أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، مع إدراكه أن هذا المبلغ ضئيل للغاية لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية لمئات الملايين من الأشخاص العام المقبل في عالم «مشتعل».
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن «مزيجا من النزاع وأزمة المناخ وعدم المساواة تسبب بكارثة تامة»، متحدثا عن «عالم مشتعل».
ونظرا إلى أزمة التمويل التي تواجهها المنظمة الأممية، فالمبلغ المطلوب جمعه هو أقل بقليل من نداء العام 2024، ولن يتيح سوى مساعدة 190 مليون شخص من المحتاجين.
وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم، خصوصا غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تقدر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية العام المقبل.
وأشارت المنظمة إلى أنه بسبب نقص تمويل النداءات الإنسانية، خفضت في العام 2024 المساعدات الغذائية بنسبة 80% في سورية، في حين تعين تقليص المساعدات المخصصة للمياه والصرف الصحي في اليمن، بينما تواجه البلاد خطر تفشي وباء الكوليرا مجددا.
يأتي ذلك وسط مخاوف من أن يقوم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتقليص دعمه المالي للمنظمات الدولية بعد توليه الرئاسة في يناير المقبل.
وأشار فليتشر إلى أن عام 2024 كان «كارثيا» أيضا بالنسبة إلى الأشخاص الذين تدعمهم الأمم المتحدة.
ونظرا إلى النزاعات والحروب في غزة وأوكرانيا مرورا بالسودان ولبنان وسورية، اعتبرت الأمم المتحدة أن 2024 كان «أحد أكثر الأعوام وحشية في التاريخ الحديث» على المدنيين المحاصرين في الصراعات، وحذرت من أن سنة 2025 قد تكون «أسوأ» إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.