نفذت إسرائيل أكثر من 300 غارة على سورية منذ سقوط بشار الأسد في أكبر حملة في تاريخها لضرب مقدرات البلاد العسكرية، في وقت وصلت قواتها المتوغلة في الأراضي السورية إلى قطنا التي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من المنطقة العازلة التي تفصل الجولان المحتل عن بقية الأراضي السورية، بحسب «رويترز»، فيما قال مصدران أمنيان إقليميان ومصدر أمني سوري إن الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق، لكن الجيش الإسرائيلي نفى ذلك، وقال انه لم يتعد حدود المنطقة العازلة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة (اكس)، إن التقارير المتداولة في بعض وسائل الإعلام والتي تزعم تقدم أو اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي نحو دمشق غير صحيحة على الإطلاق. وأضاف ان الجيش يتواجد داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود بهدف حماية الحدود الإسرائيلية، على حد زعمه. وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن مرتفعات الجولان ستبقى جزءا من إسرائيل إلى الأبد.
وبرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر التوغل الإسرائيلي، وقال: «هذه ليست إجراءات دائمة، وبالتالي في النهاية، ما نريد أن نراه هو استقرار دائم بين إسرائيل وسورية، وهذا يعني أننا ندعم جميع الأطراف في الحفاظ على اتفاق فك الارتباط لعام 1974»، بعدما قال نتنياهو إنه في حل منه.
وأدانت قطر «انتهاك أراضي دولة ذات سيادة».
وذكر متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنه «لا يمكن قبول استغلال إسرائيل الوضع الراهن في سورية واحتلال أراض فيها، في انتهاك لدولة ذات سيادة».
وأردف: «تدعم قطر سيادة ووحدة أراضي سورية، ونؤيد تطلعها لحماية مصالح شعبها». وقال إن «دور قطر يحدده الأشقاء في سورية، ونحن على تواصل مع جميع الأطراف فيها».
واستنكرت تركيا «عقلية الاحتلال» لدى إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية في بيان: «ندين بشدة دخول إسرائيل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسورية.. في هذه الفترة الحساسة.. تظهر إسرائيل مرة أخرى عقليتها الاحتلالية».
بموازاة ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير قوله: «دمرنا مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قمنا بها في تاريخنا». وأضاف: «دمرنا طائرات وسفنا حربية ومنشآت إستراتيجية بسورية لمنع وصول المعارضة لها».
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إسرائيل «دمرت أهم المواقع العسكرية». وإنه «تمكن من توثيق نحو 310 غارات نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية» منذ الأحد عقب هروب الأسد واستمرت الغارات طوال يوم أمس.
وزعمت إسرائيل أن ضرباتها استهدفت مخازن «للأسلحة الكيميائية.. أو صواريخ بعيدة المدى وقذائف حتى لا تقع في أيدي المتطرفين»، لكن المرصد أكد أن الضربات الإسرائيلية «دمرت أهم المواقع العسكرية في سورية»، ولاسيما مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية وإدارة الحرب الإلكترونية في دمشق وحولها ومركز البحوث العلمية الذي دمر بالكامل، في برزة الذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، وسبق أن استهدف عدة مرات.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود أن أبنية المركز الثلاثة سويت بالأرض وتصاعدت منها النيران.
وقال موظف يعمل في المركز منذ 25 عاما فضل عدم ذكر اسمه «كان للمركز نشاط عسكري سابقا لكنه منذ سنوات لم يعد له سوى نشاط مدني ويسهم في تطوير صناعة الأدوية».
وأضاف: «في دمشق مركزان بحوث علمية، واحد في بلدة جمرايا، والآخر هنا في برزة.. الاثنان سويا بالأرض».
وقرب مدينة اللاذقية الساحلية، استهدفت إسرائيل منشأة للدفاع الجوي وألحقت أضرارا بالسفن السورية وبمستودعات للجيش.
واعترف جيش الاحتلال بتنفيذ هجوم واسع ضد السفن الحربية السورية. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن «البحرية الإسرائيلية نفذت عملية استراتيجية كبيرة ضد البحرية السورية ومنعت سقوط أسلحة في أيدي عناصر معادية».
وأضافت ان سفنا إسرائيلية دمرت بالصواريخ العديد من السفن السورية في منطقة المينا البيضا وميناء اللاذقية، كما جرى تدمير العشرات من صواريخ بحر - بحر كانت على السفن التي تعرضت للهجمات.
وإزاء هذه الاعتداءات، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون إلى وقف الضربات الإسرائيلية في سورية. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف: «من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك».