كثفت إسرائيل من غاراتها وقصفها المدفعي على مناطق متفرقة من غزة، فيما تسابق الجهود الدولية والإقليمية الزمن من أجل التوصل إلى هدنة في القطاع المحاصر الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا، بينما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب الاحتلال بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجدد التأكيد على أن «حل الدولتين» هو السبيل الوحيد للسلام الدائم في الشرق الأوسط.
وطالبت الجمعية العامة إسرائيل في قرار صدر عن اجتماع لها أمس الاول خلال مراجعتها السنوية للأوضاع في المنطقة، بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية وإجلاء المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعقد مؤتمر دولي في يونيو المقبل للدفع قدما باتجاه حل الدولتين.
وأكدت الجمعية العامة «دعمها الثابت، وفقا للقانون الدولي، لحل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها، على أساس حدود ما قبل العام 1967».
وشددت «على الحاجة إلى بذل جهود جماعية عاجلة لإطلاق مفاوضات موثوق بها بشأن كل قضايا الوضع النهائي في عملية السلام في الشرق الأوسط»، وتحقيقا لهذه الغاية، قررت الجمعية العامة عقد «مؤتمر دولي رفيع المستوى من أجل تسوية قضية فلسطين سلميا وتنفيذ حل الدولتين».
وسيعقد المؤتمر في نيويورك في يونيو المقبل وستتشارك رئاسته فرنسا والسعودية، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس».
وإلى حين انعقاد هذا المؤتمر، فإن القرار «يدعو الطرفين إلى التصرف بمسؤولية والامتثال للقانون الدولي واتفاقاتهما والتزاماتهما السابقة، سواء في سياساتهما أو أفعالهما، من أجل عكس الاتجاهات السلبية بما في ذلك كل التدابير المتخذة على الأرض والتي تتعارض مع القانون الدولي».
وعلى الصعيد الميداني في غزة، قتل 18 فلسطينيا على الأقل وأصيب آخرون في هجمات إسرائيلية على وسط وجنوب القطاع، وسط دعوات للسكان الى التوقف عن التوجه إلى مدينة رفح جنوبا.
وقالت مصادر طبية فلسطينية لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية ان 5 فلسطينيين قتلوا بينهم 4 أطفال وإصابة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات ثالث أكبر المخيمات الفلسطينية في وسط القطاع. وأضافت المصادر أن 3 فلسطينيين آخرين قتلوا في غارات جوية استهدفت منزلين في مدينة دير البلح.
وأعلن المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل انتشال جثث 9 فلسطينيين قتلوا جراء قصف إسرائيلي استهدف شرقي مدينة رفح جنوبي غزة.
من جانبه، ناشد مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني في غزة محمد المغير السكان التوقف عن العودة إلى رفح في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة، واصفا الوضع في المدينة بأنه «كارثي».
بدورها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» بغزة أمس أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام على القطاع ارتفعت إلى 44532 قتيلا على الأقل، واكثر من 105.538 مصابا.
من جهة أخرى، أشعل مستوطنون متطرفون النار في منازل وممتلكات للفلسطينيين في محيط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وقال شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية إن عددا من المستوطنين المسلحين دخلوا إلى بلدتي حوارة وبيت فوريك في نابلس وبدأوا بأعمال شغب وصراخ وسكبوا مواد سائلة سريعة الاشتعال على منازل ومركبات السكان. وقال محافظ نابلس غسان دغلس لوكالة «شينخوا» إن المستوطنين هاجموا حي الضباط في بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس، مشيرا إلى أن النيران أتت على مركبة ومنزلا ومحلا. وأضاف دغلس أن المستوطنين نفذوا هجوما آخر في بلدة حوارة جنوب نابلس وأحرقوا خمس مركبات فلسطينية على الأقل ومنازل أمامها. واعتبر أن هذه الاعتداءات محاولة لتنفيذ جرائم قتل وارهاب بحق السكان الفلسطينيين، متهما الجيش الإسرائيلي بتقديم الدعم لهذه الجماعات الارهابية التي لا تتعرض لأي مساءلة.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير فلسطينية عن قيام مستوطنين بأعمال شغب في محيط نابلس.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية إن الجيش كان قد أخلى البؤرة الاستيطانية عوز يوسف أقامها مستوطنون قرب نابلس، وردا على ذلك، هاجم عشرات من المستوطنين منازل تعود لفلسطينيين في بلدتي حوارة وبيت فوريك بنابلس وأضرموا النيران في منازل ومركبات.
وقد أعربت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وآخرها الهجوم الإرهابي الذي شنه مستوطنون في محافظة نابلس. وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في تصريح صحافي بموقف دولي حازم «يتجاوز حالة العجز الحالية عن تطبيق القانون الدولي».