أشاد سفراء السعودية وقطر وسلطنة عمان والإمارات والبحرين لدى الكويت بمكانة دولة الكويت الديبلوماسية وحرصها الدائم على دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك، ما يجعلها منصة مثالية لاستضافة مؤتمر القمة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ 45.
وأكد السفراء في تصريحات متفرقة لـ «كونا» أهمية القمة الخليجية لما لها من دور محوري في تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون وسط التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.
وأوضحوا أن القمة تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التكامل الاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء بما يعزز استقرار المنطقة ويخدم مصالح شعوبها، لافتين إلى أهمية تضافر الجهود لتحقيق تطلعات قادة وشعوب الخليج نحو مستقبل أكثر ازدهارا.
منظومة متجانسة
وفي هذا الصدد، قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد سمو الأمير سلطان بن سعد آل سعود إنه بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الـ 45 في الكويت الملهمة لفكرة هذا الكيان «نستحضر بفخر حجم التطور والابتكار الذي وصلت إليه جميع دول مجلس التعاون لتصبح مثالا يحتذى في الأمان والتطور والازدهار وقبلة للتميز الإقليمي في التنمية الشاملة وسط محيط مضطرب».
وأضاف سمو الأمير سلطان بن سعد أن دول المجلس كمنظومة متجانسة اضطلعت بدورها مع المجتمع الدولي بوعي ومسؤولية وكانت مصدرا للحكمة والتوازن على الساحتين الإقليمية والدولية مستشعرة مكانتها المتميزة التي وضعها فيه موقعها الجغرافي وثقلها الاقتصادي والسياسي.
وذكر أن «بزوغ مجلس التعاون الخليجي كان بمنزلة الكوكب الدري في سماء المنطقة استمد ضياءه من نبع أصيل تمازجت فيه وشائج قوية تجمع الشعوب عبر قرون الزمن وتغذيه عزائم قادتهم، كما أصبح كالتيار المتدفق من الماضي ليصب في الحاضر ويروي طريق المستقبل ويلتقي بروافد الخير وينشد شطآن العزة حتى يستقر بزاده الخير على ضفاف خليجنا المعطاء».
وأكد أن «التعاون الخليجي هو استجابة صادقة لإرادة قادة شعوب هذا الكيان وصياغة معاصرة لما كنا نمارسه بالود والتقاليد الموروثة عن آباء وأجداد وقادة كرام عاشوا على الاحترام والمحبة والتعاون والتشاور والتكافل».
وأوضح سمو الأمير سلطان بن سعد أن «إنجازات هذا الكيان العظيم تمت بعون من الله سبحانه وتعالى ثم دعم قادتنا حفظهم الله وستستمر بإذن الله تعالى».
وحدة المصير
من جانبه، قال سفير دولة قطر لدى البلاد علي بن عبدالله آل محمود إن استضافة دولة الكويت للقمة الخليجية الـ45 تعكس أهمية العلاقات التاريخية المتجذرة والعميقة بين دول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى إلى وحدة الهدف والمصير المشترك والعمل على تعزيز مسيرة التعاون وتسريع عجلة التقدم والتطور في جميع الأصعدة بما يحقق تطلعات قادة وشعوب دول الخليج.
وأضاف آل محمود أن أبرز التحديات التي تواجه منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الوقت الحالي تتمثل في التحديات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا أن دول المجلس تحرص على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل على الإيقاف الفوري لعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ولبنان من أجل إرساء دعائم الأمن والسلم في هذا الإقليم كذلك العمل على وقف التصعيد بين سلطات الاحتلال وإيران حتى لا تمتد آثاره إلى دول المنطقة.
وأشار إلى التحديات الاقتصادية التي تعمل دول المجلس على التغلب عليها من خلال تنويع اقتصاداتها وتطوير بنياتها التحتية من الطرق والموانئ والمطارات وغيرها إلى جانب التحديات التكنولوجية وتحديات تعزيز الأمن السيبراني لدول الخليج وتطوير مصادر الطاقة المتجددة والطاقات البديلة.
وأكد أنه وسط الأجواء الحالية الإقليمية والدولية سيعمل قادة دول مجلس التعاون الخليجي على اتخاذ موقف خليجي موحد تجاه الهجمات البربرية على قطاع غزة ولبنان كذلك العمل على وقف التصعيد الجيوسياسي المتبادل بين سلطات الاحتلال وإيران إضافة إلى عدد من ملفات التعاون المشترك التي تسعى دول المجلس إلى إنجازها تعزيزا لمسيرة التعاون وتحقيقا لآمال وتطلعات شعوبنا ودولنا الخليجية.
إنجازات تنموية
بدوره، قال سفير سلطنة عمان لدى البلاد صالح الخروصي إن انعقاد القمة الخليجية في دولة الكويت يجسد حرص قادة دول المجلس على استمرار مسيرة الإنجازات والعطاء التي بدأت مع تأسيس المجلس قبل 43 عاما.
وأضاف الخروصي أن دول المجلس طوال تلك الفترة حققت إنجازات تنموية كبيرة وأصبحت نموذجا فريدا في التعاون الوثيق في شتى المجالات والميادين بالشكل الذي يلمسه المواطن الخليجي ويجني ثماره ويتطلع إلى تطويره والبناء عليه.
وأكد أن مجلس التعاون الخليجي تبوأ مكانة مرموقة بين الأمم وأصبح مثالا يحتذى إقليميا ودوليا، لافتا إلى الدور الذي بذلته سلطنة عُمان مع دول المجلس لترسيخ التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء وتحقيق الطموحات والآمال التي تعقدها عليها الشعوب الخليجية.
وذكر أن ما تحقق طوال الفترة الماضية يشكل دافعا ومحفزا للوصول إلى أسمى الغايات وأفضل النتائج وفق استراتيجية واضحة وخطط عمل تمضي بلا كلل.
ظروف دولية دقيقة
من جهته، أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البلاد د.مطر النيادي أن القمة الخليجية التي تستضيفها الكويت اليوم تعقد وسط ظروف دولية دقيقة يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط ومتغيرات كثيرة سيكون لها تأثير على مستقبل العالم.
وقال النيادي إن القمة تمثل حدثا مهما واستثنائيا على الساحتين الخليجية والعالمية، مشيرا إلى أنها ستناقش ملفات كثيرة ومتنوعة مدرجة على جدول الأعمال.
وشدد على أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤدي دورا محوريا في ملفات دولية مهمة، لاسيما ما يتعلق منها بالقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والمناخية والصناعية والصحية والإنسانية، ما يجعل القمة تعقد وسط متغيرات تبرز أهمية استمرار عقد القمم الخليجية لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
وأشاد بما حققه مجلس التعاون طوال مسيرته من إنجازات لتعزيز التكامل والترابط بين الدول الأعضاء وصولا إلى تحقيق تطلعات شعوب الخليج نحو مستقبل أكثر ازدهارا.
وذكر أن إقامة جناح مجلس التعاون في مركز عبدالله السالم الثقافي المصاحب للقمة الـ 45 يمثل فرصة ذهبية للاطلاع على جزء من هذه الإنجازات التي نفخر بها في مجلس التعاون.
وأضاف أن هذه الإنجازات أسهمت في تعزيز اللحمة الخليجية وتعزيز التجارة البينية وسلسلة الإمدادات وحرية التنقل وانتقال السلع والمواد والأموال والكوادر البشرية والاستثمارات بين دول مجلس التعاون الخليجي بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا الخليجية.
وأعرب عن ثقته وتطلعه لأن تصدر عن قمة الكويت الخليجية حزمة من القرارات من شأنها المساهمة في تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك وتسهيل التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية.
تعزيز أواصر التكامل
من جهته، أكد السفير البحريني لدى البلاد صلاح المالكي أن اجتماع الدورة الـ 45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت اليوم الأحد يمثل محطة بارزة في مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وقال المالكي لـ «كونا» إن ذلك يأتي «بفضل الرؤية الثاقبة والأهداف السامية التي يسعى إلى تحقيقها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، حفظهم الله ورعاهم، من خلال تعزيز أواصر التكامل والتعاون المشترك وتحقيقا لتطلعات الشعوب الخليجية نحو مستقبل مشرق يزخر بالتنمية والازدهار».
وأضاف «إننا نحتفي جميعا بانعقاد القمة في دولة الكويت وبفضل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، أصبحت هذه الدول أنموذجا إقليميا وعالميا يحتذى في التعاون والعمل والمشترك وتبوأت مكانة دولية بارزة بين التحالفات الاستراتيجية العالمية». وأشار بكل فخر واعتزاز إلى منجزات المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مختلف المجالات الحيوية التي تخدم الشعب الخليجي الواحد. وذكر أنه نيابة عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، حفظه الله ورعاه، يترأس ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وفد المملكة المشارك في القمة تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالة الملك من أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة. وأعرب المالكي عن التطلع لنجاح أعمال هذه القمة الخليجية المهمة بما يعود بالخير والنفع على الجميع.