قال رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد غازي الجلالي، إن الحكومة مستعدة للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب. وأعلن في كلمة بثها عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: «هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم.. ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري. ونحن مستعدون للتعاون معها، بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة». وأضاف: «تواصلنا مع إدارة العمليات العسكرية.. واتفقنا على أهمية الحفاظ على المؤسسات»، مضيفا أن «معظم الوزراء موجودون في دمشق».
وأشار إلى أنه حدث تواصل مع أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية والملقب بالجولاني «بشأن كيفية إدارة الفترة الحالية».
وأكد أنه ليس لديه أي معلومات عن مكان بشار الأسد ومتى غادر، وأن «آخر تواصل له مع الأسد كان مساء أمس الأول.. وقد وضعته في صورة ما يجري في اتصالنا الأخير».
وقال في مداخلة مع قناتي «العربية» و«الحدث»: الأسد قال لي «غدا نرى» في تعليقه على التطورات، مشيرا إلى أنه «لم يكن من الممكن أن نناقش مسألة الحوار مع الأسد».
رئيس الحكومة السورية أضاف بالقول: «قراري بالبقاء في البلاد مبدئي.. وسنحاول إعادة 400 ألف موظف لأعمالهم». وأعرب عن أمنيته أن تكون هناك «مصالحة بين فئات الشعب السوري».
وأوضح الجلالي أن السلطات الجديدة هي التي ستحدد مسألة الوجود العسكري الروسي في البلاد.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن «صفحة جديدة» تكتب في تاريخ البلاد وذلك في أول تعليق لها بعد إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام بشار الأسد بعد فترة حكم استمرت 24 عاما.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي «تكتب اليوم صفحة جديدة في تاريخ سورية لتدشن عهدا وميثاقا وطنيا يجمع كلمة السوريين يوحدهم ولا يفرقهم من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة ويتمتع فيه الجميع بكل الحقوق والواجبات بعيدا عن الرأي الواحد وتكون المواطنة هي الأساس».
وأضافت الوزارة أنها وبعثاتها الديبلوماسية في الخارج «ستبقى على عهدها بخدمة كافة الإخوة المواطنين وتسيير أمورهم انطلاقا من الأمانة التي تحملها في تمثيل الشعب السوري وبأن الوطن يبقى هو الأسمى».
أما وزير الصناعة السوري سامر خليل فقال في تصريح مماثل لقناة (العربية) إن هناك اجتماعات تجري لضمان استمرار خدمات الحكومة، مشيرا إلى عودة عدد من المنشآت للعمل في حلب.
وجاء ذلك في وقت قال فيه الشرع في بيان أوردته وسائل الإعلام إن «الاقتراب من المؤسسات العامة محظور»، مضيفا أنها ستظل تحت إشراف الجلالي «لحين تسليمها رسميا».
بدوره، قال وزير الاتصالات السوري، م. إياد الخطيب، لـ«العربية»، إن الاتصالات تعمل بشكل طبيعي في سورية، وعادت شبكة الإنترنت إلى محافظة حماة، بعد انقطاعها نتيجة الأوضاع المرافقة لتحريرها، الأمور جيدة وسيستقر الوضع في دمشق خلال أيام وسيباشر الموظفون عملهم.
وأضاف الوزير أنه بلغ من رئيس الوزراء على استمرار مباشرة عمله كوزير الاتصالات.
وقال الخطيب، إن الشخص المكلف بمتابعة ملف الاتصالات في إدارة العمليات العسكرية تواصل معه وتم الاتفاق على آلية العمل للمرحلة القادمة، وجرى التوافق على استمرار عمل الاتصالات وشبكة الإنترنت على مدار الساعة وتشكيل فرق فنية للتدخل على مدار الساعة في كافة المحافظات في حال أي عطل.
وقال وزير الاتصالات السوري، إن هدفنا هو الاتصالات لأنها العصب الأساسي للتواصل داخل وخارج سورية.
وأضاف، أن هناك عدة أنواع من الدعم من جانب «هيئة التحرير» تأمين المحروقات لتشغيل مراكز الاتصالات، وتوفير بعض قطع الصيانة.
وأكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على عمل الجمعيات بدعم الأهالي وتلبية الاحتياجات المتعددة والاستمرار في هذا الدور الهام وأن نكون معا الضامن الأهلي للدخول في المرحلة القادمة وكلنا مع بعض داعمين لسورية الجديدة.
ودعت جميع العاملين في الوزارة للالتحاق بعملهم كل في مكانه لمتابعة العمل وخدمة من يحتاجنا.
كما دعت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، جميع العاملين لديها للعودة إلى عملهم في مؤسساتهم ومديرياتهم والجهات المختلفة للحفاظ على المنشآت و«لنكون يدا واحدة في بناء سورية الجديدة ولتكون وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية الذراع الاقتصادية التي تسهم في توفير المواد الأساسية والغذائية لجميع المواطنين».
وتدعو وزارة الصناعة العاملين في القطاع الصناعي بجناحيه العام والخاص للعودة إلى مواقع العمل في المعامل والشركات والمراكز الإنتاجية للعمل يدا واحدة في الحفاظ على منشآتنا الصناعية والاقتصادية واستعادة نشاطها تلبية لاحتياجات بلدنا العزيز والغالي، ولنكون يدا واحدة في بناء وطننا سورية.
ترحيب عربي ودولي واسع بسقوط بشار الأسد
بين «آمال حذرة» ودعوات إلى تجنب «الفوضى»، تتالت ردود فعل المجتمع الدولي أمس على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
الرئيس الفرنسي رحّب بـ «سقوط دولة الهمجية»
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس بسقوط «دولة الهمجية» في سورية، مؤكدا التزام باريس بـ«أمن الجميع» في المنطقة.
وكتب ماكرون على منصة إكس «سقطت دولة الهمجية. في النهاية. أحيي الشعب السوري، وشجاعته، وصبره. في هذه اللحظة من عدم اليقين، أرسل له تمنياتي بالسلام والحرية والوحدة»، مضيفا أن فرنسا «ستبقى ملتزمة أمن الجميع في الشرق الأوسط».
وأشار ماكرون إلى أنه يجب «تجنب عودة ظهور الحركات الإرهابية التي قد تكون لديها القدرة على زعزعة الاستقرار الإقليمي والتحضير لهجمات مخطط لها».
مصر تدعو إلى صون مؤسسات الدولة
أكدت وزارة الخارجية أن مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سورية ووحدة وتكامل أراضيها.
وأضافت الوزارة في بيان أمس، أن مصر تدعو جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية.
ملك الأردن: نقف إلى جانب السوريين ونحترم «إرادتهم»
من ناحيته، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني أمس وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام «إرادتهم»، داعيا لتجنب انجرار البلاد إلى «الفوضى».
وأفاد الديوان الملكي في بيان بأن الملك قال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي إن «الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين ويحترم إرادتهم وخياراتهم»، مؤكدا «ضرورة حماية أمن سورية ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى».
شولتس: سقوط الأسد «نبأ سار»
بدوره، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أمس أن نهاية حكم الأسد لسورية هو «نبأ سار»، داعيا إلى حل «سياسي» وحماية كل الأقليات والجماعات الدينية.
وقال في بيان إن «بشار الأسد قمع شعبه بطريقة وحشية، ويتحمل مسؤولية عدد لا يحصى من الضحايا، ودفع الكثير من الأشخاص إلى الفرار من سورية، وصل كثيرون منهم إلى ألمانيا».
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان «يجب على البلاد الآن ألا تسقط بين أيدي متطرفين آخرين تحت أي شكل كان. لذلك ندعو كل الأطراف إلى تحمل كل مسؤولياتها تجاه جميع السوريين».
وأضافت «يشمل ذلك حماية كاملة للأقليات الإتنية والدينية مثل الأكراد والعلويين والمسيحيين، وعملية سياسية شاملة تنشئ توازنا بين المجموعات».
أوروبا: نهاية الأسد طال انتظارها
ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس بسقوط الأسد، معتبرة أن ذلك مؤشر على ضعف حليفته روسيا وإيران. وكتبت على منصة إكس «إن نهاية ديكتاتورية الأسد هي تطور إيجابي طال انتظاره. وهي تظهر ضعف داعمي الأسد، روسيا وإيران».
أنقرة مستعدة لتضميد جراح سورية
من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس إن على أي سلطة جديدة في سورية ألا تهدد الدول المجاورة.
وأضاف فيدان إن تركيا عملت مع السوريين والأطراف الإقليميين والدوليين «لطمأنة دول الإقليم بأن السلطة الجديدة وسورية الجديدة لن تشكل تهديدا لجيرانها، بل على العكس من ذلك، فإن سورية الجديدة ستعالج المشكلات القائمة، وستقضي على التهديدات»، مؤكدا أن أنقرة «مستعدة لتحمل مسؤولية كل ما هو ضروري لتضميد جراح سورية».
وفي اسرائيل قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد إن سقوط الرئيس بشار الأسد هو «يوم تاريخي في الشرق الأوسط»، مرحبا بانفراط «الحلقة المركزية في محور الشر» بقيادة إيران، العدو اللدود لإسرائيل.
العراق: ضرورة احترام إرادة السوريين
بدورها، أكدت الحكومة العراقية أمس «ضرورة احترام الإرادة الحرة» للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي بلادهم.
ورحبت أوكرانيا بسقوط الأسد قائلة إن «المستبدين» الذين يعولون على موسكو مصيرهم السقوط، معربة عن دعمها للشعب السوري. وهنأت حكومة «طالبان» في افغانستان الشعب السوري والفصائل المعارضة بسقوط الأسد، قائلة إنها تأمل في «انتقال للسلطة يتم وفق تطلعات الشعب السوري».
إيران: لن ندخر جهداً في دعم تحقيق الأمن والاستقرار في سورية
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لن تدخر جهدا في دعم تحقيق الأمن والاستقرار في سورية، لافتة إلى أن تحديد مستقبل سورية حق حصري لشعبها.
وقالت في بيان «تؤكد وزارة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ضوء التطورات الأخيرة في سورية، على الموقف المبدئي لإيران المتمثل في احترام وحدة سورية وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، مشددة على أن تحديد مصير سورية واتخاذ القرارات في شأن مستقبلها هو حق حصري لشعبها، بعيدا عن أي تدخلات مدمرة أو إملاءات خارجية».