بيروت ـ خلدون قواص
تنادى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام ومفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان إلى عقد اجتماع عاجل أمس في دار الفتوى بعائشة بكار في العاصمة بيروت.
وخلص المجتمعون في بيان تلاه الرئيس السنيورة إلى مناشدة اللبنانيين «بأن يبادروا إلى لعب دورهم بالحفاظ على لبنان وديمومته وكيانه واستقلاله ووحدته وتضامن أبنائه، وان يسيروا إلى طريق الإنقاذ والتمسك بالدولة اللبنانية، دولة الحق والقانون لاستعادة دورها وسلطتها الواحدة وهيبتها، ودعوة اللبنانيين جميعهم إلى دعم الحكومة والوقوف إلى جانبها في مسعاها الأساس بالالتزام بتطبيق القرارات الدولية، ولاسيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته، وتحميل الدول التي رعت الترتيبات والتفاهمات لوقف اطلاق النار مسؤولية احترام هذا الاتفاق وإلزام إسرائيل بتطبيقه».
وأكد المجتمعون «ان لبنان لا يتخلى عن سيادته وحماية أراضيه، ولا عن كرامته ولن يتنازل عن أي شبر من أراضيه، ويتمسك بنظامه الديموقراطي البرلماني القائم على الحرية والعيش المشترك الإسلامي المسيحي. ولا يحتمل لبنان مغامرات جديدة بعد ان عانى الكثير من عواقب مغامرات عديدة سابقة».
كما تم التأكيد «على دور ومسؤولية الدولة في تحقيق ضبط كامل الحدود اللبنانية، فالحدود اللبنانية لا ينبغي ولا يجوز أن تكون معابر غير منضبطة. وهنا نعول على الدور الوطني الكبير الذي قام ولا يزال يقوم به الجيش اللبناني في أداء مهامه في حفظ حدود الوطن».
وشددوا «على ان الأحداث المتسارعة في سورية التي أدت إلى تغيير النظام، تدعونا إلى ان نتمنى لسورية وللشعب السوري الشقيق كل الخير وسرعة الذهاب إلى الاستقرار وأعاده تكوين السلطة، وإقرار دستور حديث يراعي جميع أطياف المجتمع السوري بما يعزز وحدته وسلمه الأهلي على قواعد المواطنة، كما والحفاظ على كامل التراب الوطني السوري وبناء علاقات سورية القويمة مع جميع الأشقاء العرب وجميع الأصدقاء في العالم».
وناشدوا «جميع اللبنانيين أن يتعاملوا مع هذا الحدث التاريخي والمهم بحكمة ووعي شديدين، وألا ينجرفوا لأي نوع من أنواع ردات الفعل العاطفية، أو ان ينزلقوا إلى دعوات مشبوهة متعصبة. فلبنان أثبت في محنته أنه متضامن مع بعضه بعضا، وفي الوقت عينه أن لبنان يتضامن مع الشعب السوري في خياراته الوطنية التي يتوافق عليها، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وتعزيز العلاقات بينهما والقائمة على الاحترام المتبادل».
ودعا المجتمعون مجلس النواب «إلى القيام بدوره في إعادة تكوين السلطات الدستورية بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم قيام الرئيس العتيد بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تكون قادرة وفاعلة ومتضامنة، وتعمل على وضع لبنان على طريق التعافي والنهوض الوطني والسياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي ومحاربة الفساد، والحرص على التمسك بالدستور وحسن استكمال تطبيق اتفاق الطائف وعودة جميع اللبنانيين بوحدتهم منتصرين إلى الدولة اللبنانية».
وطالبوا بدعم جهود الدولة اللبنانية في إعادة البناء والإعمار في المناطق المهدمة والمتضررة، «لإفشال مخططات العدو الإسرائيلي، واستنهاض الدعم العربي والدولي لمساعدة لبنان بما يمكنه من تأمين العودة الكريمة للنازحين قسرا عن بلداتهم وقراهم».
ثم توجه المفتي دريان إلى وسط بيروت حيث قرأ الفاتحة أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما انتقل إلى منطقة الأوزاعي حيث قرأ الفاتحة أمام ضريح المفتي الشهيد حسن خالد.