صفحة جديدة من تاريخ سورية كتبها أبناؤها في 8 ديسمبر 2024، معلنين فتح صفحة جديدة وطي صفحة سابقة أغلقت مع سقوط النظام السابق ومغادرة رئيسه بشار الأسد دمشق إلى وجهة لم يعلن عنها، مع دخول فصائل «إدارة العمليات العسكرية» التي أعلنتها المعارضة المسلحة دمشق. وعمت الاحتفالات المدن السورية والمغتربات، وسط ترحيب دولي ودعوات إلى الوحدة.
وفيما شددت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها الخاص بسورية غير بيدرسون على ضرورة البدء بتأسيس عملية انتقالية سلسة وناجحة في سورية، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية تحظى بسلطات تنفيذية كاملة.
وقال هادي البحرة، زعيم المعارضة السورية في الخارج لـ «رويترز» على هامش منتدى الدوحة أمس، إن سورية يجب أن تشهد فترة انتقالية مدتها 18 شهرا لتوفير «بيئة آمنة ومحايدة وهادئة» من أجل إجراء انتخابات حرة.
واعتبر البحرة أنه يتعين وصغ مسودة دستور خلال ستة أشهر، ستكون أول انتخابات تجرى بموجبه استفتاء عليه.
وأضاف البحرة «الدستور سيحدد ما إذا كانت سورية ستتبع نظاما برلمانيا أو رئاسيا أو مختلطا، وعلى هذا الأساس ستجرى الانتخابات ويختار الشعب زعيمه».
وقال إن المعارضة طلبت من موظفي الدولة الاستمرار في الذهاب إلى أعمالهم لحين انتقال السلطة، وأكدت لهم أنهم لن يتعرضوا لأي أذى.
وفي غضون ذلك، وصل قائد غرفة «إدارة العمليات العسكرية» أحمد الشرع إلى الجامع الأموي في دمشق، وذلك بعد وقت قصير من إعلان دخوله الأول إلى العاصمة برفقة رتل من إدارة العمليات يضم قوات النخبة لحفظ النظام، بعد السيطرة عليها.
ومن الجامع الأموي بدمشق، قال الشرع ـ الذي يلقب بـ «أبي محمد الجولاني» ـ إن «الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نشر الطائفية، واليوم سورية للسوريين جميعا». وأضاف أن النصر الذي تحقق بإسقاط النظام هو «نصر لكل السوريين».
وكان الشرع أصدر تعليمات بتأمين كل المنشآت الحيوية وفرض الأمن في العاصمة، وبثت صفحات الإدارة تسجيلا للشرع يسجد سجدة شكر عقب وصوله دمشق.
وقال في تسجيل مصور إن «المستقبل لنا ولا تراجع وعازمون على مواصلة الطريق الذي بدأناه منذ 2011 برغم كل الصعاب ولن نتوقف عن النضال ونحن ماضون نحو النصر».
وأضاف الشرع في بيانه الذي بثه التلفزيون الرسمي السوري «المستقبل لنا».
وقبل بث بيان الشرع، كان التلفزيون السوري الرسمي قطع إرساله وبرامجه المعتادة وبث الأغاني والبيانات الثورية، وظهر منشور على التلفزيون بخلفية حمراء كتب فيه «الثورة العظيمة انتصرت ونظام الأسد سقط»، ودعا التلفزيون السوري إلى تجنب إطلاق النار في الساحات العامة.
وورد في في أول بيان للفصائل المسلحة ألقاه معتقلون سابقون «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد». وأضافت أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين.
إلى ذلك، أعلنت «الإدارة العسكرية» أمس حظر التجوال في دمشق اعتبارا من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي حتى الخامسة صباحا.
ميدانيا، قال الإعلام الروسي ان فصائل الإدارة سيطرت على مدينة جبلة معقل الرئيس السابق في محافظة اللاذقية، والتي تقع قرب قاعدة حميميم أكبر القواعد الروسية في سورية.
من جهة أخرى، تمكنت فصائل الجيش الوطني السوري من السيطرة على مدينة منبج بريف حلب الشرقي أمس، بعد انتزاعها من قبضة ميليشيا قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يهمين عليها الأكراد، وبثت حسابات محلية تسجيلات مصورة لرفع العلم السوري (علم الثورة السورية) فوق أحد الأبنية في منبج، مع مقاطع تظهر عملية تحرير المعتقلين من سجون «قسد» في المدينة.
وتقع منبج شمال شرقي ريف مدينة حلب (شمالي سورية) التي تبعد عنها نحو 80 كيلومترا، وتقوم على أرض فسيحة ترتفع نحو 398 مترا عن سطح البحر. والمدينة هي مركز منطقتها، ولا تبعد سوى 30 كيلومترا من النقطة الحدودية الفاصلة بين سورية وتركيا.