نغّص ملف المعتقلين على السوريين فرحتهم بسقوط النظام ومغادرة رئيسه بشار الأسد، وتقاطروا بالآلاف على سجن صيدنايا الموصوف بأنه «مسلخ بشري» بحثا عن الآلاف من ابنائهم وأقاربهم المغيبين منذ عقود تحت الأرض، وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية الدولية للمساعدة في انقاذ المعتقلين في سجن صيدنايا وباقي المعتقلات.
وفي أعماق الأرض حيث كانت تسمع اصوات المعتقلين، استمرت عمليات بحث مكثفة عنهم، واستقدم الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» معدات وآليات جديدة للحفر في محاولة للوصول إلى أقبية، أكبر السجون السورية، حيث يفيد الخارجون منه بتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب، وكانت سيارات الاسعاف بانتظار من اسعفهم الحظ بالخروج لنقلهم إلى المشافي، فيما كان على باقي المعتقلين وذويهم الانتظار على أحر من الجمر خوفا من فقدانهم مع مرور الوقت وفرار المسؤولين عن السجن والعارفين بمداخله ومخارجه.
وقالت منظمة «الخوذ البيضاء» إنها أرسلت 5 فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا قرب دمشق، «للبحث عن أقبية سرية داخله يتوقع وجود معتقلين فيها»، بينها فريق لنقب الجدران وآخر لفتح الأبواب الحديدية وفريق كلاب مدربة، وفريق إسعاف». كما أعلنت «الخوذ البيضاء» عن تخصيص مكافأة مالية بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي لكل من يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي إلى تحديد أماكن سجون سرية في سورية يوجد فيها معتقلون.
وسارع عدد من رجال الأعمال والثوار السوريين لرصد مكافآت بلغت إحداها 100 ألف دولار لمن يملك «شفرة» الأبواب أو يساعد على فتح كامل زنازين السجن.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان انه لايزال هناك عشرات الآلاف مصيرهم مجهول في المعتقلات والسجون السرية. وقال إن عدد المعتقلين المعلومين لديه أكثر من 100 ألف، وإنه لا علم له بالعديد في سجون أخرى، مؤكدا وجود سجون تحت الجامعات وفي أماكن لا احد يتخيل أن تكون معتقلات سرية.
بموازاة عمليات البحث عن المعتقلين، استمرت مظاهر الفرح في العديد من المحافظات التي حاولت مسح آثار عقود من القمع، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها وفتحت المحال تدريجيا، فيما افادت معلومات صادرة عن المعارضة السورية بأنها كلفت م. محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، بحسب قناة «الجزيرة». وجاء ذلك بعد اجتماع لتحديد ترتيبات نقل السلطة جرى بين القائد في إدارة عمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع، الملقب أبو محمد الجولاني، والبشير ورئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد الجلالي الذي كلف بتسيير أمور الحكومة.
في الأثناء، عقدت اجتماعات مكثفة بين «إدارة الشؤون السياسية» للمعارضة والبعثات الديبلوماسية الأجنبية لبحث الوضع الأمني والسياسي بسورية. وقالت إدارة الشؤون السياسية في دمشق للجزيرة إنها ستعمل على تهيئة الظروف وضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين، ودعت السوريين الذين أجبروا على مغادرة البلاد إلى العودة والمساهمة في بناء سورية.