد من الشخصيات المسرحية التونسية والعربية البارزة، وهم: سامي الجمعان من السعودية، لمين النهدي وعيسى حراث وبشير القهواجي وآمال بكوش ووجيهة الجندوبي ومقداد الصالحي ويحيى الفايدي وفاطمة البحري ومنير بن يوسف من تونس.
وفي لفتة وفاء، يكرم المهرجان عددا من الفنانين التونسيين الراحلين، منهم: عبدالمجيد جمعة ومراد كروت والسعدي الزيداني وعبدالحق خمير ومحجوبة بن سعد.