- أردوغان يدعو إلى إيجاد حلّ سياسي عاجل
أعلنت فصائل المعارضة المسلحة السورية سيطرتها على مدينة حماة رابع أكبر المدن السورية، فيما قال الجيش السوري انه أعاد انتشاره خارجها «حفاظا على ارواح المدنيين» بعد معارك عنيفة في اليوم التاسع من عملية «ردع العدوان» المباغتة التي أطلقتها المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي. وبالتالي أصبحت ثالث مدينة تسيطر عليها بعد إطباقها على محافظة ادلب وكامل مدينة حلب. وتوجهت إلى حمص التي تبعد عن حماة نحو ٤٨ كلم وسط معلومات عن سيطرة فصائل على مدينة تلبيسة في الريف الشمالي لحمص.
وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بيانا أكدت فيه دخول فصائل المعارضة إلى حماة رابع اكبر المدن السورية، وقال انه «مع اشتداد المواجهات وارتقاء أعداد من المقاتلين» تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم. وأضاف «حفاظا على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة».
وأكدت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة انها ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات المسلحة».
من جهتها، أعلنت «إدارة العمليات العسكرية التي شكلتها الفصائل المعارضة المشاركة في عملية «ردع العدوان» ومنها هيئة تحرير الشام، خوض اشتباكات عنيفة في محاور استراتيجية بمدينة حماة، مع استخدام مكثف للأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كلا الطرفين، أدت إلى سيطرتها على احياء مدينة حماة، بدءا من أحياء الأربعين والمزارب والصواعق، فيما تراجعت القوات السورية نحو الاحياء الغربية للمدينة. ومع تقدم مقاتليها في المدينة اعلنت المعارضة السورية تحرير مطار حماة العسكري أيضا، وبث ناشطون تسجيلات مصورة فيه».
وأكدت السيطرة على سجن حماة المركزي وإطلاق سراح سجناء منه وكذلك مبنى قيادة الشرطة. كما اعلنت إصابة مروحية في سماء مدينة حماة بعد استهدافها بمضادات طيران. وتداول ناشطون تسجيلات مصورة لمقاتلي المعارضة في دوار الاربعين داخل المدينة.
وأعلن أبو محمد الجولاني قائد «هيئة تحرير الشام» والقيادي في إدارة العمليات العسكرية دخول مدينة حماة، وتوجه في تسجيل مصور لسكان حمص ودرعا ودير الزور وقال: جهزوا أنفسكم.
من جهته، أعلن المقدم حسن عبد الغني ـ القيادي في «إدارة العمليات العسكرية» ـ أن مجموعة «العصائب الحمراء» نفذت عملية نوعية على محور خطاب شمالي حماة، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 عنصرا من القوات السورية.
وأحكمت فصائل «ردع العدوان»، الخناق على القوات السورية المتمركزة في جبل «زين العابدين» شمالي حماة، حيث جرت معارك عنيفة جدا على عدة محاور شمالي وشرقي المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة دخلت حماة بعد ليلة من المواجهات العنيفة «من جهات عدة، وخاضت حرب شوارع ضد الجيش في أحياء عدة».
ويأتي سقوط حماة في أيدي المعارضة رغم قصف الطيران الروسي والسوري، بناء على ما أفاد الإعلام الرسمي.
وقالت الطالبة الجامعية مايا (22 سنة)، من دون ذكر شهرتها لأسباب أمنية، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من مدينة حماة إنها وعائلتها تلازم المنزل.
وأوضحت «نسمع أصوات الانفجارات والقصف من دون توقف، منذ ساعات الليل» مشيرة إلى أن الشوارع القريبة لمنزلها «خلت من أي حركة».
وأضافت «لا نعرف ماذا يجري في الخارج».
وأصدرت «إدارة العمليات العسكرية» بلاغا دعت فيه جميع العناصر والضباط في الشرطة بمدينة حماة إلى الالتزام بوحداتهم الشرطية والحفاظ على جميع الممتلكات والعهد والوثائق الموجودة.
وقالت الإدارة في بلاغها: «إلى جميع عناصر وضباط الشرطة في مدينة حماة، تدعوكم إدارة العمليات العسكرية إلى الالتزام بوحداتكم الشرطية والحفاظ على جميع الممتلكات والعهد والوثائق الموجودة، وانتظار مندوبي وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ السورية لترتيب أموركم والبدء بتنظيم الإجراءات لحمايتكم قانونيا واستخراج البطاقات المؤقتة، كل من يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القضائية».
وكانت فصائل المعارضة أعلنت السيطرة على مواقع «أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر الطون بريف حماة الشمالي»، كما نقل موقع تلفزيون سوريا أن فصائل المعارضة «تمكنت من السيطرة على اللواء 66 الواقع في ريف حماة الشرقي».
ومع تلاحق التطورات الميدانية، أعلن الكرملين أنه يعمل على تقييم الوضع الراهن في سورية لتحديد حجم المساعدة التي قد تحتاجها حكومة دمشق. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن الحديث عن حجم الدعم أو شكله سيأتي بعد الانتهاء من هذا التقييم.وأضاف أن روسيا تتابع التطورات في سورية عن كثب وعلى تواصل دائم مع دمشق، وفق وكالة رويترز.
بدوره، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تجري محادثات لعقد اجتماع مع تركيا وإيران ضمن صيغة «أستانا» لبحث الوضع في سورية
في سياق مواز، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السوري تصدت لطائرات مسيرة معادية في أجواء العاصمة دمشق، وإنها أسقطت طائرتين منها.
الى ذلك دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيجاد «حل سياسي عاجل» للأزمة السورية
ونقلت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في اتصال هاتفي أن مرحلة جديدة تتم إدارتها بهدوء في سورية وأنه يجب على الحكومة السورية «أن يتفاعل بشكل عاجل مع شعبه من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل».
بدوره، قال غوتيريش إن «إراقة الدماء» في سورية نتيجة «فشل جماعي مزمن»
تركيا تدعو اللاجئين السوريين لـ «التريث» قبل العودة إلى حلب: ليست آمنة حالياً
أكدت تركيا أنها تتوقع أن يسرع العديد من اللاجئين السوريين على أراضيها البالغ عددهم ثلاثة ملايين في عودتهم إذا تمكنت فصائل المعارضة من إبقاء سيطرتها على مدينة حلب التي انتزعتها من القوات الحكومية الأسبوع الماضي.
لكن وزيرا في الحكومة حذر من أن الوقت لم يحن بعد لعودة أعداد كبيرة من الناس إلى حلب.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا «نعرف أن المتحدرين من حلب يحبونها كثيرا. نلتقي بهم وهم متحمسون للغاية».
وأضاف «لكننا نقول لأولئك الذين يقولون إنهم يرغبون في العودة الآن تريثوا، ليست آمنة حاليا». وأضاف أن «الجميع يأملون بالعودة إلى أرضهم فور شعورهم بأن هناك سلاما وأمنا»، لافتا إلى أن 42% من السوريين المقيمين حاليا في تركيا (أي ما يعادل 1.25 مليون شخص) يتحدرون من محافظة حلب.
وقال «سيكون هناك اهتمام كبير» بالعودة، بعدما سيطرت فصائل المعارضة على حلب، ثاني أكبر المدن السورية والتي خرجت بالكامل عن سيطرة الحكومة السورية لأول مرة.
ولجأ نحو 880 ألف سوري إلى محافظات غازي عنتاب وشانلي أورفا وهاتاي المحاذية لسورية. وهناك 500 ألف أيضا مسجلون في إسطنبول، بحسب الإحصاءات الرسمية.
السفارة الصينية في دمشق تدعو مواطنيها للمغادرة «في أقرب وقت ممكن»
أرسلت السفارة الصينية بيانا عاجلا أمس دعت فيه مواطنيها لمغادرة سورية «في أقرب وقت» مع تقدم فصائل المعارضة السورية التي انتزعت مدن إدلب وحلب وحماة من سيطرة القوات الحكومية.
وقالت السفارة في رسالة على حسابها في منصة «وي تشات»: «تزداد حاليا حدة الوضع في سورية ويتدهور الوضع الأمني العام. تنصح السفارة الصينية في سورية المواطنين الصينيين في البلاد باستغلال الرحلات التجارية المتوافرة للعودة إلى ديارهم، أو مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن».
الجولاني يطمئن العراق بأنه لا نيّة لتهديد أمنه ويخاطب أهل حماة: لا ثأر بل مودة ورحمة
قال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني إنه «لا ثأر» بعد سيطرة الفصائل المعارضة على مدينة حماة.
وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق «تلغرام»، خاطب الجولاني أهالي المدينة «أبشّركم بأن الثوار بدأوا بالدخول الى مدينة حماة». وأضاف: «أسأل الله عزّ وجلّ أن يكون فتحا لا ثأر فيه بل فتحا كله رحمة ومودة».
وتوجه الى أهالي حمص ودرعا ودير الزور بالقول: جهزوا أنفسكم. كما وجه الجولاني، رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد فيها أنه لا نية لدى الفصائل المعارضة السورية تهديد أمن العراق، وفيما أشار إلى رغبته بمد جسور العلاقات السياسية والاقتصادية مع بغداد، دعا إلى منع الحشد الشعبي من المشاركة في الأحداث الجارية في بلاده.
وقال الجولاني في مقطع فيديو إن «رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وعددا من السياسيين العراقيين متخوفون مما يجري في سورية، وأنا أطمئنهم بأنه لا نية لدينا للمساس بأمن العراق».
وحث الجولاني، رئيس الوزراء العراقي على النأي بالنفس عما يجري في سورية وعدم السماح لقوات من الحشد الشعبي بالتدخل في سورية كما نأى بنفسه عن المواجهة. وأكد أن «المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية».