قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الدوحة قطر تتعاون مع الإدارة الأميركية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن الخلافات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن اتفاق الهدنة «ليست جوهرية».
وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال منتدى الدوحة في نسخته الـ 22، والذي افتتحه أمس أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تحت شعار «حتمية الابتكار» بحضور عدد من الرؤساء والمسؤولين العرب والدوليين: «عدنا إلى دورنا في المفاوضات بشأن غزة بعدما رأينا زخما جديدا بمحادثات وقف إطلاق النار بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وقال إن «هناك الكثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس ترامب منصبه»، مشيرا الى أن هذا العامل أثر على القرار القطري بإعادة المحادثات «إلى مسارها» خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف: «نأمل أن ننجز الأمور في أقرب وقت ممكن، وأن يستمر استعداد الأطراف للمشاركة بحسن نية».
وأكد رئيس الوزراء القطري، أن ما نشهده في غزة هو دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة. وأوضح أن بقاء الوضع على ما هو عليه ستكون له تداعيات خطيرة تهدد أمن المنطقة.
وشدد على أنه يجب وضع حد لاستمرار المأساة الإنسانية بغزة وامتداد تداعياتها إلى لبنان وسورية.
واستبعد رئيس الوزراء القطري، أن تواجه الدوحة ضغوطا أكبر بشأن وضع المكتب السياسي لـ «حماس» الذي تستضيفه منذ عام 2012، ووصف المكتب بأنه «منصة للاجتماع بين الأطراف المختلفة»، مضيفا أن قطر «ليس من المتوقع أن تفرض حلولا» على الحركة الفلسطينية.
وكانت وكالة «أسوشيتد برس» قد نقلت مؤخرا عن مسؤول أميركي، أن هناك تقدما في مفاوضات وقف إطلاق النار، مضيفا أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب اتفقا على تنسيق الجهود لتحرير الأسرى في غزة.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان، أن استمرار الحرب في غزة واتساع نطاقها إقليميا يضعف منظومة الأمن الدولي.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان خلال منتدى (حوار المنامة 2024) للأمن الإقليمي في نسخته الـ 20 بالعاصمة البحرينية أمس، أن إحلال السلام يحتاج إلى تمكين دولي ومواجهة حازمة من جميع الأطراف التي تعرقل جهود تحقيقه.
وشدد على أنه يتحتم على المجتمع الدولي تكثيف جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك فيما يتوقع أن تستضيف القاهرة الأسبوع المقبل جولة جديدة من مفاوضات الهدنة في غزة، حسبما أفاد مصدر مقرب من «حماس» وكالة فرانس برس أمس.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع المقبل لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى».
وقال عضو المكتب السياسي لـ «حماس» باسم نعيم لفرانس برس أمس إن «الوسطاء استأنفوا الاتصالات والمفاوضات مع الحركة، وإسرائيل لبدء جولة مفاوضات جديدة حول التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».
وأضاف أن حماس «أبلغت الوسطاء أنها مستعدة لإظهار مرونة بشأن التوصل لاتفاق لوقف الحرب وتنفيذ ذلك، بما يشمل جدولا زمنيا محددا بمواعيد ومتفق عليه لانسحاب القوات الإسرائيلية الكلي من المحاور الرئيسية» في غزة.
من جانبها، قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة في طريقها إلى النضج، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينوي تجديد لقاءاته مع عائلات الأسرى.
على صعيد التطورات الميدانية، سقط المزيد من القتلى والمصابين جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المتواصل على مناطق مختلفة من غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بغزة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 14 شهرا على القطاع ارتفعت إلى 44664 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال 24 ساعة «52 شهيدا»، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 105976 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس.
وذكر شهود عيان كانوا على الحاجز العسكري، أن الاحتلال أطلق النار على الشاب وأصابه بشكل مباشر في الرأس.