بيروت - بولين فاضل
عمر قضاه خلف القضبان سهيل حموي متنقلا بين السجون السورية قبل أن يخرج إلى الحرية بسقوط النظام السوري، ويعبر الحدود اللبنانية - السورية عائدا إلى منزله ببلدة شكا البترونية في شمال لبنان.
وفي معلومات لـ«الأنباء»، أن سهيل حموي هو سوري الجنسية لكنه مولود في بلدة شكا ومتزوج من لبنانية من البلدة الشمالية نفسها هي جوزفين الحمصي، وكان يقطن قبل اعتقاله عام 1992 في بيت حموه ببناية الحمصي في حي البحر في شكا بساحة النقيب الشهيد جوزف نعمة. وكان لدى اقتياده من منزله إلى السجن أبا لطفل في شهره العاشر واسمه جورج.
وفي المعلومات أيضا، أن سهيل استدعي في تلك الفترة الزمنية للخدمة العسكرية في سورية، وكان أن اتهمه الضابط المسؤول عنه وعن سواه بالعمالة لحساب إسرائيل، فتم اعتقال كل من كان تحت مسؤولية الضابط والزج بهم في السجن ضمن ملف حول إلى ما يعرف بفرع فلسطين، ومن بينهم سهيل حموي الذي اقتيد من منزله في شكا 3/12/1992 قبل أن يعود اليه حرا في 12/8/ 2024، ليكون بذلك قد قضى 32 سنة و5 أيام في السجون السورية. وقد تنقل خلال تلك السنوات بين أكثر سجن من بينها سجن صيدنايا وسجن عدرا انتهاء بسجن اللاذقية.
وعلمت «الأنباء» أن نجل سهيل حموي كان حصل على الجنسية اللبنانية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شقيقي سهيل وأحدهما توفي قبل 4 سنوات وآخر كان زاره في السجن عام 2011 للمرة الأخيرة. أما جوزفين زوجة سهيل، فكانت تزوره مرة أو مرتين في السنة، فيما لم ير نجله سوى مرة واحدة في السجن، وهو ينتظر مجيئه اليوم الثلاثاء من مقر إقامته في قطر برفقة زوجته اللبنانية ليحصل اللقاء المؤثر بين الأب المحرر ووحيده.
وأمس، ومع عودة سهيل حموي إلى لبنان وتحديدا إلى شكا، كان في استقباله نائب الكورة أديب عبد المسيح وأهالي البلدة الذين حملوه على الأكتاف وعانقوه محتفين بعودته.
ووصف حموي بالجلجلة رحلته في السجون السورية قائلا إنه كان يعتقد أنه سيمضي ما تبقى من حياته في السجن، لاسيما أن زوجته حاولت مرارا المراجعة مع المعنيين بشأن الإفراج عنه لكن بلا نتيجة.
كما قال إنه في السنوات الـ 15 الأولى من فترة اعتقاله لم يكن يعرف أحد من عائلته شيئا عنه، قبل أن يعلموا بوجوده في السجن وتبدأ زوجته بزيارته مرة أو مرتين في السنة.