بيروت - بولين فاضل
لبرهة من الوقت في عز ثقل الوقت ورائحة الموت، يفوح عطر تنفتح له قلوب اللبنانيين بلا استثناء، وكأن كل اختلافاتهم وتبايناتهم وانقساماتهم تنسحب جانبا للاجتماع على أمر واحد ووحيد هو حب فيروز في عيد ميلادها الـ 90.. وفي عز التفاوض على وقف الحرب يأتي من يكتب على منصة «اكس» ويحصد الثناء: «ما منفاوض ع فيروز»، في إشارة إلى أن فيروز تختزل الوطن والعنفوان و«الكرامة والشعب العنيد».
وإذا كان عشاق فيروز على امتداد لبنان والعالم العربي لا يحتاجون مناسبة لإعلان تجديد الولاء المنحاز لصوت فيروز وأغاني فيروز وهالة فيروز، فإن عيد ميلادها المصادف 21 نوفمبر لا يمر كل عام دون فيض من كلمات الحب في «شاعرة الصوت» و«جارة القمر» و«عصفورة الشرق» و«زهرة تشرين» و«قمر الحلوين» و«القمرة» و«سفيرتنا إلى النجوم».
وفي نماذج لما استحضره «الفيروزيون» من أغنياتها من أجل أمانيهم لها في عيدها، ثمة من كتب: «يا حلو.. وبحبك على طول بحبك»، فيما كتب آخر: «شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك.. بحبك ت تخلص الدني». كما استعار البعض المقطع التالي من إحدى أغنياتها: «بعدك على بالي يا قمر الحلوين يا سهر بتشرين، يا دهب الغالي ..بعدك على بالي يا حلو يا مغرور يا حبق ومنتور على سطح العالي».
وتبقى كلمات الشاعر الراحل أنسي الحاج عن فيروز هي الأجمل، وهو الصديق ورفيق الأيام والساعات، ومما كتب: «حتى لو لم يكتب لها شعر جميل، فإن صوتها كفيل أن يجعل أي كلام شعرا جميلا، حتى لو لم يكن اللحن رائعا فإن صوتها كفيل أن يجعل أي لحن رائعا، لأن صوتها هو الشعر، والموسيقى، و.. الصوت، لأن صوتها هو الأكثر من الشعر والموسيقى والصوت، صوتها وتمثيلها وحضورها، إن في وجودها إشعاعا يبهر كالبرق، ويستولي على الناظر إليها كما يستولي الكنز على المسافر».