نغص ملف المعتقلين على السوريين فرحتهم بسقوط النظام ومغادرة رئيسه بشار الأسد وتقاطروا بالآلاف على سجن صيدنايا الموصوف بأنه «مسلخ بشري» بحثا عن الآلاف من ابنائهم واقاربهم المغيبين منذ عقود تحت الأرض، وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية الدولية المساعدة في انقاذ المعتقلين في صيدنايا وباقي المعتقلات.
وفي أعماق الأرض حيث كانت تسمع اصوات المعتقلين في أقبيته تحت الأرض، استمرت عمليات بحث مكثفة عن المعتقلين، واستقدم الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» معدات وآليات جديدة للحفر في محاولة الوصول إلى أقبية، أكبر السجون السورية الذي يفيد الخارجون منه بتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب، وكانت سيارات الاسعاف بانتظار من اسعفهم الحظ بالخروج لنقلهم إلى المشافي، فيما كان على باقي المعتقلين وذويهم الانتظار على أحر من الجمر.
وقالت منظمة «الخوذ البيضاء» إنها أرسلت أكثر من 5 فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من دمشق، «للبحث عن أقبية سرية داخله يتوقع وجود معتقلين فيها». وذكرت أن الوحدات التي أرسلتها «تضم فريق بحث وإنقاذ وفريقا لنقب الجدران وفريقا لفتح الأبواب الحديدية وفريق كلاب مدربة، وفريق إسعاف».
وأوضح الدفاع المدني أن هذه الفرق مدربة على أعلى مستوى للتعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة التي تتطلب خبرات تقنية وميدانية متقدمة.
ووفقا للبيان الصادر، فقد وصل فريقان إلى الموقع قبل وقت قصير، وشرعا في العمل بمساعدة دليل مطلع على تفاصيل السجن وظروفه الداخلية.
وأعلن الدفاع المدني مشاركة «فرق K9 في أعمال البحث في سجن صيدنايا عن أبواب سرية أو أقبية غير مكتشفة بعد يتم الحديث عنها ويحتمل وجود معتقلين فيها».
وقال انه استعان في البحث بأشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن إضافة للاعتماد على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية المحتمل وجودها، مؤكدا الاستمرار في البحث حتى التأكد من جميع أقسام السجن.
من جهته، المرصد السوري لحقوق الانسان قال انه لا يزال هناك الآلاف مصيرهم مجهول في المعتقلات والسجون السرية.
وقال المرصد في بيان على صفحته في فيسبوك إن عدد المعتقلين الذين يعلم بهم هم أكثر من مئة ألف، مؤكدا أنه لاعلم له بالعديد في سجون أخرى وأن «العدد الحقيقي لايعلمه سوى الطاغية بشار الأسد وماهر الأسد». وذكر ان الكثير منهم هم من الطلاب في دمشق واللاذقية، حيث كانت هناك سجون تحت تلك الجامعات وهناك مداخل سرية تؤدي إلى سجون لا أحد يعتقد بأنها معتقلات سرية.
وروى رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، احدى طرق التعذيب حيث يقوم أحد السجانين باستخدام «مفتاح الرنج والمهدة» لتعذيب المعتقلين.
100 ألف دولار لمن يملك «شفرة» الأبواب أو يساعد في فتح كامل الزنازين
وكالات: فيما يسابق السوريون الزمن لمحاولة فك «شفرة» الأبواب الإلكترونية لزنازين سجن صيدنايا، الثقب الأسود المجهول الأسرار، سارع عدد من رجال الأعمال والثوار السوريين لرصد مكافآت بلغت إحداها 100 ألف دولار لمن يملك «شفرة» الأبواب أو يساعد على فتح كامل زنازين السجن.
وأعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن تخصيص مكافأة مالية بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي لكل من يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي إلى تحديد أماكن سجون سرية في سورية يوجد فيها معتقلون.
ووجهت إدارة الدفاع المدني دعوة خاصة لضباط الأمن السابقين والعاملين في الأفرع الأمنية للمساعدة في الوصول إلى هذه السجون السرية، وأكدت على أهمية هذه المساهمة وضرورتها، وقالت في بيان، أوردت قناة «الحرة» على موقعها الإلكتروني أمس، إنها تضمن لهم «الحفاظ على سرية المصادر».
وعبرت عن «كامل التضامن مع الأهالي وذوي الضحايا»، وقالت: «نتفهم تماما شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم لكننا نناشدهم بالتروي وعدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة».
وأكدت أن الفرق المختصة جاهزة للتعامل مع أي سجن يتوقع وجود معتقلين فيه.